مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

اسرائيل تتقدم في خطط بناء اكثر من 1292 وحدة استيطانية في الضفة الغربية المحتلة

منطقة قاعدة الجيش الاسرائيلي في وسط الخليل حيث تعتزم الحكومة بناء 31 وحدة سكنية للمرة الاولى منذ 2002. afp_tickers

قررت اسرائيل الثلاثاء المضي قدما في خطط بناء أكثر من 1292 وحدة سكنية استيطانية في الضفة الغربية المحتلة، بحسب ما اعلنت مسؤولة من حركة السلام الآن الاسرائيلية المناهضة للاستيطان.

وتأتي الموافقة بعد تعهدات قدمها مسؤولون حكوميون اسرائيليون بزيادة عدد الوحدات الاستيطانية هذا العام، مع تجنب الادارة الاميركية بقيادة دونالد ترامب توجيه انتقادات حادة لهذه الخطط.

وقالت حاغيت اوفران المسؤولة في منظمة السلام الان، لوكالة فرانس برس ان الخطط التي وافقت عليها لجنة التخطيط التابعة للادارة المدنية الاسرائيلية تشمل “كافة انحاء الضفة الغربية” المحتلة مشيرة الى انها موجودة في مراحل مختلفة من عملية المراجعة.

وأضافت اوفران انه من المتوقع ايضا ان توافق السلطات الاسرائيلية الاربعاء على خطط استيطانية أخرى، مع توقع بحث اكثر من الفي وحدة استيطانية اضافية على البرنامج في اجتماع اللجنة الذي يستمر ليومين.

ودانت السلطة الفلسطينية هذه المخططات الجديدة. ونقلت وكالة الانباء الفلسطينية (وفا) عن المتحدث باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة إن “هذه الهجمة الاستيطانية تأتي في الوقت الذي تحاول فيه إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، بذل الجهود وخلق الظروف التي تمهد لصنع سلام حقيقي (…) إن نتنياهو يتحدى العالم وخاصة إدارة الرئيس ترامب من خلال إصراره على مواصلة الاستيطان في أراضي دولة فلسطين”.

ضمت اللائحة التي نشرتها منظمة “السلام الآن” عددا من الوحدات الاستيطانية في مناطق مختلفة من الضفة الغربية، منها 146 وحدة استيطانية في مستوطنة نوكديم جنوب الضفة الغربية التي يعيش فيها وزير الدفاع افيغدور ليبرمان.

ويأتي ذلك في اطار خطة لعرض مخطط لبناء نحو 4000 وحدة استيطانية في خطوة لتعزيز النمو الاستيطاني هناك، بحسب ما اعلن مسؤول اسرائيلي.

وفي العادة، تعبر مشاريع البناء في المستوطنات عدة خطوات اجرائية قبل الحصول على الموافقة النهائية لبدء البناء فعليا.

وكانت السلطات الاسرائيلية وافقت الاثنين على 31 وحدة استيطانية في مدينة الخليل في الضفة الغربية المحتلة، للمرة الاولى منذ عام 2002.

والاعلان عن وحدات استيطانية في مدينة الخليل هو خطوة بالغة الحساسية في هذه المدينة التي يعيش بين سكانها الفلسطينيين وعددهم نحو 200 ألف، نحو 800 مستوطن تحت حماية الجيش الإسرائيلي في عدد من المجمعات المحصنة في قلب المدينة.

وسيتم بناء هذه الوحدات في منطقة شارع الشهداء التي كانت عبارة عن شارع حيوي مليء بالمحلات التجارية على مقربة من الحرم الابراهيمي.

والشارع الان مغلق امام الفلسطينيين.

وما يزيد من حدة التوتر في الخليل، تحصن المستوطنين في جيب قرب الحرم الابراهيمي وسط حماية مشددة جدا من الجيش الاسرائيلي.

وكان مسؤول اسرائيلي اعلن الاسبوع الماضي انه ستتم الموافقة على “12 الف وحدة سكنية في عام 2017 في مراحل مختلفة من عمليات التخطيط والبناء، اربعة اضعاف الرقم في عام 2016”.

ويعتبر المجتمع الدولي المستوطنات غير شرعية سواء أقيمت بموافقة الحكومة الاسرائيلية ام لا. ويعتبر الاستيطان العائق الاول امام عملية السلام.

ويقوض البناء الاستيطاني وتوسع المستوطنات الاراضي التي من المفترض ان تشكل دولة فلسطينية او يقطع أوصالها، ما يجعل قيام دولة فلسطينية قابلة للحياة أمرا صعبا.

– تهديد حل الدولتين-

ويعيش نحو 430 ألف شخص في مستوطنات الضفة الغربية المحتلة وهي تقطع أوصال الأراضي الفلسطينية، وسط 2,6 مليون فلسطيني، بالاضافة الى مئتي ألف مستوطن يقيمون في أحياء استيطانية في القدس الشرقية المحتلة وسط 300 ألف فلسطيني في المدينة المقدسة.

ويترأس بنيامين نتانياهو الحكومة الاكثر يمينية في تاريخ اسرائيل، ويخضع لضغوطات كبيرة من لوبي الاستيطان في ائتلافه. ويواجه ايضا ضغوطات بسبب تحقيقات حول ضلوعه في قضايا فساد ولكن لم يتم توجيه اي اتهامات رسمية له.

واحتلت اسرائيل الضفة الغربية والقدس الشرقية وهضبة الجولان في 1967 وضمت القدس ومن ثم هضبة الجولان في خطوة لم يعترف بها المجتمع الدولي.

ويشكك كثيرون في امكانية استئناف محادثات جدية بين الجانبين حاليا، لا سيما وان الحكومة الحالية تضم مؤيدين للاستيطان دعوا بشكل علني الى إلغاء فكرة قيام دولة فلسطينية.

وكان السفير الاميركي في اسرائيل ديفيد فريدمان، وهو مؤيد للاستيطان، اكد الشهر الماضي في مقابلة تلفزيونية ان الدولة العبرية “تحتل فقط 2% من مساحة الضفة الغربية”، ما اثار غضب الفلسطينيين واشادة من المستوطنين.

وجهود السلام بين الفلسطينيين والاسرائيليين متوقفة بالكامل منذ فشل المبادرة الاميركية حول هذا الموضوع في نيسان/أبريل 2014.

وبينما تسعى ادارة دونالد ترامب لإحياء مفاوضات السلام المتعثرة بين الجانبين، فأن الادارة الاميركية تعرضت لانتقادات حول صمتها حيال الأنشطة الاستيطانية الاسرائيلية في الاراضي الفلسطينية المحتلة مقارنة بادارة باراك اوباما السابقة التي انتقدت الاستيطان بشدة.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية