مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

استقالة رئيس أركان الجيوش الفرنسية اثر خلاف مع ماكرون حول الميزانية

رئيس اركان الجيوش الفرنسية الجنرال بيار دو فيلييه afp_tickers

أعلن رئيس أركان الجيوش الفرنسية بيار دو فيلييه استقالته الاربعاء من منصبه، بعد خلاف مع الرئيس ايمانويل ماكرون حول اقتطاعات في ميزانية الدفاع، وذلك في قرار غير مسبوق يشكل اول ازمة كبيرة لولاية الرئيس.

وقال ماكرون مساء الاربعاء لقناة فرانس2 “ليس من دور رئيس اركان الجيوش” الدفاع عن ميزانية الجيوش “بل هذا دور الوزير”.

وكتب الجنرال دو فيلييه في بيان يبرر فيه استقالته “في الظروف الحالية، لا اعتقد انني قادر على الحفاظ على استمرارية نموذج الجيش الذي اؤمن به لضمان حماية فرنسا والفرنسيين”.

وسيخلفه الجنرال فرنسوا لوكوانتر الذي كان يتولى حتى الان منصب رئيس المكتب العسكري لرئيس الوزراء. وقال عنه ماكرون انه “بطل عسكري قل نظيره” و”جنرال كبير في جيش البر (..) سيكون رئيس اركان كبيرا للجيوش”.

ولوكوانتر (55 عاما) كان خدم في مشاة البحرية ولديه خبرة ميدانية طويلة (العراق والصومال ورواندا ويوغسلافيا السابقة) وعمل في عدة قيادات اركان وفي الوزارة.

وقالت فلورنس بارلي وزيرة الجيوش عنه “انه ضابط محنك ويملك تجربة” مشيدة في الان نفسه ب “عمل الجنرال دوفيلييه” المستقيل.

ومع ان ماكرون حرص بدوره على الاشادة بدوفيلييه “العسكري الكبير الذي يملك خصالا كبيرة وخدم بمسؤولية وشرف الدولة”، فان استقالته تشكل سابقة في عهد الجمهورية الخامسة وأتت بعد عدة انتقادات من الرئيس.

وكان دو فيلييه انتقد اقتطاعات بقيمة 850 مليون يورو في ميزانية الجيش للعام الحالي في اطار تقشف شامل في موازنة الدولة.

واعتبر دو فيلييه المعروف بنزاهته وشخصيته الصارمة والذي يحظى بتقدير العسكريين، في جلسة مغلقة امام لجنة الدفاع في مجلس النواب، ان وضع الجيش الفرنسي “لا يمكن ان يستمر بهذا الشكل”.

وكثيرا ما اشتكى رئيس الاركان السابق الذي تولى المنصب منذ 2014 من نقص الموارد المخصصة للعسكريين في الوقت الذي تشارك فيه فرنسا في عدة جبهات ضد الجهاديين والتهديد الارهابي في منطقة الساحل (قوة برخان اربعة آلاف عنصر) وفي الشرق الاوسط (شامال 1200) مرورا بالاراضي الفرنسية (سانتينيل سبعة آلاف).

وكان ماكرون وبخ الجنرال امام عسكريين عشية العيد الوطني في 14 تموز/يوليو بالقول له “انا رئيسك”، كما انتقد طرحه النقاش حول الميزانية “بطريقة غير لائقة (…) على الملأ” دون ان يسميه بالاسم.

وقال ماكرون لصحيفة “جورنال دو ديمانش” انه “اذا وقع خلاف بين رئيس اركان الجيوش وبين رئيس الجمهورية فرئيس الاركان يتغير”.

من جانبه قال رئيس الوزراء ادوار فيليب الاربعاء “عبر الجنرال دو فيلييه عن عدم موافقته. وهذا حقه بالتأكيد” مضيفا “لكن باعتباره عسكريا شريفا لا يمكنه الاحتجاج على خيارات رئيسه. وهو بالتالي استخلص نتائج الخلاف”.

-“عقبة”-

وحتى الان كانت العلاقات بين العسكريين والرئيس الجديد ممتازة. وعدد ماكرون المبادرات الايجابية تجاههم فقد قطع جادة الشانزليزيه على عربة عسكريين وزار جرحى الحرب في يوم تنصيبه وزار القاعدة العسكرية الفرنسية في غاو بمالي وتفقد غواصة نووية قاذفة.

كما تعهد الرئيس منذ توليه منصبه تخصيص 2% من اجمالي الناتج الداخلي للدفاع بحلول 2025، طبقا لوعوده خلال حملته الانتخابية.

وقال لفرانس2 “انا ادعم جنودنا (..) واسرهم والدولة ملتزمة بالكامل” حيال ذلك.

وقال الجنرال المتقاعد دومينيك ترينكان المستشار السابق لماكرون “نجح ماكرون في كسب تعاطف العسكريين. والان هناك بالتأكيد عقبة ستكون هناك بعض الصعوبة في تجاوزها” معتبرا ان الواقعة تشكل “اول ازمة” للرئيس منذ انتخابه في 7 ايار/مايو.

في داخل المعارضة اليمينية، توالت ردود الفعل السياسية بعد اعلان استقالة دو فيلييه. وكتب النائب من حزب الجمهوريين داميان اباد العضو في لجنة الدفاع “مبالغة ايمانويل ماكرون في فرض سلطته ادت الى استقاله رئيس الاركان بيار دو فيلييه”. واضاف “انه نبأ سيء لجيوشنا”.

اما رئيسة الجبهة الوطنية مارين لوبن فقد اعتبرت ان الواقعة تجسد “المحدودية المثيرة للقلق للسيد ماكرون”.

وعبر رئيس كتلة اليسار الجديد في البرلمان اوليفييه فور عن اسفه “لازمة ثقة بين الجيوش ورئيس الدولة”.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية