مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

احياء في نيويورك ما زالت تعاني من آثار الإعصار ساندي بعد خمس سنوات عليه

صورة من 6 تشرين الثاني/نوفمبر 2012 يظهر فيها منزل دمرت طبقته الأرضية كليا نتيجة الفيضانات في ستاتن آيلند بنيويورك جراء الإعصار ساندي الذي اجتاح المدينة afp_tickers

بعد بضعة أيام ينتهي محمد رحمن أخيرا من إصلاح منزله الواقع في أقصى جنوب حي بروكلين بعد خمس سنوات على مرور الإعصار ساندي في نيويورك، غير أن آخرين ما زالوا ينتظرون دورهم لترميم بيوتهم.

تقوم امرأتان شابتان بتثبيت إطار باب في الطابق الأرضي من هذا المنزل المؤلف من طابقين، تحت أنظار بن فرانسوا الذي كلفته جمعية تعمل على ترميم المنازل المتضررة جراء الإعصار الإشراف على أعمال الترميم.

حين زار فرانسوا لأول مرة المنزل الذي يبعد بضع مئات الأمتار عن البحر في الربيع الماضي، وجد جدرانه متعفنة ومليئة بالفجوات بعدما غمرت المياه الطابق الأرضي من المنزل حتى ارتفاع ثلاثة أمتار في 29 تشرين الأول/أكتوبر 2012 جراء الإعصار.

وتكفلت جمعيته المتفرعة عن منظمة “إس بي بي” (مشروع سانت برنارد) التي تشكلت للمساعدة على إعادة الإعمار في لويزيانا بعد مرور الإعصار كاترينا، بأعمال الورشة بمساعدة متطوعين من جمعية “أميريكورب”، الهيئة الوطنية التي تعبئ كل سنة مئات آلاف الأشخاص في الولايات المتحدة للقيام بأعمال تخدم المصلحة العامة.

وقال فرانسوا أنه إن كانت أعمال ترميم المنزل أوشكت على الانتهاء، فإن ثلاث ورش أخرى تنتظر من بعدها.

وأوضحت ألانا آيلاند من “مشروع سانت برنارد” أن قائمة الانتظار تضم حوالى خمسين اسما، وكل أسبوع تتلقى الجمعية طلبين أو ثلاث طلبات جديدة من ملاكين يسعون لإصلاح منازلهم.

حين حل الإعصار ساندي، كانت هذه المتخرجة من جامعة برينستون والمتحدرة من ستاتن آيلاند في نيويورك، موجودة في اليابان تعمل على ما بعد كارثة فوكوشيما، فقررت العودة إلى مدينتها لتقديم المساعدة.

– أكثر من 40 قتيلا –

وقامت منظمة “إس بي بي” منذ 2012 بترميم 299 منزلا بينها ثلاثون تقريبا في إطار برنامج “بيلد إيت باك” (إعادة إعمارها) التابع للبلدية والذي تولى ملفات 8200 ملاك لم يكن لديهم تأمين ضد الفيضانات.

وتشير ألانا تورنيلو إلى عدة عوامل لتبرير تأخير الأشغال على عشرات المباني بعد مضي خمس سنوات على الإعصار، فتذكر أعباء البيروقراطية وكلفة البناء المرتفعة واحتيال البنائين.

لكنها تضيف “لا بد أن نكون منصفين، فهي كانت أول مرة تضطر المدينة إلى إدارة حدث بهذا الحجم”، معلقة على الإعصار الذي أوقع أكثر من أربعين قتيلا في نيويورك وكلف الولاية 42 مليار دولار.

لكنها تابعت أنه “من وجهة نظر الملاكين (…) كانت هذه خمس سنوات في غاية الصعوبة ومدمرة”.

سعت “إس بي بي” لتقليص المهل فتولت بنفسها كل مراحل العملية نيابة عن الملاكين، من النظر في الملفات حتى إنجاز الورشة، مستخدمة خبرة شركات كبرى مثل تويوتا المعروفة بوسائلها لتحقيق مهل الإنتاج الأمثل.

كما تجمع “إس بي بي” بين مختلف مصادر التمويل العامة والخاصة من الأفراد المانحين إلى الشركات، مرورا بالمنظمات الدينية.

– الاستعداد للكارثة الآتية –

كان مسؤولو نيويورك يشددون قبل حلول الأعاصير هارفي وإيرما وماريا التي ضربت بشدة تكساس وفلوريدا وبورتوريكو في الأشهر الماضية، على ضرورة الاستعداد لأي أعاصير جديدة، في وقت يحذر العلماء من احتمال تزايدها مع ظاهرة الاحتباس الحراري.

لكن أكثر ما تخشاه ألانا تورنيلو اليوم هو جفاف مصادر التمويل العامة والخاصة لنيويورك لتحويل الاهتمام إلى هذه المناطق التي أجتاحتها أعاصير حديثا.

وإلى عمليات الترميم بعد الإعصار ساندي، توجه “إس بي بي” اهتمامها ايضا إلى المستقبل.

وهي باشرت رسميا قبل بضعة أيام برنامج “أبليفت” الرامي إلى رفع مستوى 28 منزلا تقع في مناطق عرضة للخطر في جزيرة ستاتن آيلاند واثنين من أحياء بروكلن، راصدة لذلك 9,3 مليون دولار من الأموال الفدرالية التي خصصت لولاية نيويورك.

وسيكون منزل جوزيف لينش (69 عاما) الذي كانت المياه تصل فيه إلى ارتفاع 1,20 متر في الصالون قبل خمس سنوات بالتمام، أول منزل يطبق فيه هذا البرنامج.

وقال معلقا “إنني ممتن جدا، أشعر وكأن عبئا كبيرا أزيل عن كتفي”.

غادر جوزيف منزله ما أن ضربّ الإعصار ساندي للاهتمام بمركز إيواء لضحايا الإعصار على مسافة بضع مئات الأمتار في غيريتسن بيتش على مسافة 25 كلم من وسط مانهاتن.

يقول إنه حين يحدث إعصار جديد وهو ما يؤكد أنه سيحصل، “سيكون لدي مكان” بمأمن من الفيضانات “وسيكون بوسعي إيواء آخرين”.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية