مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

ارض الصومال تريد ان تجعل بربرة مرفأ استراتيجيا في القرن الافريقي بمساعدة دبي

تعلق ارض الصومال آمالا كثيرة على اتفاق ابرم مطلع ايار/مايو مع "موانىء دبي العالمية"، عملاق إدارة الموانىء لتحويل بربرة الى مركز تجاري اقليمي وللاعتراف رسميا بهذه المنطقة على الصعيد الدولي afp_tickers

نادرا ما ترسو سفن الشحن في مرفأ بربرة الرئيسي في جمهورية ارض الصومال المعلنة من طرف واحد في شمال الصومال، حيث ترسو مراكب الصيادين الشراعية الاتية من اليمن على ارصفة مكتظة بهياكل سفن تآكلها الصدأ.

من ارصفة مرفأ هذه المدينة الصغيرة القائمة على آثار عثمانية مهملة، تنقل المواشي من ماعز وخراف وجمال، الثروة الاساسية لارض الصومال، الى دول الخليج في نحو 40 الف حاوية سنويا وهو عدد ضئيل جدا مقارنة مع 900 الف حاوية تمر عبر مرفأ جيبوتي المجاور.

لكن ارض الصومال تعلق آمالا كثيرة على اتفاق ابرم مطلع ايار/مايو مع “موانىء دبي العالمية”، عملاق إدارة الموانىء لتحويل بربرة الى مركز تجاري اقليمي وللاعتراف رسميا بهذه المنطقة على الصعيد الدولي.

ولا يقتصر وصول العملاق الاماراتي الى جمهورية ارض الصومال على المنفعة المالية التي تقدر بمئات الاف الدولارات بل يعكس الثقة باستقرار وامن هذه الدولة الصغيرة المعلنة من طرف واحد في 1991 ولا تزال الاسرة الدولية تتجاهلها.

قال علي محمد مدير المرفأ “سنجعل بربرة ميناء بمصاف المرافىء الكبرى في العالم لتصبح مرفأ محوريا في القرن الافريقي”.

ينص الاتفاق مع موانىء دبي العالمية الذي يجري وضع اللمسات الاخيرة عليه، على توسيع المرفأ لزيادة قدراته الى الضعف. وقال علي محمد “خلال عام سنتمكن من استقبال 200 الف حاوية”.

واضاف ان “بربرة استراتيجية تماما مثل جيبوتي”. ورسم على ورقة صغيرة موقع الميناء على احد الممرات البحرية الاكثر استخداما في العالم بين قناة السويس والمحيط الهندي قرب اثيوبيا وسوقها المزدهرة التي تعد 96 مليون نسمة.

وتطمح ارض الصومال لان تصبح نقطة دخول الى اثيوبيا وتفادي ميناء جيبوتي المكتظ. ووقع اتفاق في اذار/مارس مع اديس ابابا ينص على ان 30% من سفن الشحن المتجهة الى اثيوبيا ستمر من الان وصاعدا عبر بربرة.

– فرصة ثانية لمجموعة بولوري –

بابرام الاتفاق مع جمهورية ارض الصومال قطعت موانىء دبي العالمية الطريق على مجموعة “بولوريه افريكا لوجيستيكس” الفرنسية التي كانت تجري مفاوضات منذ ثماني سنوات للتعاون مع مرفأ بربرة. حتى ان كان الرئيس احمد سيلانيو استقبل في قصر الاليزيه في 2014 رغم عدم اعتراف فرنسا بسيادة جمهورية ارض الصومال، لاجراء مباحثات خصصت اساسا لميناء بربرة.

والاستثمار الاماراتي الجديد يزيد الشائعات حول العلاقات بين اوساط الرئيس احمد سيلانيو الذي يبلغ من العمر حوالي ثمانين سنة ودول الخليج التي توسع نفوذها اكثر فاكثر في ارض الصومال.

مولت الكويت اعمال تحديث المطار وبناء مدارس جديدة. وشركة طيران الامارات واحدة من الشركات القليلة التي تؤمن رحلات يومية مع العاصمة هرجيسا.

وقال علي محمد “كان عرض موانىء دبي العالمية الافضل”. واقترح منح بولوريه “فرصة ثانية” عندما يحتاج ميناء بربرة لعملية توسعة جديدة.

ولجمهورية ارض الصومال التي لا يتعدى عدد سكانها اربعة ملايين نسمة، طموحات كبيرة وترى نفسها في المستقبل مركزا لحركة الملاحة البحرية في المنطقة.

لكن لا يزال ينبغي الاستثمار في بناء الطرق لان ال300 كلم التي تفصلها عن الحدود الاثيوبية مليئة بالحفر ويصعب حتى على الشاحنات اجتيازها.

واعمال التطوير صعبة ايضا لان جمهورية ارض الصومال غير المعترف بها رسميا، غير قادرة على الحصول على قروض من المؤسسات المالية الدولية مثل البنك الدولي او صندوق النقد الدولي.

لكن السلطات في ارض الصومال تأمل في ان تغير أهمية المرفأ الاقتصادية المعادلة.

وقال هناد حاشي عضو المجلس البلدي في هرجيسا “قمنا بكل ما في وسعنا على الصعيد السياسي ولم تنجح الامور”. واضاف “يجب ان نختبر السبيل الاقتصادي. نحن نحتاج لمستثمرين”.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية