مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

“لا بديل عن معاهدة أوسلو لحظر الذخيرة الانشطارية”

Keystone

أدانت منظمات المجتمع المدني محاولات الدول المجتمعة في جنيف حيث تُجري مفاوضات معاهدة حظر بعض الأسلحة التقليدية، والتي ترمي حسب تقديرها إلى التقليل من أهمية معاهدة حظر الذخيرة الانشطارية التي ستـُفتح للتوقيع في 3 ديسمبر القادم بالعاصمة النرويجية أوسلو.

يعرف قصر الأمم المتحدة في جنيف حتى 14 نوفمبر الجاري انعقاد الاجتماع الأخير المخصص لمناقشة موضوع حظر الذخيرة الانشطارية ضمن معاهدة حظر بعض الأسلحة التقليدية ذات التأثير المفرط أو العشوائي، وهذا قبل شهر من انعقاد مؤتمر أوسلو للتوقيع على معاهدة حظر إنتاج وتصدير وتخزين واستخدام الذخيرة الانشطارية.

وقد اختارت منظمات المجتمع المدني هذه الفرصة للتشهير بمواقف بعض الدول المعرقلة لاعتماد معاهدة حظر الذخيرة الانشطارية من خلال حملة تحت شعار “لا يجب الترخيص في جنيف بما يراد حظره في معاهدة أوسلو”.

ستيف غوس، عضو منظمة “هيومان رايتس ووتش” ونائب رئيس الحملة العالمية لحظر الذخيرة الانشطارية قال “إن الدول المشاركة في هذا الاجتماع ما زالت غير واعية بما هو مطلوب منها رغم شروعها في مفاوضات منذ أكثر من عام”.

من جانبه، يرى منسق الحملة العالمية لحظر الذخيرة الانشطارية توماس ناش أن الفرق بين ما هو معروض للنقاش في جنيف ومعاهدة أوسلو هو “أن معاهدة أوسلو لا تفرض حظرا على جزء من الذخيرة الانشطارية ولفترة محددة، بل تقضي بفرض حظر على كل الأسلحة الانشطارية وفي كل وقت”.

تشهير بالدول المعرقلة

ممثلو المنظمات المدنية العالمية المشاركة في الحملة العالمية من أجل معاهدة لحظر إنتاج وتخزين وتصدير واستخدام الذخيرة الإنشطارية، أدانوا في تدخلهم أمام الصحافة في جنيف يوم الإثنين 3 نوفمبر الجاري تصرف بعض الدول التي تُعتبر من كبار منتجي هذا الصنف من الذخيرة، مثل الولايات المتحدة الأمريكية والصين وروسيا والهند والبرازيل وإسرائيل.

وقد خص نائب رئيس الحملة العالمية من أجل معاهدة لحظر الذخيرة الانشطارية، ستيف غوس، بالذكر “الولايات المتحدة الأمريكية التي ترغب في التفاوض بخصوص برتوكول إضافي لمعاهدة حظر بعض الأسلحة التقليدية يكون ملزما بالنسبة للأسلحة الانشطارية، أو روسيا التي ترى أنه من السابق لأوانه الحديث عن بروتوكول في هذا الصدد”.

ولا يعتقد السيد غوس أنه من الممكن لهذه الدول التوصل إلى أي اتفاق بخصوص الأسلحة الانشطارية من هنا حتى نهاية الأسبوعيين المخصصين للاجتماع لأن عليها اتخاذ أي قرار بالإجماع. وحتى في حال التوصل إلى اتفاق “فإن ما سيتفقون عليه سوف لن يغير شيئا من معاناة البشرية من هذه الأسلحة الفتاكة”، حسب تعبيره.

وما ينتقده في الاقتراح المطروح للنقاش ضمن هذا الاجتماع هو “أن التعريف المقدم عن الأسلحة الانشطارية يحتوي على استثناءات كثيرة قد تسمح للدول بالاستمرار في استخدام وإنتاج وتخزين وبيع الأسلحة الانشطارية حتى النماذج القديمة منها”.

كما ينوه السيد غوس إلى أن الفترة الانتقالية التي يخصصها الاقتراح تتراوح ما بين 13 و20 سنة قبل فرض حظر شامل على الأسلحة الانشطارية أو القنابل العنقودية.

كما يعتقد أن الدول ترغب في هذا الاجتماع في تفادي الحديث عن تعويض الضحايا، كما تـُقلل من ضرورة الالتزام في مجال نزع بقايا الأسلحة الانشطارية أو القنابل العنقودية.

وباختصار، عبر غوس عن مخاوفه “من أن ما ترغب فيه هذه الدول في اجتماع جنيف هو التوصل إلى نص قد يضعف ما تم التوصل إليه في معاهدة حظر الأسلحة الانشطارية في أوسلو”، التي من المقرر التوقيع عليها في 3 ديسمبر القادم من قبل حوالي 100 دولة.

شهادة مؤثرة لوالدة جندي أمريكي

أما منسق الحملة العالمية لحظر الأسلحة الانشطارية توماس ناش، فقد أشاد بما تم التوصل إليه في معاهدة أوسلو بخصوص حظر الأسلحة الانشطارية، إذ يعتبر هذه المعاهدة التي ستفتح للتوقيع في 3 ديسمبر القادم في أوسلو “إنجازا نادرا لفرض حظر شامل على نموذج من الأسلحة، وخطوة هامة لحماية المدنيين في مناطق الصراعات”.

ويرى توماس ناش أنه “على خلاف ما تم في معاهدة حظر الألغام المضادة للأفراد، لم يتم هذه المرة انتظار أن تنتشر ظاهرة الذخيرة الانشطارية بشكل كبير لكي نتحرك لحظرها لأن هذه المشكلة تمس اليوم فقد 32 دولة أو منطقة”.

ولدعم ضرورة التحرك قبل فوات الأوان، استضاف الساهرون على الحملة العالمية من أجل معاهدة لحظر الذخيرة الانشطارية والدة جندي أمريكي توفي في العراق أثناء إبطال مفعول القنابل العنقودية هناك. فقد قدمت السيدة لين براداش شهلادة مؤثرة عن وفاة ابنها العامل ضمن قوات المارينز في عام 2003 في العراق، وناشدت بلدها الولايات المتحدة الأمريكية الانضمام إلى الدول التي ستوقع في 3 ديسمبر في أوسلو على مشروع المعاهدة.

المراوغة لا تحل المشاكل

ولتحسيس المجموعة الدولية بـعدم جدوى المراوغة في حل المشاكل المتعلقة بتأثيرات الذخيرة الانشطارية قامت حركة “هانديكاب انترناسيونال” بتغليف الكرسي العملاق المكسورة رجله والموجود في ساحة الأمم المتحدة والذي كان بمثابة شعار الحملة العالمية ضد الألغام. وسيبقي الكرسي مغلفا بالقماش الأبيض حتى نهاية أشغال الدورة الحالية التي يحتضنها قصر الأمم في 14 نوفمبر.

كما استعانت المنظمات المشاركة في الحملة العالمية لحظر الذخيرة الانشطارية بقافلة لأنصار الحملة توقفت في جنيف وهي في طريقها إلى أوسلو بعد أن جابت معظم المدن والعواصم في 21 دولة أوروبية منذ انطلاقها في 1 اكتوبر الماضي من بلغراد.

سويس إنفو – محمد شريف – جنيف

إذا كانت المنطقة العربية لم تعرف تنظيم اجتماع إقليمي للتوعية بمعاهدة أوسلو المتعلقة بفرض حظر على الذخيرة الانشطارية، فإنها تستدرك الوضع من خلال الندوة التي دعت إليها لبنان لتبادل الخبرات في مجال مواجهة تأثيرات استخدام الذخيرة الانشطارية في أعقاب استخدام إسرائيل بكثافة لهذه الذخيرة أثناء حربها ضد الجنوب اللبناني في عام 2006.

ويقول توماس ناش، من الحملة العالمية لحظر الذخيرة الانشطارية، إن الاجتماع الذي سينظم في بيروت يومي 11 و12 نوفمبر “هو منظم من قبل الحكومة اللبنانية بالاشتراك مع السفارة النرويجية على شكل ورشة عمل تتبادل خلالها الحكومة اللبنانية التجارب المجمعة في مجال تطهير المناطق التي أصيبت بالذخيرة الانشطارية أثناء استخدام إسرائيل لتلك الذخيرة في حربها في عام 2006”.

وأوضح السيد ناش أن هذا الاجتماع الذي كان على شكل ورشة عمل تم توسيعه لكي يتحول إلى مؤتمر يجمع بعضا من دول المنطقة التي تأثرت إما بالذخيرة الانشطارية أو بالألغام أو بباقي أنواع الذخيرة التي لم تنفجر.

ومن الدول التي ستشارك إلى جانب لبينان في هذه الندوة، إما كدول مانحة أو متضررة: الأردن والعراق واليمن وسوريا وقطر.

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية