مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

اردوغان يعلن عملية جديدة في ادلب تنفذها المعارضة السورية المدعومة من تركيا

قافلة مقاتلين سوريين مدعومين من تركيا عند الحدود التركية السورية في 6 تشرين الاول/اكتوبر 2017 afp_tickers

أعلن الرئيس التركي رجب طيب اردوغان السبت ان فصائل المعارضة السورية المدعومة من تركيا تشن عملية عسكرية جديدة في محافظة ادلب في شمال غرب سوريا بهدف طرد الجهاديين منها.

وتأتي العملية فيما تعمل تركيا مع روسيا وايران لاقامة احدى “مناطق خفض التوتر” في ادلب بموجب الاتفاقات التي تمت خلال محادثات السلام في استانا والهادفة الى انهاء الحرب في سوريا.

واشارت تقارير الى حشد وحدات من القوات الخاصة التركية وآليات عسكرية في الجانب التركي من الحدود، استعدادا لثاني اكبر عملية تركية في سوريا بعد عملية “درع الفرات” العام الماضي.

وقال اردوغان في خطاب متلفز من مدينة افيون في غرب تركيا “نتخذ إجراءات جديدة لضمان أمن إدلب. اليوم تجري عملية هامة جدا في ادلب وستستمر”.

وردا على أسئلة الصحافيين، اوضح الرئيس التركي ان الجيش السوري الحر ينفذ العملية مشيرا الى ان الجيش التركي “ليس موجودا بعد” في ادلب.

وقال لفرانس برس المحلل آرون لاند من مركز الدراسات والتحليل “سنتشري فاونديشن” إن اي عملية تركية “من المرجح ان يكون قوامها مزيج من القوات التركية والسورية”.

واضاف لاند ان تركيا ستساهم بقوات خاصة، وخدمات لوجستية، وسلاح المدفعية، والدبابات، فيما سيشكل مقاتلو فصائل المعارضة السورية “غالبية” قوات المشاة.

– “لا ممر للارهاب” –

وتسيطر هيئة تحرير الشام على الجزء الأكبر من ادلب. وتعد جبهة فتح الشام (النصرة سابقاً) والتابعة لتنظيم القاعدة، أبرز مكونات الهيئة.

وادلب بين مناطق “خفض التوتر” الاربع التي اعلن عنها الحلفاء الدوليون للنظام والمعارضة السورية في ايار/مايو بهدف فرض هدنات في مختلف انحاء سوريا، الا ان الاتفاق لا يشمل “هيئة تحرير الشام”.

وتابع لاند “اذا قررت تركيا الدخول في مواجهة مع هيئة تحرير الشام، انا متأكد من انها ستواجه مقاومة شرسة”.

ومن اجل تفعيل “خفض التوتر” يتعين اخراج قوات هيئة تحرير الشام منها ودخول القوات الايرانية والروسية والتركية.

وقال اردوغان “لن نسمح مطلقا بايجاد ممر ارهابي على طول حدودنا”.

واشارت وكالة انباء الاناضول الحكومية السبت الى تجمع كوماندوس وآليات عسكرية تركية في بلدة الريحانية عند الحدود مع ادلب قرب معبر جيلفه غوزو.

بدورها اوردت صحيفة حرييت ان تركيا ستضمن امن مدينة ادلب فيما تضمن روسيا امن المنطقة المحيطة.

وقال مراسل فرانس برس إن رافعات الجيش التركي بدأت بازالة اقسام من الجدار الامني الذي بنته تركيا على الحدود تمهيدا للتوغل.

– “عمليات جديدة” –

وشنت تركيا بين اب/اغسطس 2016 واذار/مارس 2017 عملية “درع الفرات” في شمال سوريا لمكافحة تنظيم الدولة الاسلامية والمجموعات الكردية التي تعتبرها انقرة ارهابية.

واضاف اردوغان “على الرغم من كل الاستفزازات والعراقيل، لقد حققنا تقدما ملموسا في سوريا”.

وقال مسؤول في فصيل معارض يشارك في العملية لوكالة فرانس برس رافضا كشف اسمه ان “كل فصائل المعارضة التي شاركت في عملية +درع الفرات+ ستشارك في هذه العملية الجديدة”.

واضاف “هناك آلاف المقاتلين الى جانب جنود أتراك يشاركون” لكن بدون تحديد موعد بدء العملية مشيرا الى ان الهدف “هو تحرير ادلب بالكامل من هيئة تحرير الشام”.

ولطالما حذرت تركيا من انها قد توسع عملياتها العسكرية لتشمل القوات الكردية المتواجدة في عفرين شرقا. واطلق اردوغان تحذيرا من عمليات جديدة قد تستتبع عملية ادلب.

ولا تشارك تركيا في التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة لاستعادة مدينة الرقة من تنظيم الدولة الاسلامية بسبب مشاركة قوات كردية تعتبرها انقرة ارهابية.

– تنسيق مع روسيا –

ويأتي اعلان اردوغان بعد اسبوع من زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين انقرة.

وقد وضعت تركيا وروسيا خلافاتهما جانبا في الاشهر الماضية في محاولة للتوصل الى تسوية للنزاع.

واتفق بوتين واردوغان في ختام لقائهما على تكثيف الجهود الهادفة الى اقامة مناطق خفض التوتر في ادلب.

وعقب اللقاء اعلن بوتين ان الظروف باتت ملائمة لانهاء الحرب السورية المستمرة منذ اكثر من ست سنوات والتي ادت الى مقتل قرابة 330 الف شخص منذ 2011.

وعلى الرغم من دعمهما لاطراف متعارضة في النزاع السوري، تنسق تركيا وروسيا بشكل وثيق منذ اتفاق المصالحة في 2016 الذي انهى الازمة بين البلدين جراء اسقاط طائرة روسية فوق سوريا.

وتدعم روسيا وايران نظام الرئيس بشار الاسد في سوريا حيث ساهم التدخل العسكري الروسي في ترجيح كفته في النزاع، فيما تدعم تركيا قوات المعارضة التي تسعى للاطاحة بالاسد.

وحول تقاسم الادوار هذا مع موسكو قال اردوغان السبت ان روسيا تتكفل بالاتصالات مع النظام السوري فيما تتخذ تركيا “اجراءات في مجالات اخرى”.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية