مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

الأفغان يطالبون بوقف دائم لإطلاق النار قبل مباحثات السلام

بائع أفغاني يحمل شماما بانتظار زبائن قبل عيد الأضحى في سوق للفواكهة في كابول في 28 تموز/يوليو 2020 afp_tickers

رحّب الأفغان الأربعاء بوقف إطلاق للنار مدته ثلاثة أيام، لكنّ طالبوا بأن يكون دائما، وذلك بعدما أعلنت الحكومة وحركة طالبان عن هدنة لبدء مفاوضات مباشرة خلال أسبوع.

وأعلن الغريمان الثلاثاء وقفا مؤقتا لإطلاق النار يبدأ أول أيام عيد الأضحى الجمعة ويستمر خلال العطلة، في ثالث هدنة فقط خلال الحرب المستمرة منذ 19 عاما.

وقال صاحب متجر في كابول يدعى علي إنّ ثلاثة أيام ليست كافية. وصرح لوكالة فرانس برس “نريد سلاما إلى الأبد”. واضاف “لنا الحق في العيش بسلام مثل باقي البلاد، نريد أن يتقدم بلدنا. جميعنا من كبار وصغار، مرهقون من هذه الحرب”.

وعرضت طالبان التي رفضت لعبر سنين بحزم دعوات الحكومة لوقف إطلاق النار وضاعفت هجماتها حتى بعد توقيع اتفاق مع الولايات المتحدة، الهدنة بعدما تحدث الرئيس الأفغاني أشرف غني عن تحقيق تقدم في عملية تبادل السجناء التي عرقلت بدء المحادثات.

وقال غني أثناء خطاب أدلى به في القصر الرئاسي “للتعبير عن التزام الحكومة بالسلام، ستستكمل جمهورية (أفغانستان) الإسلامية قريبا إطلاق سراح 5000 سجين من طالبان”، في إشارة إلى عدد متمردي الحركة المحتجزين لدى السلطات والذين كان من المفترض أن يتم الإفراج عنهم بموجب اتفاق أبرمته طالبان مع واشنطن في شباط/فبراير.

وتعد عملية تبادل السجناء حاسمة لجهة إطلاق المفاوضات.

وأضاف غني “نتطلع عبر هذه الخطوة لبدء المفاوضات المباشرة مع طالبان خلال نحو أسبوع”.

وقال المتحدث باسم الرئاسة صديق صديقي لفرانس برس إن كابول ستلتزم وقف إطلاق النار، لكنه حذّر من أن الهدنة ليست كافية.

وصرّح “يطالب الشعب الأفغاني بوقف دائم لإطلاق النار وبدء محادثات مباشرة بين طالبان والحكومة الأفغانية”.

وأعربت فوزية كوفي الناشطة الحقوقية البارزة وعضو فريق التفاوض الحكومي على تويتر عن “أملها التوصل لإطلاق نار دائم”.

وتمنى المهندس المدني احمد جاويد احمدي وقفا دائما لإطلاق النار يتبعه “سلام للأبد”.

ورحب كبار المسؤولين الأميركيين بهذه التطورات بما فيهم المبعوث الأميركي الخاص لأفغانستان زلماي خليل زاد الذي وصل كابول الأربعاء كجزء من جولة في المنطقة للدفع بعملية السلام إلى الأمام.

– حصيلة قتلى مرتفعة-

وألمحت الحركة الجهادية المسلحة الاسبوع الماضي أنها مستعدة أيضا للتفاوض بعد عطلة العيد.

وأمر المتحدّث العسكري باسم طالبان ذبيح الله مجاهد في بيان عناصر الحركة “بالامتناع عن تنفيذ أي عمليات ضد العدو خلال أيام عيد الأضحى الثلاثة (…) حتى يقضي السكان العيد باطمئنان وسعادة”.

لكنه أضاف أن أي هجوم “يشنّه العدو” سيقابل بالقوة.

وستكون الهدنة حال تطبيقها ثالث وقف رسمي لإطلاق النار منذ اندلعت الحرب في أفغانستان عام 2001. وتم وقف إطلاق النار في حزيران/يونيو 2018 وأيار/مايو هذا العام.

وأثار وقف إطلاق النار سابقا ارتياحا في جميع أنحاء أفغانستان، لكنه لم يدم طويلاً، إذ استأنف المتمردون بعد ذلك مباشرة الهجمات شبه اليومية.

ونصّ الاتفاق الذي أبرمته طالبان مع واشنطن في 29 شباط/فبراير على مغادرة جميع القوات الأجنبية أفغانستان خلال الأشهر القادمة مقابل عدة تعهّدات أمنية قدّمها المتمردون.

كما نص على بدء طالبان وكابول محادثات سلام مباشرة في العاشر من آذار/مارس، بعد استكمال عملية تبادل السجناء.

لكن الموعد انقضى وسط سجالات سياسية في كابول وخلافات بشأن تبادل السجناء، إذ أشارت السلطات الأفغانية إلى أن بعض سجناء طالبان الذين أطلق سراحهم عادوا للقتال.

وركز غني الضوء على حصيلة المدنيين والعسكريين الذين لقوا حتفهم منذ أبرم الاتفاق وأعلن مقتل أكثر من 3500 جندي أفغاني. كما أفاد أن 775 مدنيا قتلوا بينما أصيب 1609 آخرون بجروح.

وحمّلت بعثة الأمم المتحدة لتقديم المساعدة في أفغانستان حركة طالبان المسؤولية عن نحو نصف الضحايا المدنيين خلال النصف الأول من 2020، وحمّلت القوات الأفغانية المسؤولية عن نحو ربعهم.

ويقول مراقبون إن إراقة الدماء الأخيرة تسلط الضوء على تصميم طالبان على الضغط من أجل الحصول على سيطرة واسعة النطاق في أفغانستان، وتؤكد ضعف ما تستطيع الولايات المتحدة فعله لوقفها.

وقال نيشانك موتواني نائب مدير وحدة البحث والتقييم في أفغانستان إن الاتفاق بين الولايات المتحدة وطالبان “لم يكن يستهدف إحلال السلام في أفغانستان، بل تسهيل خروج يحفظ ماء وجه القوات الأميركية من أفغانستان”.

وتابع “تعتقد طالبان بشكل أساسي أنها حققت انتصارا”.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية