مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

اعتداء نيس يهيمن على افتتاح قمة اوروبا-آسيا

المشاركون في قمة اوروبا-آسيا يقفون دقيقة صمت تكريما لضحايا اعتداء نيس في 15 تموز/يوليو 2016 afp_tickers

القى اعتداء نيس بظلاله على قمة اوروبا-آسيا التي افتتحت في منغوليا الجمعة وطغى على رفض بكين قرار محكمة التحكيم الدولية الذي اسقط الادعاء باحقيتها في بحر الصين الجنوبي.

والقمة التي تنعقد مرة كل عامين وتحيي الذكرى العشرين لانطلاقها، يفترض ان تكون مكانا لتعزيز التعاون في منطقة اوراسيا واستكشاف السبل لتقوية النظام الدولي للاتفاقات التي تحكم كل شيء من التجارة الى الطيران المدني.

وكانت مناقشة جهود مكافحة الارهاب على جدول الاعمال، لكنها اتخذت طابعا اكثر الحاحا بعد الاعتداء الذي وقع في نيس جنوب فرنسا ونفذه سائق شاحنة دهس جمعا من الناس كانوا يحيون العيد الوطني مما اوقع 84 قتيلا على الاقل، واعتبره الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند هجوما “ارهابيا”.

وشارك قادة وممثلون عن حكومات من ايرلندا الى اندونيسيا في دقيقة صمت حدادا على ارواح الضحايا في افتتاح القمة في اولان باتور.

وقال رئيس المجلس الاوروبي دونالد توسك “من المفارقة المفجعة ان المستهدفين في هذا الهجوم كانوا اشخاصا يحتفلون بالحرية والمساواة والاخوة”.

واضاف “اليوم نحن جميعا، اوروبا وآسيا، نقف متحدين مع الشعب الفرنسي وحكومته. ندين هذه المأساة ونواصل حربنا ضد العنف المتطرف والكراهية”.

وقال رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي ان “الارهاب المقزز الذي يحصد الابرياء لا يمكن التسامح معه”، بحسب وكالة جيجي برس. فيما اكدت المستشارة الالمانية انغيلا ميركل وقوف بلادها “الى جانب فرنسا في مكافحة الارهاب”.

وقالت ميركل “نحن جميعا في حالة صدمة” واضافت “تكاد تعجز الكلمات عن وصف” شعور حلفاء فرنسا.

ووصف وزير خارجية فرنسا جان-مارك ايرولت الهجوم ب”المأساة” وقال ان قادة العالم اعربوا عن “تضامن عفوي وصادق مع الشعب الفرنسي”.

وقال لوكالة فرانس برس قبيل عودته المبكرة الى فرنسا مختصرا زيارته للمشاركة في القمة “العالم بأسره يشارك فرنسا محنتها”.

كما اعرب رئيس الوزراء الصيني لي كه شيانغ عن تعاطفه مع الضحايا.

– خلاف حول البحر –

والقمة هي اول تجمع دولي كبير منذ قرار محكمة التحكيم في لاهاي بشأن عدم احقية بكين في بحر الصين الجنوبي.

والصين التي قاطعت جلسات المحكمة، قالت انها لن تحترم قرارا اتخذته هيئة تعتبرها غير شرعية. وقالت ايضا ان المسألة لا يجب تناقش في قمة اسيا-اوروبا (اسيم).

غير ان القادة وفي اشارة غير مباشرة للجدل، تحدثوا عن اهمية احترام الاطر القانونية الدولية التي هي اساس التعاون بشأن الارهاب، ومسائل اخرى.

وقال توسك “الحوار والالتزام القوي بقوانين النظام الدولي ضروريان”.

والفيليبين التي رفعت القضية في لاهاي، قالت انها تعتزم اثارتها في القمة.

وسيناقش وزير الخارجية برفيكتو ياساي مقاربة مانيلا السلمية لحل الخلاف عبر الاطر القانونية و”ضرورة ان تحترم الاطراف القرار الاخير” في القمة، بحسب مكتبه.

وفيتنام – التي قد تستفيد في خلافها حول بحر الصين مع بكين من قرار محكمة التحكيم – ستتحدث ايضا عن “كافة انواع القضايا” في القمة، بحسب وزير خارجيتها بام بنه منه.

وقال لوكالة فرانس برس في اولان باتور حيث توافدت الشخصيات الخميس “نرحب بجائزة التحكيم”.

وهناك خلاف آخر على اراض بين اليابان وبكين، ومن المتوقع ان يلتقي آبي وياساي بعد الظهر.

وتأتي الانتقادات فيما تسعى بكين، العضو الدائم في مجلس الامن الدولي، لتواجد اكبر على الساحة الدبلوماسية الدولية.

ومن المواضيع الاخرى على جدول اعمال القمة مسألة خروج بريطانيا من الاتحاد الاوروبي.

وقال وزير الخارجية الفرنسي انه يسعى لطمأنة الدول الاسيوية الى مستقبل الاتحاد الاوروبي وأكد لهم “نريد المحافظة على اوروبا قوية”.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية