مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

آلاف اليمنيين يتظاهرون في صنعاء ضد حصار “ظالم”

يمنيون يتظاهرون في صنعاء ضد الحصار الذي يفرضه التحالف العربي بقيادة السعودية على اليمن في 13 تشرين الثاني/نوفمبر 2017 afp_tickers

تظاهر آلاف اليمنيين الإثنين في العاصمة صنعاء التي يسيطر عليها المتمردون الحوثيون، للمطالبة برفع الحصار الذي أكدت الأمم المتحدة أن تداعياته كارثية على الشعب.

وهتف المتظاهرون الذين تجمعوا أمام مكتب تابع للامم المتحدة أن هذا الحصار الذي يفرضه التحالف العسكري بقيادة السعودية “ظالم والعالم بأسره نائم”.

وقال أحد سكان صنعاء أمين محمد “الشعب اليمني محاصر”.

وصبغت فتاة نصف وجهها باللون الأسود والنصف الثاني باللون الأحمر وارتدت منديلا أحمرا لاستكمال ألوان العلم اليمني. ومن بين المتظاهرين، رجال مسنون، حمل أحدهم بندقية على كتفه علامة على التحدي.

وبعد اطلاق الحوثيين صاروخا بالستيا في الرابع من تشرين الثاني/نوفمبر 2017 تم اعتراضه فوق مطار الرياض، اتهم التحالف العربي ايران بتزويد الحوثيين بهذا النوع من الصواريخ وشدد الحصار عبر إغلاق كل المنافذ اليمنية الجوية والبحرية والبرية.

واعلن في اليومين الماضيين عن تخفيف الحصار قليلا لكن منظمة الأمم المتحدة والجمعيات غير الحكومية اعتبرت الأمر غير كاف وحذرت من خطر حصول مجاعة.

وخلال التظاهرة، ألقى رئيس المكتب السياسي للحوثيين صالح الصمد كلمة اعتبر فيها أن “الخيار الصحيح للنظام السعودي وحلفائه وداعميه هو وقف الحرب والحصار والدخول في حوار مباشر ما لم فإن استمرارهم في العدوان والحرب سيفرض علينا تطوير قدراتنا”.

وأكد أن “الخطوات التصعيدية لدول العدوان والدول الداعمة له في حصار الشعب اليمني (…) يمنحنا كحق مشروع وموقف يفرضه علينا ديننا وقيمنا والمسؤولية الملقاة على عواتقنا، اتخاذ كافة التدابير التي توقف العدوان وكافة الخيارات متاحة بما فيها خطوات كبيرة لن تتوقف تداعياتها على دول العدوان”.

ويشهد اليمن منذ 2014 نزاعا داميا بين المتمردين الحوثيين والقوات الحكومية. وسقطت العاصمة صنعاء في أيدي المتمردين في أيلول/سبتمبر من العام نفسه. وانتقل بذلك مقر الحكومة اليمنية المدعومة من السعودية والمعترف بها دوليا إلى عدن.

وشهد النزاع تصعيدا مع تدخل السعودية على رأس تحالف عسكري في آذار/مارس 2015 بعدما تمكن الحوثيون من السيطرة على مناطق واسعة في البلد الفقير.

وخلّف النزاع اليمني اكثر من 8650 قتيلا واكثر من 58 الف جريح وتسبّب بأزمة انسانية حادة، بحسب منظمة الصحة العالمية.

ويحتج سكان العاصمة بعد تفاقم وضعهم إثر ارتفاع أسعار المحروقات بنسبة 60% والمياه في الصهاريج بنسبة 133% بحسب الأمم المتحدة.

وقال فؤاد الحرزي وهو أحد السكان الواقفين في طابور بانتظار دورهم على محطة وقود، “نحن هنا منذ قرابة الأسبوع للتزود بالوقود”.

وأشار الموظف عامر الى ان “ارتفاع أسعار الوقود رفع أسعار المواد الغذائية بشكل كبير. لا يمكن لليمني العادي أن يصمد”.

وفي مستشفى حكومي، يوضح الطبيب محمد العيزري أن القسم الذي يستقبل حالات سوء التغذية أصبح مزدحما جدا وقال ان “هناك نقصا في اللوازم الطبية ومعدات المختبر”.

وصنفت الامم المتحدة اليمن في مقدم لائحة الازمات الانسانية، مع نحو 17 مليون يمني يحتاجون الى الغذاء وتعرض سبعة ملايين لخطر المجاعة.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية