مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

“نوفارتس” مصر.. نافذة الدّواء السويسري على الأسواق العربية

swissinfo.ch

في إطار تعميق الشراكة المصرية الأوروبية عمومًا، والشراكة المصرية السويسرية على وجه الخصوص، افتتح وزير الصحة والسكان المصري أول خط إنتاج في مصر تقيمه شركة دولية للتصدير الخارجي، ليكون مركزًا عالميًا، والمورد الوحيد لإنتاج المواد الصيدلية، والمورد الوحيد أيضًا في العالم كله لدواءين لعلاج أمراض العيون والاضطرابات الهرمونية.

وقد افتتح خط التصنيع الصيدلي، التي تم تطويره حديثا بشركة “نوفارتس فارما” مصر، في حفل كبير أقيم صباح الثلاثاء 15 أبريل 2008 بموقع الشركة في ظل حضور إعلامي واسع.

في إطار تعميق الشراكة المصرية الأوروبية عمومًا، والشراكة المصرية السويسرية على وجه الخصوص، وبحضور السيد تشارلز إدوارد هيلد، سفير سويسرا بمصر، افتتح وزير الصحة والسكان المصري الدكتور حاتم الجبلي، أول خط إنتاج في مصر، تُـقيمه شركة دولية للتصدير الخارجي، ليكون مركزًا عالميًا والمورد الوحيد لإنتاج المواد الصيدلية، والمورِّد الوحيد أيضًا في العالم كله لدواءين لعلاج أمراض العيون والاضطرابات الهرمونية.

وقد افتتح خط التصنيع الصيدلي، التي تم تطويره حديثا بشركة “نوفارتس فارما” مصر، بتكلفة إجمالية بلغت حوالي 100 مليون جنيهًا مصريا (الدولار = 5.45 جنيه مصري)، في حفل كبير أقيم صباح يوم الثلاثاء 15 أبريل الجاري بموقع الشركة الواقع في شارع السواح بمنطقة الأميرية، في ظل حضور إعلامي كبير.

وقد حضر مراسيم الافتتاح من الجانب السويسري، إضافة إلى معالي سفير سويسرا بالقاهرة ونائبه، كل من: السيد أليسكندر ياتسر، عضو مجلس إدارة شركة نوفارتس العالمية، وألان توكر، رئيس نوفارتس إيجيبت (مصر)، والدكتور علاء نشأت، رئيس قطاع العمليات الصيدلية، والدكتور صلاح الشرقاوي، رئيس القطاع الطبي والأبحاث، إضافة إلى أعضاء مجلس إدارة نوفارتيس فارما مصر.

كما حضره من الجانب المصري، كل من: الدكتور عوض تاج الدين، وزير الصحة المصري السابق، والسيدة عائشة عبد الهادي، وزيرة القوى العاملة والهجرة، والدكتور حمدي السيد، نقيب الأطباء، ووزير الصحة الأسبق، والدكتور محمود عبد المقصود، نقيب الصيادلة، ولفيف من القيادات التنفيذية بوزارة الصحة والسكان، والدكتور علي عبد الرحمن، رئيس جامعة القاهرة، والدكتور أحمد زكي بدر، رئيس جامعة عين شمس.

68 مليون عبوة في 2008

وتنتج مصانع “نوفارتس”، التي تأسست عام 1962، مُـنتجات لثلاث قطاعات هي: نوفارتيس فارما وصحة المستهلك وساندوز للأدوية المثيلة (أو الجنيسة). ويغطِّـي الإنتاج مجالات علاجية هامة مثل: أمراض الجهاز التنفسي والقلب والمعدة والأمعاء والسكري والجهاز العصبي المركزي والحساسية والبرد والتهاب المفاصل والعظام والمضادات الحيوية.

وقد حاز مصنع “نوفارتس” بمصر في عام 2004 على شهادة الأيزو 14001، وبلغ حجم الإنتاج 54 مليون عبوة في عام 2007، مخطط لها أن تصل إلى 68 مليون عبوة مع نهاية عام 2008.

ومن جهته، أكد ألان توكر، رئيس نوفارتس مصر، بأن الشركة قد أصبحت مركزا عالميا للإنتاج. فبالإضافة إلى الـ (123) دواء التي تنتجها الشركة في مصر، فإنها ستصبح المورد الوحيد على مستوى العالم كله لدواءين لعلاج الحساسية والاضطرابات الهرمونية.

وأضاف توكر قائلا: “إن استثمارنا في تطوير المصنع يشير إلى أهمية مصر، من حيث أنها تُـعد واحدة من أكثر الأسواق ديناميكية، وذات نمُـو سريع في المنطقة، وخطّـتنا في الأعوام المقبلة، هي زيادة عدد المنتجات التي ستنتج لشركة نوفارتيس حصريًا، من مصر لأجل التصدير”.

ومن جهته، أوضح نائب السفير السويسري بالقاهرة أن “مصر تضُـم بعضًا من أشهر شركات الأدوية السويسرية، ذات الحضور القوي في البلاد، كما أننا نشهد اليوم افتتاح مصنع جديد تابع للقِـطاع الخاص، وأيضا يوجد تعاوُن في المجال الطبّي بين مصر وسويسرا، يتركّـز معظمه في التعاون بين الجامعات والمراكز البحثية في البلدين، كما تُعقَـدُ اجتماعات عِـلمية على مستوى البلدين، مشيرًا إلى أن هناك باحثين من مصر يتدرّبون في المراكز والمعاهد السويسرية، وهذا على مستوى التعاون البحثي.

وردًا على سؤال لسويس إنفو حول مدى رضى الجانب السويسري عن حجم التعاون بين البلدين، قال نائب السفير: “أنا راضٍ جدًا عن حجم التعاون بين البلدين، خاصة ما يتعلق بالاستثمار الخاص هنا (مصر)… كما أن هناك من المصريين مَـن يأتي إلى سويسرا للقيام بهذا التّـبادل الاستثماري، فأنا راضٍ عن المستوى، ولكنني متأكِّـد من أنه سيزداد تقدّمًا في المستقبل.

واختتم نائب السفير السويسري بالقاهرة تصريحاته الخاصة لسويس إنفو قائلا: مصر بلد كبير، وقد تبنّـت برنامج إصلاح طَـموح جدًا يسمح باتصالات وتغيرات جديدة، وأتمنى أن يسير المستثمرون السويسريون على نفس المسار وأن يزداد التعاون في المستقبل في جميع المجالات.

10 آلاف صيدلاني سنويًا!

وفي كلمته التي ألقاها في المؤتمر، أوضح الدكتور حاتم الجبلي، وزير الصحة أن مصر تخرج سنويًا 10 آلاف صيدلاني من كليات الصيدلة المنتشرة بالجامعات المصرية.

وأوضح الجبلي أن أكبر عائِـق كان يُـواجه التّـصدير في مجال الصناعات الدوائية، هو رغبة الدول العربية المستوردة للدّواء المصري في التعامل وِفقًا للسِّـعر المُـتداول في مصر، وقال: إن مصر تدعم الدواء ليُـباع للمواطنين بأسعار مخفّـضة، تيسيرًا للمواطنين ونظرا للظروف الاقتصادية، واستدرك قائلا: “لكن وصلني منذ أيام خِـطاب من وزير الصحة السعودي يُـفيد بالموافقة على رفع سعر استيراد الأدوية المصنّـعة في مصر إلى 300%، وهي خُـطوة جيِّـدة على الطريق”.

وأضاف وزير الصحة المصري: “منذ أسابيع افتتحنا مصنعًا جديدًا لشركة أبيكو للأدوية، واليوم، نفتتح مصنعا جديدًا لشركة نوفارتس، ولهذا، فنحن نهنِّـئ فريق العاملين في شركة نوفارتيس ممّـن شاركوا في خطّـة توسيع الشركة، بل ونهنِّـئ كل العاملين في المجال الصيدلي، معتبرًا أن “الخط الجديد هو إنجاز كبير، حيث أصبح لدينا في مصر مصنع واحد ينتج دواءين يُـوزَّعان في الكرة الأرضية كلها”.

وتأكيدًا على جودة المنتج المصري من الدّواء، قال الجبلي: أخذنا عيِّـنات دوائية ممّـا يصنع في مصر وأرسِـلت إلى أكبر معامِـل فرنسا، التي أكّـدت سلامة العيِّـنات وجودتها، ولهذا، فأنا أطالب الأطباء المصريين بإنصاف الدواء المصري والثقة فيه، وعدم اللجوء إلى وصف الدواء المستورد، طالما أن هناك بديل مصري مناسب.

وفي ختام كلمته، اعترف وزير الصحة بأن هناك مشكلة في نقص بعض الأدوية بالمستشفيات العامة والمركزية، وكذا الوحدات الصحية الموجودة بالأرياف، مشيرًا إلى أن “هناك مخطط حكومي لتطوير مخازن وزارة الصحة والارتقاء بمستوى الخدمة الصحية والعلاجية المقدمة للمواطن المصري”.

نوفارتس تصنيع وتصدير

وفي تصريحات خاصة لسويس إنفو، أوضح د. محمود فاروق، رئيس قسم تعبِـئة الأكياس وكسوة الأقراص بقِـطاع الإنتاج في شركة نوفارتس، أن “سويسرا تُـساهم في تطوير الصناعات الدوائية بمصر، لتكون نقطة ارتكاز لها في المنطقة تنطلق منها إلى الأسواق العربية والإفريقية”، مشيرًا إلى أن “العمل في شركة نوفارتس يتم على مستويين: مستوى الإنتاج ومستوى التسويق والتصدير”، وهو ما أيّـده الدكتور أحمد صويا، رئيس قطاع الإنتاج بشركة نوفارتيس مصر، مضيفا: “لاشك أن مصر تعتبر نقطة تصدير جيِّـدة تفتح الباب واسعًا أمام الدواء السويسري ليدخل إلى الأسواق العربية”، موشحًا أن: “هذين الدواءين تصنعهما الشركة في مصر منذ فترة وأسعارهما كانت وما زالت في متناول أيدي المواطن المصري. فالعلبة سعة 20 قرصًَا، تُـباع بحوالي 19 جنيهًا، والجديد اليوم، هو افتتاح الخط التصديري للأسواق العربية والعالمية”.

الآن أصبحت لدينا قُـدرة على إنتاج كميات كبيرة منهما، ثم قدرة واستعداد لتصديرهما للخارج، وهو مؤشر على أن مصر وصلت إلى درجة جيدة، ولولا هذا المستوى الذي وصلت إليه مصر، ما قبل الشريك الأوروبي “سويسرا”، المشاركة ودعم الفكرة، فالمعروف أن سويسرا هي من الدول التي تلتزم بمواصفات الجودة العالمية.

شركة نوفارتس العالمية هي شركة رائدة عالميا في توفير الأدوية للحفاظ على الصحة وتحسين نوعية الحياة، كما أنها واحدة من كبريات شركات الدواء في مصر، ولها إسهامات كثيرة في اكتشاف طُـرق عديدة لعلاج الكثير من الأمراض، حيث أنتجت واكتشفت الكثير من العقاقير لعلاج الأمراض.

وتركز حافظة أعمالها، التي تتخذ الأدوية أساسا لها، على مبدإ النمو الاستراتيجي في مجال الأدوية المبتكرة والأدوية العامة، ذات الجودة العالية والسعر المنخفض، واللقاحات البشرية وأدوية العلاج الذاتي.

ويعمل في مجموعة شركات نوفارتس، التي تتّـخذ من بازل بسويسرا مقرًا لها، حوالي 100 ألف موظف وتمارس نشاطها في أكثر من 140 دولة على مستوى العالم.

وتأتى شركة نوفارتس للأدوية في طليعة شركات الدواء العالمية، باعتبارها رائدة في مجال اكتشاف طرق جديدة لعلاج الكثير من الأمراض وإنتاج العقاقير المتطورة لعلاج الأمراض المختلفة، مما أسهم بصورة كبيرة في تقليل المعاناة الإنسانية.

وتعتبر شركة نوفارتس مصر إحدى العلامات البارزة في مجال صناعة الدواء، ومنذ نشأتها في عام 1996 من خلال الشراكة بين سيبا غايغى وساندوز السويسريتين، والتي تمتد خبرة كل منها إلى ما يزيد على 100 عام، أصبحت شركة نوفارتس مصر تحتل مركزاً قيادياً في مجال الرعاية الصحية..

وتحرص الشركة أيضا على تحقيق المساهمة في الارتقاء بالمجتمع، من خلال دورها في تحسين البيئة المحيطة وتجميلها، وقد حددت يوم 24 أبريل من كل عام ليكون يوم المجتمع بالشركة.

وقد قامت الشركة بجهود بنّـاءة في هذا الاتجاه، من خلال تجميل وتزيين المنازل المحيطة وإقامة مجموعة من الحدائق وتطوير العديد من المدارس وتجهيزها بالأثاث والمكتبات وأجهزة المعامل والكمبيوتر، وتواصل نوفارتس تجميل وتحسين البيئة من حولها، لتعميق هذا التقليد ليؤكِّـد التزامها بالمساهمة في الارتقاء بالمجتمع.



وردًا على سؤال من سويس إنفو حول العائد على الجانب السويسري من دعم مثل هذه المشروعات، قال د. أحمد صويا: “سويسرا دولة محايدة، ومشاركتها في مثل هذه المشروعات تفيد من ناحيتين: فهي – من ناحية – توفِّـر خِـدمة طبية متميِّـزة لكل البشر في العالم، ومن ناحية أخرى، تُـفيد في تحسين سُـمعة سويسرا في العلاقة بينها وبين مصر، خاصة وأن هذا يأتي في سياق الشراكة المصرية الأوروبية”.

وأضاف صويا أن المشروع أيضا يمثل أحد أشكال التعاون المصري السويسري، حيث أنه يُـتيح لها فرصة إنتاج الأدوية ذات الجودة العالمية مع إمكانية إنتاجها في مصانعها بمصر بسِـعر أقل، وهو ما يفتح أمامها أسواقًا عربية وإفريقية جديدة.

100 مليون جنيه مصري

ومن ناحيته، قال الدكتور علاء نشأت: “لقد استغرقت عملية تطوير الموقع، على كافة المستويات، 18 شهرًا وتكلّـفت حوالي 100 مليون جنيه مصري، وقد غطّـت عملية التطوير، ليس فقط المصنع والمعدات التي تم تجديدها بالكامل، بل نظم الجودة أيضًا، معتبرًا أن مصر بهذا الخط الجديد تتحوّل في مجال الصناعات الدوائية إلى نقطة جاذبة للتّـصدير على مستوى العالم.

وأضاف نشأت في تصريحات خاصة لسويس إنفو، أن “الموقع يُـعد بحقّ مركزا للامتياز، حيث تمّ دعمه من خلال تطبيق آخر ما توصّـلت إليه تكنولوجيا صناعة الدواء، ومن خلال التنمية المستمرة للعاملين في شركة نوفارتس”، مشيرًا إلى “أننا اليوم نصنع ونصدّر من مصر مباشرة، بدلا من التصنيع في سويسرا ثم التصدير من هناك للأسواق العربية، وهو ما يتطلّـب اشتراطات خاصة، كبلد المنشأ وغيره”.

يبلغ تعداد سكان مصر أكثر من 74 مليون نسمة، وكانت الجالية السويسرية فيها تتشكّـل عام 2006 من 1300 شخص مقابل 1870 مصري يعيشون في سويسرا.

في عام 2006، بلغت قيمة الصادرات السويسرية إلى مصر 418،8 مليون فرنك. في المقابل، لم تتجاوز قيمة الواردات السويسرية من مصر في العام نفسه 34 مليون فرنك.

في السنوات العشر الماضية، ألقى هجوم الأقصُـر بظلاله على العلاقات بين البلدين، بعد أن لقي 36 سائحا سويسريا مصرعهم في شهر نوفمبر 1997 في الموقع الأثري القديم.

في مارس 2000، أنهى الادّعاء العام الفدرالي الإجراءات القضائية المتعلقة بالهجوم، دون أن توضح مصر ما حدث، كما لم تتِـم تلبية الرغبات التي عبرت عنها السلطات السويسرية بتقديم مصر تعويضات لأقارب ضحايا الهجوم.


وأوضح د. نشأت أن الشركة تبيع الدواء للمصريين بأسعار رخيصة ومدعومة، والجديد الذي نحن بصدده اليوم، هو افتتاح خط جديد للتّـصدير للخارج مباشرة، مؤكِّـدا أن سويسرا تريد الانفتاح على الأسواق العربية، وأن مصر بوابتها الواسعة والمضمونة لتحقيق هذا الهدف.

وردًا على سؤال حول: ماذا يفيد سويسرا من مشاركتها ودعمها لمثل هذه المشروعات؟ قال الدكتور نشأت: “سويسرا دولة رائدة في مجال عدم الانحياز، وموقعها الجغرافي قريب من منطقتنا، بالنسبة لدول أخرى بأوروبا وأمريكا، فضلا عن أن هناك علاقات تاريخية ومتميِّـزة بين البلدين (مصر وسويسرا)، هذا إلى جانب الدّور المصري الرائد في المنطقة، وكونها مصدر ثِـقل قوي ومفتاح مهِـم للسوق العربية والإفريقية، وهو ما يجعل جميع الدول راغِـبة في التعاون معها.

وكشف د. نشأت أن سويسرا – شأنها شأن الدول الأوروبية – تفضِّـل أن تستثمر في دول تتميّـز بدرجة عالية من الثبات، وهو ما يتحقق في مصر، فهي دولة راسخة وقديمة وبها نظام حُـكم قوي، كما أن معدّل الاستهلاك بها كبير. فعدد سكانها يقارب الـ 80 مليون نسمة، وهو ما يجعلها سوقا كبيرة للمنتج الأوروبي، كل هذه الأمور جعلت من مصر نُـقطة جذب تصنيعي وتصديري بالنسبة للعديد من دول أوروبا.

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية