مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

اسرائيل تزيد الضغوط على المتطرفين اليهود

مئير اتينغر زعيم مجموعة يهودية متطرفة في المحكمة في الناصرة الثلاثاء 4 آب/اغسطس 2015 على خلفية اعمال عنف ضد الفلسطينيين afp_tickers

استخدمت السلطات الاسرائيلية في اجراء استثنائي سلاح الاعتقال الاداري ضد يهودي متطرف، سعيا منها لاثبات تصميمها على التصدي لاعمال العنف اليمينية واسقاط التهم الموجهة اليها بالتساهل معها.

ومنذ الثلاثاء، اعتقلت اجهزة الامن الاسرائيلية ثلاثة متطرفين يهودا. وفي اجراء استثنائي، وضع ناشط يهودي متطرف يدعى مردخاي ماير (18 عاما) قيد الاعتقال الاداري.

وهذا اول اعتقال اداري بحق يهودي متطرف منذ مقتل رضيع فلسطيني حرقا في هجوم استهدف منزله في شمال الضفة الغربية المحتلة ويشتبه بوقوف مستوطنين متطرفين خلفه.

والاعتقال الاداري الذي يتم بدون توجيه اتهام او صدور حكم بحق المعتقل، بات ممكنا تطبيقه على يهود اذا كانت الادلة التي تم جمعها ضد المشتبه بهم غير كافية لتبرير فتح تحقيق قضائي تقليدي او اذا رفض هؤلاء الاجابة عن الاسئلة خلال استجوابهم.

وبحسب القانون الاسرائيلي الموروث من الانتداب البريطاني، يمكن اعتقال مشتبه به لستة اشهر من دون توجيه تهمة اليه بموجب اعتقال اداري قابل للتجديد لفترة غير محددة زمنيا من جانب السلطات العسكرية.

وهي المرة الاولى منذ سنوات عديدة يصدر فيها امر اعتقال اداري بحق يهودي متطرف بحسب الاذاعة الاسرائيلية العامة، اذ ان تطبيق الاعتقال الاداري كان محصورا بالفلسطينيين.

وهناك حاليا 370 فلسطينيا رهن الاعتقال الاداري، وفقا لمنظمة بتسيلم الحقوقية الاسرائيلية.

وكانت الحكومة سمحت الاحد بتطبيق الاعتقال الاداري بحق متطرفين يهود.

وتحاول الاجهزة الامنية في اسرائيل الحفاظ على اقصى قدر من التكتم على تورط المتطرفين الثلاثة في احراق منزل عائلة دوابشة في دوما الذي اثار غضبا في الضفة الغربية والعالم وحتى في اسرائيل.

وبالاضافة الى مقتل الطفل الفلسطيني، قتلت فتاة اسرائيلية بعد ان هاجم يهودي متشدد بسكين الاسبوع الماضي تظاهرة للمثليين.

ويشير المسؤولون والخبراء الى وجود فروقات بين الجريمتين مشيرين الى انهما تعبران عن تيار متطرف باوجه ودوافع متعددة.

ويقول كلود كلاين، استاذ الحقوق في الجامعة العبرية في القدس لوكالة فرانس برس ان رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو “يرغب باي ثمن في ان يظهر حزمه لان الارهاب وصل الى بعد غير معقول” الاسبوع الماضي.

وبحسب كلاين، فان على نتانياهو ان “يدافع عن صورة اسرائيل في العالم التي تلطخت”.

وقال زعيم المعارضة الاسرائيلية اسحق هرتزوغ لاذاعة الجيش الاسرائيلي “يجب على ديموقراطيتنا ان تدافع عن نفسها”.

واضاف ان “الجريمة الشنيعة التي حصلت الجمعة هي عارض منتشر في جسم المجتمع الاسرائيلي. يجب حظر المنظمات التي تحرض على العنف والكراهية والعنصرية”.

واثر مقتل الرضيع الفلسطيني اتهمت حكومة اليمين المتطرف التي يقودها نتانياهو والتي فيها احزاب دينية ومتشددة تدعم المستوطنين بالتساهل ازاء التطرف اليهودي.

وجدد نتانياهو الثلاثاء توعده اليهود المتطرفين بتطبيق القانون بصرامة بما في ذلك عبر اخضاعهم للاعتقال الاداري.

وقال ان “سياستنا هي عدم التسامح مطلقا مع الارهاب ايا كان مصدره”.

ووقع وزير دفاعه موشيه يعالون امرا باعتقال مردخاي ماير من مستوطنة معاليه ادوميم والذي تم اعتقاله على خلفية التحقيق في احراق كنيسة الطابغة الاثرية المعروفة بكنيسة “الخبز والسمك” قرب بحيرة طبرية شمال اسرائيل، في الثامن عشر من حزيران/يونيو الماضي.

وبالاضافة الى ماير، اعتقلت السلطات الاسرائيلية زعيم مجموعة يهودية متطرفة يدعى مئير اتينغر (23 عاما) على خلفية التحقيق بالاضافة الى مستوطن اخر يدعى ايفيتار سلونيم، ولكنهما ليسا قيد الاعتقال الاداري.

وتم تمديد اعتقال اتينغر وسلونيم الاربعاء لمدة خمسة ايام، في اجراء يعتبر عاديا في الوقت الحاضر، في حين شككت وسائل الاعلام الاسرائيلية في امكان وضع مئير اتينغر قيد الاعتقال الاداري.

ومئير اتينغر هو حفيد الحاخام مئير كاهانا مؤسس حركة كاخ العنصرية المناهضة للعرب الذي اغتيل العام 1990.

وفي بداية العام، منع من الاقامة لعام في الضفة الغربية والقدس “بسبب انشطته”، وفق ما اوضح متحدث باسم الشين بيت.

وينتهج المستوطنون المتطرفون سياسة انتقامية تعرف باسم “دفع الثمن” وتقوم على مهاجمة أهداف فلسطينية وكذلك مهاجمة جنود في كل مرة تتخذ السلطات الإسرائيلية إجراءات يعتبرونها معادية للاستيطان.

وتشمل تلك الهجمات تخريب وتدمير ممتلكات فلسطينية وإحراق سيارات ودور عبادة مسيحية وإسلامية وإتلاف أو اقتلاع أشجار زيتون. ونادرا ما يتم توقيف الجناة.

وتساءلت وسائل الاعلام الاسرائيلية ايضا ما اذا كان التحقيق في مقتل الطفل دوابشة حرقا قد وصل الى طريق مسدود خاصة بعد توجيه الشرطة الاسرائيلية نداء لمساعدتها والاتصال بها في حال توفر اي معلومات.

من جهتها اكدت الشرطة الاسرائيلية في بيان ان هذا يندرج في اطار كل الوسائل الممكنة لكشف ملابسات جريمة قتل الطفل التي وضعت “على راس اولويات” الشرطة.

وقال الرئيس السابق لجهاز الامن الداخلي (شين بيت) آفي ديختر للاذاعة الاسرائيلية العامة ان الاعتقال يمكن ان يكون اداة مفيدة، وهو يعطي الشرطة “مزيدا من الوقت لاجراء التحقيقات، خصوصا اذا امتنع المشتبه بهم عن الكلام”.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية