مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

ارتفاع حصيلة تحطم الطائرة العسكرية في اندونيسيا الى 142 قتيلا

عناصر البحث والانقاذ في موقع تحطم الطائرة العسكرية الاندونيسية في ميدان، الاربعاء 1 تموز/يوليو 2015 afp_tickers

اسفر حادث تحطم طائرة لسلاح الجو الاندونيسي الثلاثاء في منطقة مأهولة في مدينة ميدان بجزيرة سومطرة، عن 142 قتيلا منهم 20 من السكان، فيما امر الرئيس الاندونيسي باعادة نظر شاملة في التجهيزات العسكرية القديمة.

وكانت طائرة هيركوليس سي-130 المصنوعة منذ 51 عاما، اقلعت وعلى متنها 122 شخصا من قاعدة عسكرية في ميدان وتحطمت بعد فترة وجيزة في منطقة سكنية حديثة البناء في هذه المدينة التي يبلغ عدد سكانها مليوني نسمة.

وارتفعت الحصيلة الى 142 قتيلا، كما قالت شرطة ميدان، ثالث مدينة في اندونيسيا، شمال جزيرة سومطرة التي شهدت كارثة جوية قبل عشر سنوات.

وقد تحطمت الطائرة بالكامل تقريبا بعد اصطدامها بفندق وناد للتدليك، وجناحاها هما الجزآن الوحيدان اللذان ما زال ممكنا التعرف اليهما بين الانقاض. ومعظم ركاب الطائرة هم افراد عائلات عسكريين ونساء.

ولم يعرف حتى الان عدد الاشخاص الذين قضوا على الارض في الحادث. وما زالت جثث الضحايا تصل الى مشرحة مستشفى ميدان حيث تتواصل عمليات تحديد هويات الضحايا.

وتحدث شخص شهد الكارثة، لوكالة فرانس برس الاربعاء، عن مشاهد مرعبة عندما اصطدمت طائرة كانت تحلق على ارتفاع منخفض ببناية عند الظهر. وقال ان “ألسنة اللهب فاقت ارتفاع بناية من اربعة طوابق”.

وقال تومباك نايباهو الذي يعمل في مرأب لتصليح الاطارات ويبلغ السابعة والعشرين من عمره، ان “الجميع كان يصرخ ومرعوبا”، موضحا ان مئات الاشخاص كانوا في تلك المنطقة لدى وقوع الحادث.

واضاف “ظننت ان ما يحصل هجوم ارهابي او شيء من هذا القبيل. رأيت رجلا كانت ثيابه تحترق يركض بين الانقاض. كان وجهه مغطى بالدم والغبار والرماد”. وقال “شعرت بخوف لم اشعر به من قبل، ظننت اني سأموت”.

ويقوم عناصر انقاذ ورجال شرطة وجنود بازالة الركام في مكان تحطم الطائرة، وسط الانقاض وكتل الاسمنت. وتحول جزء من بناية من ثلاثة طوابق الى انقاض متفحمة.

واحتشد حوالى مئة من ذوي الضحايا في مشرحة مستشفى ميدان الذي وضعت فيه النعوش.

وانفجرت راهايو (23 عاما) بالبكاء لدى فتح كيس كان فيه واحد من قريبيها اللذين لقيا مصرعهما في الحادث. وقالت لوكالة فرانس برس “كنا قريبين من بعضنا، ولقد شاركنا في حفل زواج الشهر الماضي”.

من جهة اخرى، قال قائد سلاح الجو لوكالة فرانس برس ان الجيش سيحقق في تأكيدات افادت ان ركابا مدنيين على متن الطائرة دفعوا لهذه الرحلة التي كانت متوجهة الى جزيرة بينتان قرب سنغافورة. وهذا التصرف غير قانوني لكنه مألوف في الارخبيل المؤلف من 17 الف جزيرة.

وتكشف هذه الكارثة مرة جديدة عن تخلف اندونيسيا على صعيد السلامة الجوية. وهذا سادس حادث دموي تتعرض له طائرة عسكرية في العقد الاخير.

وامر الرئيس الاندونيسي جوكو ويدودو غداة الحادث باجراء اعادة نظر شاملة في التجهيزات العسكرية القديمة في هذا البلد الواقع في جنوب شرق آسيا.

وقال الرئيس الملقب جوكووي “كلفت وزير الدفاع وقائد القوات المسلحة اجراء اعادة تنظيم عميقة لادارة التجهيزات العسكرية”.

ولم تعرف حتى الان اسباب الحادث، لكن قائد الجيش قال الثلاثاء ان الطيار طلب العودة الى القاعدة بعد اقلاعه، بسبب مشكلة في المحرك بالتأكيد.

وهذه هي المرة الثانية التي تتعرض فيها ميدان لكارثة مماثلة. ففي 2005، تحطمت طائرة لشركة مندالا ارلاينز المحلية بعيد اقلاعها في منطقة مكتظة بالسكان، واسفر تحطمها عن 150 قتيلا على الاقل.

وقد حصل ذاك الحادث في الشارع نفسه الذي وقع فيه حادث يوم الثلاثاء، وهو جالان جيمان جينتينغ.

وفي نيسان/ابريل، اندلعت النار في مقاتلة اف-16 لدى اقلاعها من قاعدة عسكرية في جاكرتا، فاضطر الطيار الى القفز بالمظلة من الطائرة المحترقة. وقد اصيب بجروح طفيفة.

وفي كانون الاول/ديسمبر 2014، هوت طائرة لشركة ار آجيا في البحر بعد نصف ساعة من اقلاعها من مدينة سورابايا متوجهة الى سنغافورة، فلقي 162 شخصا كانوا فيها مصرعهم ومعظمهم من الاندونيسيين.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية