مؤتمر فالينسيا والقضية الفلسطينية

الرئيس الفلسطيني هو الغائب الحاضر في اجتماع فالينسيا الاورو متوسطي والدول العربية تسعى الى موقف اوروبي اكثر تماسكا تجاه ما يجري في المناطق الفلسطينية Keystone

تطغى الاوضاع في المناطق والمدن الفلسطينية على مباحثات مؤتمر الشراكة الأوروبية المتوسطية الذي يبدأ اعماله يوم الاثنين في فالنسيا باسبانيا. ويدعو الاتحاد الاوروبي اسرائيل الى قبول مبدأ فتح تحقيق دولي بشان ما نقل عن ارتكاب قوات الاحتلال جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية خلال المواجهات الدامية التي وقعت في مخيم جنين.

ذكر المتحدث الرسمي باسم المفوضية الاوروبية، غونار فيغاند في بروكسل، بأن الجانب الأوروبي يقترح إدراج مسالة التحقيقات الدولية ضمن النقاط الأخرى التي يبحثها الاجتماع الاسرائيلي – الأوروبي في مطلع الأسبوع المقبل في فالنسيا. و يعقد وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي اجتماعا مع شمعون بيريز صباح يوم الثلاثاء، على هامش اجتماعات الشراكة الأوروبية المتوسطية في فالنسيا، مثلما يعقدون اجتماعات إضافية مع الجانب العربي.

ويرى دبلوماسي اوروبي أن المباحثات مع شمعون بيريز تستند الى المواقف المشتركة التي اتفقت حولها الأطراف الدولية الأربعة: الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وروسيا والأمم المتحدة. وكانت الأطراف الأربعة توصلت في منتصف هذا الشهر في مدريد الى وفاق، يدعم مهمة وزير الخارجية كولن باول، من أجل “وقف اطلاق النار والانسحاب الفوري والانتقال بسرعة الى مفاوضات الحل التفاوضي على أساس الشرعية الدولية”.

ويدعم الاتحاد الأوروبي مقترح الأمين العام كوفي انان حول نشر قوات فصل في المنطقة مثلما يدعم طلبات فتح تحقيقات دولية فورا في شأن الأحداث الماساوية والبشعة التي عاشها سكان مخيم جنين.

إلا أن فشل مهمة كولن باول تعيد الى الصدارة مسألة الضغط على اسرائيل واتخاذ العقوبات ضدها. وأكد المتحدث الرسمي الأوروبي بأن المفوضية لم “تسحب مقترحها، دعوة اجتماع مجلس الشراكة مع اسرائيل لتدارس تداعيات الأزمة وإخلال الجانب الاسرائيلي بمقتضيات اتفاقية الشراكة”.

وصرح وزير خارجية الدانمارك يوم الجمعة، بضرورة وجوب فتح تحقيقات دولية حول الأحداث التي شهدتها جنين. وقال الوزير ستيج مويلر “اذا ارتكبت اسرائيل جرائم، فيجب ان تساءل عنها مثل أي داعية حرب”. ويأتي تصريح الوزير الدنمركي بعد سلسلة تصريحات أدلى بها كبار المسؤولين الأوروبيين يطالبون فيها بفتح تحقيقات تحت اشراف الأمم المتحدة.

لا وجود لاي دولة فوق القانون!

وقال نائب رئيس الرابطة الاشتراكية الدولية ورئيس الحزب الاشتراكي البلجيكي، ايليو دي ريبو في رسالة بعثها الى وزير الخارجية الاسرئيلي شمعون بيريز، بأن “لا وجود لأي دولة فوق القانون الدولي” وأضاف دي ريبو في كتابه الذي يدعو فيه ارييل شارون الى الاستقالة من حكومة متطرفة، بأن “المجموعة الدولية سيحق لها مساءلة حكومة اسرائيل وجيشها. ويجب أن تقوم المحاكم المحلية والدولية بتحديد المسؤوليات عن المذابح. كما سيتعين على اسرائيل دفع تعويضات للسكان الفلسطينيين عن الأضرار التي تعمدت القوات الاسرائيلية ارتكابها.

وتنتظر الأوساط الأوروبية أن تطغى مأساة الشعب الفلسطيني على مداولات اجتماعات الشراكة. وفي مؤشر غضب بعض البلدان العربية حيال المواقف الأوروبية وكذلك العربية من الأزمة والتحفظ عن معاقبة اسرائيل، طلب لبنان “تأجيل توقيع اتفاقية الشراكة الأوروبية المتوسطية الى وقت لاحق لأسباب تقنية”. ولم يتضح حتى نهاية الاسبوع، إن كان لبنان وسورية سيشاركان في مؤتمر فالنسيا او مستوي تمثيل كل منهما في المؤتمر.

وكانت المفوضية رفضت طلبا قدمته البلدان العربية من أجل “تعليق عضوية اسرائيل في خطة الشراكة الأوروبية المتوسطية، للرد على انتهاكاتها القانون الدولي والمواثيق الانسانية. وكان من المقرر أن يوقع كل من لبنان والجزائر اتفاقية الشراكة الأوروبية المتوسطية على هامش اجتماعات الشراكة، يومي الاثنين والثلاثاء في فالنسيا.

إلا أن لبنان طلب تأجيل التوقيع “لأسباب تقنية تتعلق ببعض جوانب اتفاقية الشراكة”. ولا تعتقد المصادر الرسمية في بروكسل في وجود “الاسباب التقنية” وانما في دوافع سياسية محلية تتصل بوضع الحرب الجارية وموقف سورية من انعقاد مؤتمر الشراكة في ظل الظروف الراهنة.

نورالدين الفريضي – فالينسيا