مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

اشتباكات بين قوات “فجر ليبيا” وتنظيم “الدولة الاسلامية” في شرق سرت

مقاتلون من فجر ليبيا في طرابلس afp_tickers

شهدت الاطراف الشرقية لمدينة سرت الليبية اشتباكات بين مجموعة من قوات “فجر ليبيا” التي تسيطر على العاصمة طرابلس، ومسلحي تنظيم “الدولة الاسلامية” المتطرف، بحسب ما افاد السبت قائد ميداني ومسؤول محلي.

وهذه اول اشتباكات بين الطرفين منذ سيطرة مجموعة مسلحة اعلنت انها تنتمي الى تنظيم الدولة في شباط/فبراير الماضي على مؤسسات حكومية في سرت ونظمت استعراضا عسكريا في بعض شوارعها.

وارسلت قوات “فجر ليبيا” على اثر ذلك تعزيزات الى المدينة الساحلية الواقعة على بعد نحو 400 كلم شرق طرابلس.

وقال العميد محمد الاجطل احد قادة قوات “فجر ليبيا” لوكالة فرانس برس ان “معارك ضارية جرت (…) اليوم بين الكتيبة 166 مشاة التابعة لقوات فجر ليبيا ومجموعات من الفرع الليبي لتنظيم الدولة الاسلامية”.

واضاف ان الاشتباكات نجم عنها سقوط قتيل من قوات “فجر ليبيا”.

واكد من جهته مسؤول امني في المجلس المحلي لسرت ان “اشتباكات دارت اليوم في جهة الشرق على اطراف المناطق” التي يوجد فيها تنظيم الدولة في سرت.

واضاف ان “الاشتباكات بدات عند الظهر”، قبل ان يعلن عن “توقف المواجهات مساء”.

ولم يوضح المصدران الاسباب التي ادت الى اندلاع الاشتباكات.

وتعتبر بلدة النوفلية الواقعة على بعد نحو 120 كلم شرق مدينة سرت معقلا لتنظيم “الدولة الاسلامية” الذي يملك حضورا ايضا في مدينة درنة الواقعة على بعد نحو 1300 كلم شرق طرابلس والخاضعة لسيطرة مجموعات اسلامية مسلحة متشددة.

ويؤكد مسؤولون في السلطة الحاكمة في طرابلس ان لتنظيم الدولة الاسلامية خلايا نائمة في العاصمة حيث تبنت هذه المجموعة المتطرفة تفجيرات وقعت في المدينة خلال الاسابيع الماضية.

وتعليقا على اشتباكات سرت، قال عمر الحاسي رئيس السلطة الحاكمة في طرابلس والمتمثلة بحكومة غير معترف بها من قبل المجتمع الدولي في مؤتمر صحافي مساء السبت “لن نسمح لهذا السرطان بان يتمدد”، في اشارة الى تنظيم الدولة الاسلامية، معتبرا ان هذا التنظيم يرتبط بشخصيات ليبية من النظام السابق.

وقوات “فجر ليبيا” التي تسيطر على العاصمة طرابلس منذ اب/اغسطس 2014 هي خليط من المجموعات المسلحة الموالية لتحالف قوى سياسية، بينها احزب اسلامية، مناهضة للحكومة المعترف بها دوليا والتي تدير اعمالها من طبرق شرق البلاد الى جانب برلمان منتخب.

وفي طرابلس حكومة موازية تدير السلطة السياسية فيها منذ سيطرة قوات “فجر ليبيا” على العاصمة، تعمل الى جانب “المؤتمر الوطني العام” المنتهية ولايته والذي يعتبر الذراع التشريعية لهذه الحكومة التي تطلق على نفسها اسم “حكومة الانقاذ الوطني”.

ويعقد طرفا الازمة السياسية محادثات برعاية الامم المتحدة بهدف التوصل الى حل للصراع وانهاء الفوضى التي تعيشها ليبيا منذ اسقاط نظام معمر القذافي في 2011 واحتفاظ غالبية المجموعات المسلحة التي حاربت النظام السابق باسلحتها.

ورغم ذلك، تخوض قوات “فجر ليبيا” معارك يومية في عدة مناطق مع القوات الموالية لحكومة طبرق والتي يقودها اللواء خليفة بلقاسم حفتر، الشخصية العسكرية البارزة الذي ادى الاثنين اليمين امام مجلس نواب طبرق في منصب القائد العام للجيش برتبة فريق اول.

واليوم تبادلت القوات التي يقودها حفتر شن غارات جوية مع قوات “فجر ليبيا”.

وقال مصدر عسكري في القوات التي يقودها حفتر لفرانس برس “اغارت طائراتنا على مخازن للسلاح وتجمعات للميليشيات في بلدة زوارة ردا على الغارة التي نفذتها ميليشيات فجر ليبيا على مطار مدينة الزنتان وبعض المواقع المدنية هناك”.

وتقع زوارة على بعد نحو 120 كلم غرب طرابلس، بينما تقع الزنتان على بعد نحو 160 كلم جنوب غرب طرابلس وتعتبر القوة العسكرية التي تمثل هذه المدينة احدى اقوى المجموعات المسلحة في ليبيا.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية