مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

اتفاق على وقف النار بين فصيل مقاتل وجهاديين في ادلب السورية

مقاتلون في صفوف المعارضة السورية في معرة الاخوان في شمال ادلب في 22 ايار/مايو 2017 afp_tickers

توصلت جماعة جهادية تحظى بنفوذ وفصيل مقاتل رئيسي الجمعة الى اتفاق يضع حدا للمعارك التي اندلعت بينهما في محافظة ادلب بشمال غرب سوريا.

ودارت مواجهات عنيفة طوال اربعة ايام بين حركة احرار الشام المدعومة من انقرة ودول خليجية وهيئة تحرير الشام التي يغلب عليها عناصر جبهة فتح الشام (جبهة النصرة سابقا) التي تشكل ذراع تنظيم القاعدة في سوريا.

واتسعت رقعة الاشتباكات لتشمل مناطق عدة من محافظة ادلب، بما في ذلك داخل معبر باب الهوى الحدودي مع تركيا، الذي كان يخضع لسيطرة حركة أحرار الشام الكاملة.

وسبق للجانبين ان تحالفا بشكل وثيق وشكلا نواة “جيش الفتح” الذي سيطر على معظم محافظة إدلب في عام 2015.

الا ان حدة التوتر ارتفعت بين الفصيلين منذ مدة واندلعت الاشتباكات الأخيرة اثر خلاف حاد واستفزازات متبادلة مردها الى رغبة كل طرف برفع رايته في مدينة إدلب، مركز المحافظة.

واسفرت المعارك منذ الثلاثاء عن 92 قتيلا بينهم 15 مدنيا وفق المرصد السوري لحقوق الانسان.

ومساء الجمعة، اصدر الطرفان بيانين مماثلين يتضمنان اعلان وقف اطلاق النار.

وينص الاتفاق على “وقف إطلاق النار، وإطلاق سراح المحتجزين من الطرفين، وخروج الفصائل من معبر باب الهوى وتسليمه لإدارة مدنية”.

وبعد ساعة من اعلان ذلك، توقفت المعارك بحسب مراسل فرانس برس في مدينة ادلب.

لكن نوار اوليفر المحلل العسكري في مركز عمران في اسطنبول شكك في موضوع الهدنة.

وقال لوكالة فرانس برس “هناك اتفاقات كثيرة لم تطبق. لا اعتقد ان ذلك سيكون نهاية” المعارك.

وكانت هيئة تحرير الشام سيطرت على قرى عدة قبل اعلان الهدنة بحسب المرصد السوري.

وبموازاة هذه الاشتباكات خرجت تظاهرات متفرقة ضد هيئة تحرير الشام في عدة بلدات في المحافظة، طالبت بعضها بوقف المعارك فيما طالبت اخرى بخروج “تحرير الشام”.

وقتل ناشط اعلامي وجرح اخر عندما اطلق الجهاديون النار على المتظاهرين في مدينة سراقب يومي الاربعاء والخميس.

واظهرت مقاطع فيديو تداولتها مواقع للتواصل الاجتماعي تظاهرات تطلق هتافات معادية لهيئة تحرير الشام قبل ان تسمع اصوات اطلاق النار.

وقد اقام الجانبان نقاط تفتيش جديدة، ومكث السكان في منازلهم خوفا من وقوعهم ضحية الاشتباكات.

– محافظة متنازع عليها –

ويرى محللون ان اعمال العنف هذه اندلعت اثر الاتفاق الذي تم التوصل إليه في ايار/مايو في أستانا، عاصمة كازاخستان، وينص على ايجاد “مناطق تخفيف التصعيد” في سوريا لانهاء النزاع بين النظام والمعارضة.

ويشمل الاتفاق الذي ابرمته روسيا وإيران، حلفاء النظام السوري، وتركيا، التي تدعم الفصائل المقاتلة، محافظة إدلب.

وعارضت هيئة تحرير الشام الاتفاق كونه يدعو كذلك الى مواصلة الحرب ضد الجماعات الجهادية مثل جبهة فتح الشام وتنظيم الدولة الإسلامية.

واوضح اوليفر لوكالة فرانس برس “عندما تضمنت مناطق تخفيف التصعيد محافظة إدلب (…) شعرت هيئة +تحرير الشام+ بان الحرب قد شنت ضدها”.

وقال سام هيلر المتخصص بالشان السوري في مؤسسة “ذي سنتوري” “نحن امام فصيلين مقاتلين يتناحران من اجل السيطرة على محافظة ادلب”.

واضاف “مهما كانت الخلافات العقائدية بينهما، فقد تفاقمت بسبب المحادثات في أستانا وبسبب الشائعات، لا بل بسبب الواقع بوجود اتفاق اوسع موجه ضد +تحرير الشام+”.

ويرى اوليفر ان المعارك تشكل فرصة لكلا الطرفين من اجل السيطرة على المزيد من المناطق بما في ذلك المركز الحدودي الذي يعد مصدرا لجني الاموال.

واشار الى “انها محاولة من كل فصيل لبسط نفوذه على مناطق جديدة”.

وتشهد سوريا نزاعاً دامياً تسبب منذ منتصف آذار/مارس 2011 بمقتل أكثر من 330 الف شخص وبدمار هائل في البنى التحتية ونزوح وتشريد أكثر من نصف السكان داخل البلاد وخارجها.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية