مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

الاتحاد الاوروبي يضرب الاقتصاد الروسي وهجوم للقوات الاوكرانية في شرق البلاد

يتفقدون الاضرار جراء القصف في دونيتسك في 29 تموز/يوليو 2014 afp_tickers

قرر الاوروبيون الثلاثاء ضرب الاقتصاد الروسي لارغام الرئيس فلاديمير بوتين على وقف دعمه للقوات الانفصالية الموالية لروسيا في شرق اوكرانيا حيث تشن القوات الاوكرانية هجوما وتتقدم على الارض.

وتبنى سفراء الدول ال28 في بروكسل لاول مرة سلسلة تدابير لوقف وصول المؤسسات والمصارف الروسية الى اسواق المال الاوروبية وحظر اي بيع جديد لروسيا للاسلحة والتكنولوجيا الحساسة في مجال الطاقة والمعدت ذات الاستخدام المزدوج العسكري والمدني.

واتخذت القرارات بالاجماع كما قال رئيس الوزراء الفنلندي الكسندر ستاب على مدونته. لكن رئيسة ليتوانيا داليا غريبوسكايتي ترى انها لا تذهب بعيدا كفاية وطالبت بتحرك اوروبي اكثر تصميما حيال موسكو.

وصرحت لوكالة فرانس برس “العقوبات الجديدة خطوة الى الامام. لكنها جاءت متاخرة وهي غير كافية. فهي لم تمنع صفقة بيع سفن ميسترال لروسيا”.

والتدابير المتخذة لن يكون لها مفعول رجعي في مجال الدفاع ولن تتعلق سوى بالعقود الجديدة ما يتيح لفرنسا بيع حاملتي مروحيات ميسترال لروسيا. وكانت باريس تعرضت لانتقادات لرفضها الغاء هذا العقد المبرم في 2011 بقيمة 1,2 مليار يورو.

وقال رئيس وزراء فنلندا ان العواصم اصرت على ان يكون وقع العقوبات على اقتصاداتها “الاكثر توازنا”.

وقرر الاوروبيون ايضا تجميد ارصدة اربعة رجال اعمال روس مقربين من الرئيس بوتين متهمين بالاستفادة من ضم شبه جزيرة القرم او دعم بشكل ناشط زعزعة الاستقرار في شرق اوكرانيا.

واعلن وزير الخارجية الاميركي جون كيري الثلاثاء ان واشنطن تستعد لفرض عقوبات جديدة على روسيا وانه “يمكن اعلانها اعتبارا من اليوم”.

وقال كيري “نحن وشركاؤنا الاوروبيون سنتخذ تدابير اضافية وسنفرض عقوبات اكبر على قطاعات اساسية في الاقتصاد الروسي اذا اقتضى الامر”.

وهدف العقوبات اكده الاثنين الرئيسان الفرنسي فرنسوا هولاند والاميركي باراك اوباما والمستشارة الالمانية انغيلا ميركل ورئيسا الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون والايطالي ماتيو رينزي وهو الضغط على الرئيس الروسي لارغامه على اغلاق الحدود مع اوكرانيا لمنع نقل الاسلحة الى الانفصاليين في اوكرانيا وارغامهم على التفاوض مع سلطات كييف.

وقال هيرمان فان رومبوي رئيس المجلس الاوروبي الثلاثاء ان العقوبات الاقتصادية الواسعة التي فرضها الاتحاد على روسيا هي “تحذير قوي” ولكن يمكن العودة عنها اذا ما غيرت موسكو مسارها في اوكرانيا.

وشدد الاتحاد الاوروبي موقفه منذ اسقاط الطائرة الماليزية في شرق اوكرانيا في 17 تموز/يوليو بصاروخ اطلقه الانفصاليون الموالون لروسيا.

وهذا الحادث الذي ادى الى مقتل 298 شخصا بينهم حوالى 200 هولندي، دفع بالاوروبيين الى ضرب الاقتصاد الروسي في حين كانوا منقسمين حول هذا الموضوع والانتقال الى “المرحلة 3” من عقوباتهم.

وكثفت القوات الاوكرانية هجماتها في الايام الماضية واعلنت الثلاثاء استعادة بلدة ستيبانيفكا على بعد 80 كلم شرق دونيتسك. وهذه المنطقة الواقعة بين الحدود الروسية وموقع تحطم الطائرة الماليزية في 17 تموز/يوليو شهدت معارك عنيفة في الايام الاخيرة.

ولليوم الثالث على التوالي عدل الخبراء الهولنديون والاستراليون عن التوجه الى مكان تحطم الطائرة حيث لا يزال الحطام والجثث، وكل يوم يمر يجعل التحقيق في الكارثة الجوية اكثر تعقيدا.

واتصل رئيس الوزراء الهولندي مارك روت بالرئيس الاوكراني بترو بوروشنكو ليطلب منه وقف المعارك قرب موقع تحطم الطائرة الذي يشكل بحسب موسكو انتهاكا للقرار الذي تم التصويت عليه في الامم المتحدة بعد المأساة التي اوقعت 298 قتيلا.

وقال اندري ليسنكو المتحدث العسكري الاوكراني ان “العسكريين الاوكرانيين لا يقاتلون في موقع الكارثة. يسيطر الارهابيون على هذه المنطقة”.

واضاف ان القوات الاوكرانية “تقوم بكا ما في وسعها لتحرير هذه المنطقة” مشيرا الى ان 10 عسكريين اوكرانيين قتلوا في الساعات ال24 الاخيرة.

وفي الجانب الروسي يتوقع ان يتوجه مراقبون من منظمة الامن والتعاون في اوروبا الثلاثاء الى مركزين حدوديين مع اوكرانيا يشتبه في ان يستخدما لتهريب الاسلحة.

وقال مصدر قريب من المفاوضات لوكالة فرانس برس ان “المسؤولين الاوروبيين يعلمون خطر الرد الروسي لكنهم حسموا امرهم بعد عمل لا يغتفر وطريقة تعامل الرئيس بوتين معه”.

وحذرت مؤسسات عديدة من ان نشاطاتها قد تتاثر جراء العقوبات الجديدة على روسيا وبينها مجموعة بي بي النفطية المساهمة بمستوى 19,75% في روزنفت الروسية.

وقالت المجموعة “قد يكون لذلك اثار سلبية مهمة على علاقاتنا مع روزنفت واستثمارنا في هذه المجموعة وعلى اهدافنا الاستراتيجية في روسيا ووضعنا المالي ونتيجة عملياتنا”.

حذر صندوق النقد الدولي الثلاثاء من ان المصارف الاجنبية وخصوصا الفرنسية تواجه “مخاطر متزايدة من ناحية العجز عن السداد” في روسيا بسبب تصاعد ازمة اوكرانيا.

ووفقا للصندوق، تملك المصارف النمسوية الحجم الاكبر من الديون الروسية “نسبيا وفقا لحجم اصولها” وبالتالي “فهي الاكثر عرضة” لهذا الخطر.

والتوتر الناجم عن حادث اسقاط الطائرة الماليزية هز الاسواق المالية الروسية التي لم تتعاف بعد من هروب رؤوس الاموال اثر ضم موسكو لشبه جزيرة القرم. ورغم الاعلان المفاجىء الثلاثاء للبنك المركزي الروسي عن رفع الفوائد لتهدئة الاوضاع تراجع الروبل الى ادنى مستوياته منذ شهرين امام اليورو.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية