مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

الأزرق أول مخيم في العالم يعمل بالطاقة الشمسية ليغير حياة اللاجئين الى الأفضل

أطفال في مخيم الأزرق للاجئين السوريين في الأردن يوم 17 أيار/مايو خلال افتتاح محطة الطاقة الشمسية afp_tickers

تجلس رشا الحدار في كرفان صغير بمخيم الأزرق للاجئين السوريين امام مروحة كبيرة مع اطفالها الثمانية مبتسمين وهم يشاهدون التلفاز بعد وصل تيار كهرباء للمخيم من محطة للطاقة الشمسية ليكون بذلك أول مخيم في العالم يعمل بهذه الطاقة.

وتقول الحدار، وهي ترتدي عباءة وشالا أسودا وتجلس على الارض على بعض السجاد والفرش والوسائد التي توفرها الامم المتحدة، ان “حياتنا الآن اصبحت أسهل وأحسن، لقد عشنا فترات صعبة للغاية دون كهرباء”.

وتضيف “تخيل نفسك تعيش في هذه الصحراء وفي اجواء الصيف اللاهب بدون مروحة وماء بارد وبدون تلفاز وانارة، الآن الوضع تغير فالكهرباء لا تنقطع على الأقل اصبح بامكاننا شرب كاس ماء بارد في هذا الحر”.

ولدى الحدار، وهي من حمص (وسط سوريا)، ثمانية اطفال اكبرهم 14 عاما واصغرهم ثلاث سنوات وقد لجأت الى الاردن مع عائلتها منذ نحو عام ونصف.

وتهز ابنتها عائشة ذات الستة اعوام ابن جيرانها حازم ذو الاشهر القليلة امام التلفاز مستمتعان ببعض الهواء المندفع من المروحة فيما تقارب الحرارة خارجا نحو اربعين درجة مئوية.

وقد تصل درجة الحرارة في مخيم الأزرق للاجئين (نحو 100 كلم شمال – شرق عمان) 50 درجة مئوية خلال الصيف لوقوعه بمنطقة صحراوية فيما البرد قارس شتاء.

ودشنت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين الاربعاء محطة الطاقة الشمسية التي اقيمت حديثا في مخيم الأزرق بكلفة تقارب 9 مليون دولار.

وستوفر المحطة الكهرباء بشكل جزئي لسكان المخيم، الذين يقارب عددهم 35 الفا بقدرة 2 ميغاواط لتخدم في هذه المرحلة 20 ألف لاجئ على ان تتبعها مرحلة اخرى.

وتنتشر مئات ألواح جمع الطاقة الشمسية بالقرب من الشارع الرئيسي للمخيم بشكل متناسق وتحت أشعة الشمس الحارقة أقيمت بالتعاون مع مؤسسة آيكيا السويدية.

وقالت كيلي كليمنتس، نائب المفوض السامي لسؤون اللاجئين في الامم المتحدة خلال حفل التدشين الرسمي للمحطة ان “هذا اول مخيم للاجئين في العالم يستخدم الطاقة المتجددة”.

واضافت “هذا سيوفر كثيرا من كلفة التشغيل للمخيم وبذلك سنتمكن من استثمار المال الذي نوفره في سبل اخرى لدعم اللاجئين”.

واشارت الى ان المحطة “توفر طاقة نظيفة ومتجددة ودائمة (…) كما انها ستحسن من التعليم الابتدائي للعديد من الاطفال اللاجئين”.

واصبح بامكان قاطني المخيم توصيل الثلاجة والتلفاز والمروحة بالإضافة إلى الإنارة وإمكانية شحن هواتفهم، وهو أمر بالغ الأهمية لهم للبقاء على تواصل مع أقاربهم في الخارج.

– حياة أقرب الى الطبيعية رغم المعاناة –

وافتتح مخيم الأزرق في نيسان/ابريل عام 2014 وكان نقص الكهرباء أحد التحديات الرئيسية التي يواجهها سكانه، ما يجعل الأنشطة اليومية صعبة مثل الطهي وغسل الملابس والدراسة أو حتى الخروج ليلا الى المراحيض.

وساهم ايصال التيار الكهربائي المستمر ومجانا من المحطة في كانون ثاني/يناير 2017 في تحسين معيشة سكان المخيم وتوفير ما يتجاوز 1,5 مليون دولار سنويا من كلفة تشغيل المخيم.

اثناء تجوالك في السوق وسط المخيم سيكون من الصعب عليك خصوصا في الجو الحار تجاهل محل “حلويات الخير” الذي تزهو بوابته بثلاجة كبيرة للايس كريم بالبسكويت قبل تقديمها بالاضافة الى العصائر المثلجة.

ويقول عامر العقلة (32 عاما) “جئنا من درعا الى الاردن عام 2013 ولأول مرة أشعر بان الحياة باتت أقرب الى الطبيعية رغم معاناتنا كلاجئين”.

ويضيف وهو يسكب المثلجات لطفلة ترتدي حجابا ابيضا امام محله “كان وضعنا سيئا جدا قبل توفر الكهرباء بشكل مستمر، محلنا يعتمد بشكل أساسي على التبريد وطبعا هذا يحتاج الى تيار كهربائي مستمر”.

وتابع “عملنا أسهل بكثير مع توفر الكهرباء، اين كنا وأين أصبحنا”.

اما فريدة التي تجلس في بقالتها قرب المروحة فيما تهدر اصوات ثلاجات الماء والالبان والمشروبات الغازية، فتقول لفرانس برس “كانت المعاناة كبيرة جدا الآن اصبحت حياتنا أسهل بكثير بوجود الكهرباء”.

وتضيف الثلاثينية القادمة من ريف حماة (شمال شرق دمشق)، والبالغ عدد افراد اسرتها 10 افراد اضافة الى ضرتها، ان “التبريد في السابق كان مهمة شبه مستحيلة فقد كانت سيارة توزع قوالب الثلج على السوق لتبريد البضائع”.

وتضيف مبتسمة “الآن هناك ثلاجات وهناك مروحة وهناك تلفاز، حياة مختلفة”.

وبحسب الامم المتحدة، هناك نحو 630 الف لاجئ سوري مسجلين في الاردن بينما تقول المملكة انها تستضيف نحو 1,4 مليون لاجئ منذ اندلاع النزاع في سوريا في آذار/مارس 2011.

ولا يزال الاردن يقيم علاقات دبلوماسية مع سوريا التي يشترك معها بحدود يقارب طولها 370 كيلومترا.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية