مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

اتفاق على عملية اجلاء من مدينة الرقة السورية

صورة تعود الى الاول من ت1/اكتوبر 2017 لمبنى مستشفى الرقة في وسط المدينة السورية الشمالية بعد معارك عنيفة في محيطه afp_tickers

اعلن التحالف الدولي بقيادة واشنطن عن اتفاق على عملية اجلاء من مدينة الرقة السورية يستثني الجهاديين الاجانب في صفوف تنظيم الدولة الاسلامية بعدما باتت قوات سوريا الديموقراطية على وشك السيطرة على معقل الجهادين الابرز بالكامل.

ولم يحدد التحالف ما اذا كانت القافلة التي ستخرج من الرقة ستضم مقاتلين سوريين الى جانب المدنيين.

على جبهة اخرى مع تنظيم الدولة الاسلامية، سيطر الجيش السوري السبت على مدينة الميادين، أحد آخر معاقل التنظيم المتطرف في شرق البلاد.

وقال التحالف الدولي الذي يدعم قوات سوريا الديموقراطية في معركتها ضد الجهاديين عصر السبت في بيان “تم تنظيم قافلة من الحافلات لمغادرة الرقة في يوم 14 تشرين الاول/اكتوبر بموجب تسوية توسط فيها مجلس الرقة المدني وشيوخ العشائر العربية”.

وقاد مجلس الرقة المدني الذي يضم ممثلين عن أبرز عشائر الرقة خلال الأيام القليلة الماضية محادثات لتوفير ممر آمن لاخراج المدنيين العالقين في آخر نقاط سيطرة تنظيم الدولة الاسلامية في مدينة الرقة.

واوضح التحالف ان الهدف من الاتفاق هو “تقليل الخسائر في صفوف المدنيين على يتم استثناء الارهابيين الاجانب في داعش”، ما يوحي ان التسوية تتضمن خروج مقاتلين سوريين في صفوف تنظيم الدولة الاسلامية.

واكد مصدر عسكري في الرقة لوكالة فرانس برس السبت ان “الحافلات متوقفة حاليا في احدى القرى (…) وسيتم ارسالها لاخذ الدواعش ونقلهم لاحقا باتجاه (محافظة) دير الزور” شرق البلاد.

ويأتي بيان التحالف حول الاجلاء بعد ساعات على تصريح له لوكالة فرانس برس اعلن فيه عن “استسلام نحو مئة إرهابي من تنظيم الدولة الاسلامية في الرقة” خلال الساعات الاربع والعشرين الماضية.

واكد انه “لا يُسمح للمقاتلين الاجانب بمغادرة الرقة”.

وكان مسؤول محلي في محافظة الرقة قال في وقت سابق لفرانس برس ان مقاتلين من التنظيم المتطرف في الرقة استسلموا ليل الجمعة الى قوات سوريا الديموقراطية.

وأبلغ هؤلاء مجلس الرقة المدني ووسطاء من العشائر قرار استسلامهم، وفق المسؤول الذي اشار الى انهم “سلموا اسلحتهم”.

واكد المسؤول انهم مقاتلون “محليون وليسوا أجانب”، من دون أن يحدد عددهم. واوضح “الاجانب لم يسلموا انفسهم حتى الآن”.

– “على وشك الانتهاء” –

وذكر المرصد السوري لحقوق الانسان من جهته ان كل المقاتلين السوريين في التنظيم المتطرف خرجوا من الرقة مع عائلاتهم الى جانب مدنيين آخرين خلال الايام الخمس الماضية، مقدرا عددهم بنحو مئتين. وقد غادروا الى جهات غير محددة.

وقدر عبد الرحمن عدد المقاتلين الاجانب المتبقين في الرقة بـ”150 عنصرا كحد اقصى”.

وقال عبد الرحمن ان المقاتلين الاجانب “يطالبون بالمغادرة دفعة واحدة باتجاه مناطق سيطرتهم في محافظة دير الزور” في شرق البلاد.

وسبق أن شهدت مناطق عدة في سوريا حوصر فيها مقاتلو تنظيم الدولة الاسلامية مفاوضات أدت الى خروج مقاتلي التنظيم منها، وهو ما حصل في العاشر من أيار/مايو في مدينة الطبقة التي تقع على بعد نحو خمسين كيلومتراً غرب الرقة.

وتم اجلاء المئات من مقاتلي التنظيم مع أفراد من عائلاتهم نهاية آب/أغسطس من منطقة حدودية بين لبنان وسوريا الى شرق سوريا، بموجب اتفاق مع حزب الله اللبناني.

وشارفت العمليات التي تقودها قوات سوريا الديموقراطية منذ السادس من حزيران/يونيو على نهايتها، مع انكفاء مقاتلي التنظيم بشكل أساسي الى وسط المدينة حيث يتحصنون في المستشفى الوطني والملعب البلدي كما في مبان عدة في أحياء محيطة.

وقال نوري محمود، المتحدث باسم وحدات حماية الشعب الكردية، العمود الفقري لقوات سوريا الديموقراطية، لوكالة فرانس برس “داعش على وشك الانتهاء في الرقة خلال ايام”.

وتمكنت قوات سوريا الديموقراطية بفضل الدعم الجوي للتحالف الدولي من طرد التنظيم المتطرف من نحو تسعين في المئة من الرقة.

ويدعم التحالف الدولي بالغارات والسلاح والمستشارين قوات سوريا الديموقراطية (فصائل كردية وعربية) في المعارك التي تخوضها منذ اكثر من اربعة اشهر في الرقة.

ودفعت المعارك عشرات آلاف المدنيين على الفرار.

وقال التحالف السبت لفرانس برس ان نحو 1500 مدني تمكنوا خلال الاسبوع الماضي من الوصول الى مناطق سيطرة قوات سوريا الديموقراطية.

– الميادين –

على صعيد آخر، سيطر الجيش السوري وحلفاؤه السبت على مدينة الميادين، وفق ما نقل الاعلام الرسمي عن مصدر عسكري.

واكد المصدر العسكري ان القوات الحكومية “تطارد فلول تنظيم داعش الهاربة من المدينة”، كما تقوم “بإزالة الألغام والمفخات التي زرعها الإرهابيون في شوارع وساحات المدينة”.

وبعد الميادين، تبقى مدينة البوكمال الحدودية مع العراق آخر معقل للتنظيم المتطرف في شرق سوريا.

ويسعى الجيش السوري بدعم روسي الى توسيع مناطق سيطرته في محافظة دير الزور التي يسيطر التنظيم على الجزء الأكبر منها منذ العام 2014.

وتمكن السبت من محاصرة الاحياء الشرقية التي يتواجد فيها الجهاديون في مدينة دير الزور، وفق ما نقلت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا)، بعدما كان تمكن الشهر الماضي من فك حصار محكم فرضه التنظيم قبل نحو ثلاث سنوات على الاحياء الغربية التي بقيت تحت سيطرة القوات الحكومية.

وتشكل محافظة دير الزور مسرحاً لهجومين منفصلين: الأول يقوده الجيش السوري بدعم روسي في مدينة دير الزور وريفها الغربي، والثاني تنفذه قوات سوريا الديموقراطية في الريفين الشمالي والشمالي الشرقي.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية