مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

“نار الهلال الإرهابي ستصل أوروبا”

حذرت الصحف السويسرية من مخاطر انتشار التيار السلفي المتشدد في افريقيا جنوب الصحراء swissinfo.ch

احتلت أنباء تفجيرات الجزائر افتتاحيات الصحف السويسرية الصادرة صباح 12 ابريل على اختلاف توجهاتها واتفقت فيما بينها على أن "نار الإرهاب في شمال إفريقيا ستمس القارة الأوروبية أيضا"، وألقت باللائمة على حكومات دول شمال افريقيا التي لم تتعامل مع ظاهرة الإرهاب بواقعية.

وإذا كانت بعض الصحف قد أقرت بفشل الحرب الأمريكية على ما يوصف بالإرهاب، إلا أنها لم تبحث في اسباب هذا الفشل وجذور المشكلة.

نشرت صحيفة (نويه تسورخر تسايتونغ) الصادرة من زيورخ على صدر صفحتها الأولى صورة الدمار الذي خلفته انفجار الجزائر، وحذرت مراسلة الصحيفة في مدريد كورنيليا دريخسفايلر من وصول الإرهاب إلى بوابة أوروبا الجنوبية.

وترى الكاتبة أن القاعدة اختارت افقر منطقة في العالم للانتشار فيها، وتمكنت من التوسع على طول 400 كيلومتر من المحيط الأطلسي إلى القرن الإفريقي، لتشمل الأصوليين من دول المغرب العربي مع دول الحزام الإفريقي، وترى أن هذه الشبكة هي تحقيق لحلم بن لادن، كي يكون قريبا من القارة الأوروبية، لتدريب الإرهابيين من المهاجرين أو القيام بعمليات تفجير ضد أهداف أوروبية.

وتعتقد المراسلة أن هناك خيطا يربط بين انفجارات الجزائر والدار البيضاء وبين ما حدث في تونس في نهاية العام الماضي، وأن اسهم السلفيين في ارتفاع متواصل رغم الأموال الطائلة التي تنفقها الولايات المتحدة لمحاربة الإرهاب من خلال قنوات متعددة، بل إن التعاون العسكري بين الجزائر والولايات المتحدة “فاق الحد الذي كانت تتمتع به فرنسا مع هذا البلد الشمال أفريقي”، على حد رأيها.

وفي (دير بوند) الصادرة من برن كتب لورانتس كرومر تحت عنوان “شبكة الإرهاب على أبواب أوروبا”: “تحارب الولايات المتحدة باسم الغرب الإرهاب الإسلامي في العراق وأفغانستان، ورغم كل الإمكانيات المتاحة وعشرات الآلاف من الضحايا فإنه من الواضح أن النتيجة غير جيدة، فكلا البلدين لا يعرف الاستقرار، بل تحول العراق بعد الغزو الأمريكي إلى مركز استقطاب للإرهابيين، الذين لم يكن لهم مكان في عهد صدام حسين”.

ويرى الكاتب أن النتيجة الآن هي “إعادة هيكل تنظيم القاعدة بشكل مختلف، حيث انتشرت في أكثر من بقعة، ثم تحولت باكستان إلى محور لنشر إيديولوجيات القاعدة، وفي الصومال ضربت العناصر الإسلامية القوات الإثيوبية الداعمة للولايات المتحدة، وانتشرت القاعدة في إفريقيا جنوب الصحراء بشكل يصعب السيطرة عليه”، واستند كرومر إلى تقارير المخابرات المركزية الأمريكية التي تقول بأن “مثلث جنوب الجزائر ومالي وموريتانيا أصبح مزرعة للإرهابيين، وامتد نشاطهم في دول شمال القارة السمراء ويقترب من أوروبا.

ويعتقد كرومر أن ثمار حضور القاعدة في افريقيا جنوب الصحراء تمثل في انفجارات الجزائر 12 ابريل، بعد يوم واحد من تفجيرات الدار البيضاء إثر حملة للبحث عن الإرهابيين، ويرى أن تنظيم “القاعدة في المغرب الإسلامي” نفذ وعوده بالظهور “ليس للقضاء على أنظمة الحكم، بل لتكوين شبكة وصفها بالإرهابية على امتداد دول المغرب العربي”، أما الهدف فيعتقد أنه يتمثل في “التمهيد للقيام بعمليات إرهابية في جنوب القارة الأوروبية حيث يقيم عدد كبير من المهاجرين العرب”، دون أن يقدم مبررا لمثل تلك الهجمات.

خيط القاعدة يصل بين المحيطين

أما (تاغس أنتسايغر) الصادرة من زيورخ، فقد عنونت صفحتها الأولى محذرة من ظهور القاعدة في المغرب العربي، وكتب اوليفر مايلر تحت عنوان “مخاوف على ضفتي المتوسط”: “إن خطورة تفجيرات الدار البيضاء والجزائر تكمن في أنها تأتي على المنقطة الرابطة بين الشمال والجنوب في تلاقي الشرق بالغرب”، ويتساءل إن كانت هذه التفجيرات هي “لإعلان نتيجة توطيد العلاقات بين السلفيين والقاعدة؟ أم أنها باكورة أعمال “القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي”؟.

ويصف مايلر الوضع الراهن بأنه نجاح لما وصفه “تحالف الإرهابيين في نشر الخوف في شمال إفريقيا من ليبيا إلى المغرب”، منتقدا الخبراء والمحللين الذين يضيعون الوقت للإجابة عن السؤال إن كان شمال إفريقيا بأنظمته العسكرية والأمنية القمعية آمن أم لا.

ثم يحلل أوليفر مايلر الوضع في الجزائر، ليصل إلى أنها “في وضع هش، ويتردد نظامها في تقديم الديمقراطية الحقيقة، ليحصد بعد ذلك العنف وكأن البلاد تمر بحالة حرب تحرير جديدة”، ويرى الكاتب أن ثروات الجزائر الطبيعية كانت كفيلة بالخروج من البلاد من هذا الفقر المدقع، الذي يتزامن مع نظام مرتش فيخلق أجواء مشحونة بالتوتر الدائم، ولذا فليس من المستغرب أن تتخذ القاعدة من الجزائر مقرا لها تنتشر منها إلى بقية الدول وتوزع من خلالها بطاقات التعارف الدموية”، حسب تعبيره.

في المقابل، كتب برنار لريدل في (24 ساعة) الصادرة من لوزان تحت عنوان “الخيط الأحمر”: “إن القاعدة هي الخيط الوحيد الذي يربط بين تفجيري الدار البيضاء والجزائر، لتستهدف تلك التفجيرات ليس الغرب فقط، بل أيضا الحكومات العربية التي ينظر إليها الإسلاميون على أنها مرتشية وغير نظيفة”، ويعتقد بريدل أن القاعدة “أرادت أن تثبت قدراتها التدميرية ومقدرتها على الترويع”، وأخيرا أن القاعدة في المغرب العربي “حقيقة واقعة، تمتد في خط يصل بين المحيطين الأطلسي والهندي ونجح الإسلاميون في تفعيل هذا الاتصال”، وتحدى الكاتب أن ينكر عليه أحد هذه النظرية.

سيناريوهات ارهابية

قال فريدريك كولل في صحيفة (لوتون) الصادرة من جنيف إن هذه التفجيرات تعيد الجزائر إلى سنواتها السوداء التي اعتقد المرء أن المصالحة الوطنية قد تمكنت من تجاوزها، ولا يعتقد الكاتب أن توقيت أحداث الدار البيضاء والجزائر هي محض صدفة بحتة، ونقل عمن وصفهم بالمتخصصين قولهم بان هناك هلال إرهابي تأسس على امتداد المسافة بين موريتانيا وليبيا، وتكون ممن وصفهم بفرع القاعدة المغاربي، ويرى أن أسلوب التفجيرات المستخدم في الجزائر يحاكي تماما أسلوب الجهاديين المستخدم في العراق، وهو ما يؤكد المزاعم التى تربط بين أنشطة القاعدة في المنطقة.

ويصف كولر التحالف الجزائري المغربي مع الولايات المتحدة الأمريكية بالفاشل نظرا لأنه لم يتناول علاج جذور المشكلة بالكامل، بل اقتصر على تعاون أمني بغطاء أمريكي وهو ما رأى فيه جزء من الرأي العام على أنها صفقة اشترى فيها الغرب الشرق.

وأجرت الصحيفة حوارا مع حسني عبيدي مدير معهد الدراسات الشرق أوسطية والمتوسطية قال فيه إن تفجيرات الجزائر تثير الدهشة في توقيتها ونوعيتها ، ولكنها تؤكد على ما وصفه إخلاص الجماعة السلفية الجزائرية لتنظيم القاعدة.

ويعتقد عبيدي أن تفسير ما حدث يخضع لعدة سيناريوهات، من بينها أن الجماعة السلفية تريد إضفاء شرعية على تواجدها في مقابل جماعات إرهابية راديكالية أخرى، بينما يبقى الجيش وعلاقته بالرئيس بوتفليقة بعيدة عن الأحداث.

ويرى الباحث الجزائري الأصل أن هذه التفجيرات تضعف الرئيس بوتفليقة، وأن الرسالة التي تريد هذه الجماعات توصيلها إلى الرأي العام، مفادها أنها “لا تزال متواجدة في الساحة، وأن السلطة لم تتمكن من القضاء عليها”، ويعتقد أن مثل تلك العمليات ليست فردية أو محلية بقدر ما هي إقليمية، وأن تفجيرات الأربعاء هي الإعلان الرسمي عن ميلاد القاعدة في المغرب العربي، لتكون حسب رأيه الفرع الثالث للتنظيم بعد شبه الجزيرة العربي والعراق.

ويتوقع عبيدي أن تنعكس هذه التفجيرات سلبيا على توجهات المصالحة التي يقوم بها الرئيس بوتفليقة، لكنه لا يتوقع فوز الإسلاميين بالسلطة، فهم بإمكانهم زرع الفوضى ولكنهم لن يحصدوا السلطة، بينما يرى أن الحل الوحيد للقضاء على تلك الظاهرة يتمثل في نشر العملية الديمقراطية في البلدين، وضمان انتخابات حرة ومشاركة الإسلاميين في الحكم.

سويس انفو – تامر أبوالعينين

الرباط (رويترز) – قال مسؤول حكومي وأحد السكان إن الشرطة المغربية اعتقلت عضوا خامسا في خلية ارهابية بعد أن حاصرته في ضاحية من مدينة الدار البيضاء في وقت سابق من الاسبوع.

ونفى الاثنان تقارير سابقة عن انفجار قنبلة في حي الفداء وهو حي للطبقة العاملة في الدار البيضاء.

وقالت مصادر شرطة إن ثلاثة مفجرين انتحاريين مشتبها بهم فجروا أنفسهم بينما قتلت الشرطة متشددا رابعا بالرصاص خلال غارة يوم الثلاثاء.

وقال المسؤول الحكومي “لم يحدث انفجار.”

واضاف “اعتقلت الشرطة شخصا. كان العضو الخامس في الخلية الذي كان مازال مختبئا في المنطقة.”

وقالت مصادر الشرطة إن هذه الخلية جزء من مجموعة أكبر تبحث عنها الشرطة منذ 11 مارس اذار عندما فجر زعيم فريق انتحاري مشتبه به حزامه الناسف في مقهى للانترنت لمنع الشرطة من اعتقاله.

وقالت وكالة انباء المغرب العربي نقلا عن مصادر الشرطة ان الشرطة عثرت على الرجل اثناء تفتيش روتيني واعتقلته بعد ان هدد بتفجير نفسه.

واضافت انه اتضح ان الرجل لا يحمل أي متفجرات وانه دخل المنزل فيما يبدو ليطلب طعاما.

وقال أحد السكان في اتصال هاتفي “لم يحدث انفجار. يبدو ان الشرطة اعتقلت اخر الارهابيين الذي أغاروا على منزله يوم الثلاثاء.”

وقال شكيب بنموسى وزير الداخلية المغربي ليل الاربعاء إن ثلاثة او اربعة ما زالوا فارين.

وأثار نشاط المتشددين في انحاء المغرب في الاشهر الاخيرة مخاوف من حملة منسقة من جانب الجماعات المسلحة التي تهدف الى اقامة دولة اسلامية في المنطقة.

ويوم الاربعاء 11 أبريل اعلن تنظيم القاعدة في المغرب الاسلامي المسؤولية عن التفجيرات التي هزت العاصمة الجزائرية والتي أوقعت 30 قتيلا على الاقل.

(المصدر: وكالة رويترز بتاريخ 12 أبريل 2007)

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية