مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

 دواء يبعث الامل لدى المصابين بمرض الزهايمر

يعتقد الباحثون ان الدواء الجديد قد يكون مفيدا لعلاج مرض الزهايمر Keystone Archive

أدى التعاون بين مجموعة "روش" السويسرية الدولية لصناعات الأدوية والكيميائيات التشخيصية وبين فريق من علماء الطب بجامعة لندن، لابتكار دواء جديد قد يكون ناجعا في الكفاح ضد المرض المعروف بمرض "ألزهايمير" الذي يتسبب في العَته أو اختلال العقل، خاصة عند بعض المتقدمين في السن.

يقول الباحثون البريطانيون في مقالة التي نشرتها حديثا مجلة “نيتشير” (Nature)، إن العلاج الجديد يقضي على مادة بروتينية طبيعية يفرزها الجسم وتلعب دورا غير مباشر على ما يبدو، في تسبيب مرض ألزهايمر (Alzheimer) وحتى مرض السكري المتقدم والمستعصي.

فقد بينت الأبحاث أن هذه الأمراض تنجم عن تواجد تلك المادة البروتينية التي يرمز إليها بالحروف “إس. إيه. بي” (SAP) في الدم، وأن هذه المادة البروتينية تساعد على تراكم صنف من النشويات حول الخلايا أو الجُسيمات الحية في الدماغ أو الجسم، فتثير الخلل في وظائفها الطبيعية العادية.

ويقول الدكتور مارك بيبيز (M. Pepys)، الذي يرأس فريق الباحثين بجامعة لندن، إن الفريق قام بالتجارب على ما يقرب من مائة ألف مركب من المركبات الكيميائية قبل العثور على ذلك المركب الذي يزيل المادة البروتينية المذكورة من الدم ويُبعد شرّها عن أنسجة الخلايا الحية في الجسم والدماغ.

عقار جديد دون مضاعفات غير مرغوب فيها

ويضيف أن التجارب الميدانية على تسعة عشر مريضا من المصابين بأمراض مستعصية نتيجة التراكمات النشوية المعروفة باسم “أميلوييد” (amyloid) حول الخلايا والأنسجة الحية في الجسم، قد أقامت الدليل على فعّالية المستحضر العقاري الجديد في القضاء على البروتين المسؤول عن تراكم تلك النشويات، وفي تحسين حالة المرضى.

وقد بيّنت الأبحاث التي أجراها البريطانيون بالتعاون مع مجموعة “روش” السويسرية الدولية للأدوية والكيميائيات التشخيصية، أن هنالك علاقة أكيدة بين تواجد البروتين “إس.إيه.بي” في الدم، وبين تراكم النشويات المذكورة حول الأنسجة والخلايا الحية في الجسم. لكنه ليس هنالك ما يُثبت بعد، أن ذلك البروتين يتسبب في نشأة المرض عند المصابين بألزهايمر أو السكري وغيرهما.

وليس من الواضح تماما بعد، أن النشويات التي تتراكم بسبب البروتين “إس.إيه.بي” تتسبب فعلا في تدمير خلايا الدماغ وفي العَته أو اختلال العقل الذي يلاحظ عند بعض المتقدمين في السن. ولهذا لا بد من تجريب العقار الجديد على أعداد من المرضى المصابين بمرض ألزهايمر بالذات، للتحقيق في الفعالية الحقيقية للمركب العقاري الذي تم العثور عليه بين مائة ألف مركب.

وهنالك تفاؤل على هذا الصعيد بأن يؤدي القضاء على المادة البروتينية الحافزة لتراكم النشويات، للتقليل من وطأة مرض ألزهايمر على المريض أو لتجنبه في أفضل الظروف. ولا حرج في إجراء مثل هذه التجارب الميدانية على المرضى، وقد تحقق الباحثون من أن العقار الجديد لا يترك أية مضاعفات ثانوية غير مرغوب فيها على المتعاطين لهذا المركب العلاجي.

سويس انفو

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية