مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

استفتاء لتعزيز سلطة الرئيس امام علي رحمن في طاجيكستان

رئيس طاجيكستان امام علي رحمن في 8 ايار/مايو 2015 في موسكو afp_tickers

بدأ الناخبون في طاجيكستان التصويت في استفتاء على تعديلات دستورية يفترض ان تعزز صلاحيات الرئيس امام علي رحمن الذي يحكم البلاد منذ حوالى ربع قرن.

وفتحت مراكز الاقتراع ابوابها عند الساعة الواحدة بتوقيت غرينتش. وتشكلت صفوف طويلة من الناخبين في شوارع دوشانبي امام مراكز الاقتراع.

وفتح اكثر من 3200 مركز للاقتراع في هذه الجمهورية السوفياتية السابقة ذات الغالبية المسلمة في آسيا الوسطى.

وبين التعديلات المطروحة للتصويت بند يسمح لرحمن (63 عاما) بالترشح لعدد غير محدد من الولايات الرئاسية.

ورحمن متهم من قبل معارضيه بانه لم يحترم خلال السنوات الفائتة الحريات الدينية والمجتمع المدني والتعددية السياسية.

الا ان الناخبين يبدون متحمسين لدعم الرئيس الذي اخرج طاجيكستان من حرب اهلية استمرت خمسة اعوام واندلعت في 1992 بعد اقل من عام على الاستقلال.

وقال بارفيز حياتوف سائق سيارة الاجرة الذي يقوم بالتجارة على الحدود مع الصين ايضا، لوكالة فرانس برس ان “امام علي رحمن رئيس جيد لطاجيكستان. انظروا الى افغانستان في الجنوب. انظروا الى العراق وسوريا. هنا ننعم بالسلام والاستقرار”.

وامكانية الترشح لعدد غير محدد من الولايات الرئاسية لا ينطبق سوى على رحمن بسبب وضعه الخاص “كقائد للامة” الذي اقره له العام الماضي البرلمان ويمنحه هو وعائلته ايضا حصانة دائمة من اي ملاحقة قضائية.

وبين التعديلات الاخرى خفض السن الادنى لتولي الرئاسة من 35 عاما الى ثلاثين عاما وحظر تشكيل احزاب سياسية على اسس دينية.

ويمكن ان يسهل البند الاول وصول رستم نجل رحمن البالغ من العمر 28 عاما الى الرئاسة خلفا لوالده. اما حظر الاحزاب الدينية فيأتي بينما تجري محاكمة مسؤولين في حزب اسلامي محظور.

– تمجيد حكم رحمانوف –

وكان حزب نهضة طاجيكستان الاسلامي يعتبر معتدلا حتى العام الماضي عندما وصفته الحكومة بانه مجموعة ارهابية وازاحت بذلك اكبر حزب معارض لرحمن.

وتحاكم الحكومة حاليا معارضين من حزب “النهضة الاسلامية في طاجيكستان” بمجموعة من الاتهامات بينها محاولة قلب النظام الدستوري وتشكيل مجموعة اجرامية.

وتتهم السلطات اعضاء الحزب بتدبير موجة من الاضطرابات ادت الى مقتل عشرات الاشخاص في العام الماضي.

وفي الاشهر التي سبقت اجراء الاستفتاء، قامت السلطات بعدد من المبادرات لتمجيد حكم رحمانوف الذي تنتقده المنظمات الحقوقية بانتظام بسبب الفساد والقمع.

ووقع رحمن في وقت سابق هذا الشهر قانونا لاعلان يوم عطلة تكريما لحكمه. وتم اعتماد القانون في برلمان يضم مناصرين للرئيس، وينص على اعلان 16 تشرين الثاني/نوفمبر عطلة رسمية في مناسبة “يوم الرئيس”.

واختير هذا التاريخ لانه يصادف موعد انتخاب رحمن رئيسا للبرلمان في 16 تشرين الثاني/نوفمبر 1992 فيما كانت الجمهورية السوفياتية السابقة تشهد حربا اهلية فازت بها القوات الموالية للحكومة بعد خمس سنوات.

وفي شباط/فبراير اطلقت لجنة شؤون الشباب في الجمهورية، مسابقة لافضل المقالات التي كتبها تلاميذ المدارس ويثنون فيها على الحكم “البطولي” للرجل القوي.

وقال مراسلو منظمة مراسلون بلا حدود السبت ان الحكومة “حظرت” و”ارهبت” و”هددت” وسائل الاعلام المستقلة قبل اجراء عملية الاستفتاء.

وفتح اكثر من 3200 مركز اقتراع في عدد من مدن البلاد، فضلا عن مراكز اضافية في المدن الروسية الكبرى حيث يعيش ويعمل اكثر من مليون طاجيكي.

ومن المتوقع ان تقفل مراكز الاقتراع في طاجيكستان عند حوالى الساعة 15,00 ت غ، على ان تعلن لجنة الانتخابات المركزية نتيجة التصويت الاثنين.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية