مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

الازمة السورية تهيمن على مقابلة مع ماكرون بعد عام من انتخابه

الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون في مؤتمر صحافي في بروكسل في 23 آذار/مارس 2018 afp_tickers

جاءت الضربات العسكرية على سوريا لتشوش على برنامج المقابلة التلفزيونية التي ستُجرى مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مساء الأحد بعد نحو عام من انتخابه، إذ بات عليه الآن تبرير قراره توجيه ضربة عسكرية في سوريا إلى جانب واشنطن ولندن.

وكانت هذه المقابلة المطوّلة التي تبدأ في الساعة 20,35 (18,35 ت غ) على شبكة “بي إف إم تي في” وإذاعة مونتي كارلو وموقع ميديابارت مقررة قبل قرار تنفيذ ضربات جوية ليل الجمعة السبت على مواقع للنظام السوري.

لكن بعد تنفيذ الغارات، فإن ماكرون سيتوجه إلى الشعب الفرنسي بصفته قاد عملية عسكرية، بعدما اعتبر أن دمشق تجاوزت “خطا أحمر” مع هجوم كيميائي اتهمت بتنفيذه في 7 نيسان/أبريل في دوما قرب دمشق.

واستهدفت الضربات التي نفذت مع الولايات المتحدة وبريطانيا مواقع على ارتباط ببرنامج الأسلحة الكيميائية السورية، وفتحت صفحة جديدة من التوتر مع روسيا التي يزورها ماكرون في نهاية أيار/مايو.

واعتبر ماكرون السبت انه بعد الضربات، على مجلس الامن الدولي “ان يتخذ الان، موحدا، المبادرة على الصعد السياسية والكيميائية والانسانية”. وتشاور الرئيس الفرنسي مجددا السبت هاتفيا مع نظيره الاميركي دونالد ترامب ورئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي.

وهذه أول مرة منذ انتخابه في أيار/مايو 2017، يأمر ماكرون بتنفيذ عملية عسكرية واسعة النطاق. وقال مساعد مدير معهد الأبحاث الاستراتيجية برونو تيرتريه لوكالة فرانس برس إن الضربات “قد لا تخلو من الانعكاسات التي ستكون لصالح السلطة التنفيذية لجهة إظهار قوتها وقدرتها على الإيفاء بوعودها”.

وستكون المقابلة فرصة تسمح للرئيس بالردّ على الانتقادات الأولى التي وجهت إلى هذا التدخل من غير أن تصل إلى حد تشكيل جبهة موحدة في فرنسا.

وتشهد الجمعية الوطنية الفرنسية ومجلس الشيوخ الفرنسي الاثنين نقاشا من دون تصويت للضربات على سوريا، بحسب ما اعلنت مصادر برلمانية.

– مواضيع أخرى –

أما المواضيع الراهنة الأخرى، فمن المتوقع بالطبع أن تتراجع أهميتها، وخصوصا الإضرابات التي تهز قطاع سكك الحديد والنقل الجوي والجامعات، وقد أدت إلى تراجع التأييد للحكومة في استطلاعات الرأي.

وسبق أن عرض ماكرون قسما كبيرا من برنامجه الإصلاحي الليبرالي التوجه ويعتزم الاستمرار في شرحه، لكن يتحتم عليه إقناع الرأي العام بالتدابير التي يدعو إليها، إذ تشير استطلاعات الرأي إلى أن الفرنسيين يجدون صعوبة في رؤية ما قامت به السلطات بنظرة شاملة.

وبحسب استطلاع للرأي أجري في فرنسا ونُشر السبت، يعتبر شخصان من ثلاثة أن السياسة المتبعة منذ عام في فرنسا “مناسبة للأكثر ثراءً”.

والخميس تحدث ماكرون في مقابلة مع قناة “تي اف 1” خصوصا عن اصلاح الشركة الوطنية الفرنسية لسكك الحديد (اس ان سي اف) التي لا يزال العمال فيها مستمرين في اضراب متقطع احتجاجا على هذا الاصلاح.

ويقدم الرئيس ماكرون الذي تعهد إحداث “تحول عميق في فرنسا”، على مجازفة كبرى في هذا الملف المهم الذي سبق أن تراجعت أمامه العديد من الحكومات السابقة ولا سيما الحكومة اليمينية في 1995 حين شل إضراب واسع البلاد على مدى أسابيع.

وتطرق ماكرون أيضا في المقابلة السابقة إلى موضوع محاربة الارهاب والتطرف وتحديد الحدّ الأقصى للسرعة على الطرقات الثانوية بـ80 كيلومترا في الساعة.

وقد تتناول مقابلة الأحد مواضيع أخرى مثل “رؤية الجمهورية، السياسة الاقتصادية”، بحسب أعضاء حزبه “الجمهورية الى الامام”، بالاضافة الى مشروع القانون المثير للجدل حول اللجوء والهجرة الذي ستناقشه الجمعية الوطنية الفرنسية اعتباراً من الاثنين والذي يثير التحفظ حتى داخل حزبه.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية