مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

“نعم.. ستخسرون الكثير بانضمامكم!”

رغم المعوقات التي تقف أمام إنضمام سويسرا إلى الأتحاد الأوروبي إلا أن السيد برودي مقتنع أن سويسرا قد تغير رأيها في هذا الشأن Keystone

لم يجد رئيس المفوضية الأوروبية رومانو برودي خيرا من هذه العبارة كي يجيب "بصراحة"، على حد تعبيره، على السؤال "لما لا تنضم سويسرا إلى الاتحاد الأوروبي". غير أن صراحته لم تقتصر على هذا الجانب فقط في الحوار الذي أجرته معه صحيفة سويسرية أسبوعية..

ُمباشر ويفتقد أحيانا إلى الدبلوماسية. هكذا يمكن وصف الحوار الذي أجرته صحيفة “النويه تزورخر تزايتنج” في طبعتها الأسبوعية يوم 14 أبريل مع رئيس المفوضية الأوروبية رومانو برودي. فإذا كان الصحفيون الثلاثة الذين أجروا الحوار مع السيد برودي قد اتخذوا موقف الهجوم في طرحهم لأسئلتهم، فإن السيد برودي اختار هو الأخر موقف الرد المباشر وغير الموارب. الخلاصة كانت حوارا ساخنا.

رفض السيد برودي ما طرحه أحد محاوريه أنه من الواضح أن سويسرا لن تنضم إلى الاتحاد الأوروبي في المستقبل القريب. فمن كان يعتقد أن الكنفدرالية ستنضم إلى الأمم المتحدة؟ كما أن الشيء المؤكد حاليا هو أن العلاقات الثنائية بين برن وبروكسل تتضاعف في جوانبها يوميا، “نحن مرتبطون شئناأم أبينا”.

بطبيعة الحال، فإن الصراحة واجبة على حد قوله، “إذا كان علي أن أجيب على السؤال لماذا ترفض سويسرا على خلاف غيرها من الدول، الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، فإني أقول لأن لدى السويسريين الكثير الذي سيخسرونه جراء ذلك”. غير أن هذا لا يعني أن المسألة محسومة. لماذا؟

لأنه، والحديث لا زال للسيد برودي “إذا تمت عملية الاندماج بصورة ناجحة فإن التوازن سيتحرك لصالحنا. لا أعلم كم يستغرق ذلك. لكنه لا يبدو أن هناك حاجة لسويسرا للاستعجال في الوقت الحاضر”.

حافظوا على الحياد… وتخلوا عن السر المصرفي

ليس هذا ختام المطاف. فسويسرا، كما كرر السيد برودي في أكثر من موقع في حديثه، قادرة على تغيير رأيها. والأهم من كل ذلك، أن رئيس المفوضية الأوروبية على قناعة بأن انضمام الكنفدرالية، رغم خصوصية نظامها السياسي، لن يشكل صعوبة كبيرة:”كان هناك بالتأكيد دول أعضاء أكثر صعوبة من بلدكم”.

يفسر السيد برودي موقفه اكثر. السويسريون في رأيه شعب عملي. وهو مقتنع أنهم في قرارة أنفسهم ليسوا معادين لأوروبا:”هناك مشاعر معادية لأوروبا أقوى بكثير في دول أعضاء في الاتحاد الأوروبي نفسه”.

هو يدرك حتما، كما يقول، ان هناك أمرين لهما قيمة كبيرة لدى الشعب السويسري: الحياد والسر المصرفي. وانه لذلك تبدو مطالبة الاتحاد الأوروبي لبرن بالتخلي عن سرها المصرفي “متغطرسة”، من المنظور السويسري على الأقل.

لكنه يعتقد قناعة راسخة أنه إذا كان الحياد ‘قيمة’ فإن السر المصرفي ‘أداة’. الفرق كبير بين الحالتين. فالقيمة لا يمكن التخلي عنها على عكس الأداة. من هذا المنطلق، يقول السيد برودي:”يستطيع الاتحاد الأوروبي أن يفسح المجال للحياد، وأيرلندا مثلٌ على ذلك. غير أنه لن يتسامح مع السر المصرفي، لأنه وسيلة”.

وكما بدأ السيد برودي حديثه “بصراحة” أنهاه أيضا على نفس النسق. فبروكسل لن تتخلى عن مطلبها بالتنازل عن السر المصرفي لأنه اصبح ستارا لتغطية الكثير من النشاطات غير المشروعة(الإرهاب أحدها على حد قناعته) وتبييض الأموال. ولأن الأمر كذلك فإنه:”إذا كان السر المصرفي مهم للغاية لديكم، وإلى المدى الذي يدفعكم إلى التخلي عن عضوية الاتحاد الأوروبي، فالأفضل أن تبقوا خارج الاتحاد”. وفي هذا كان مسك الختام.

إلهام مانع مع صحيفة”النويه تزورخر تزايتنج” في طبعتها الأسبوعية

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية