مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

الاشتراكي راما يتجه الى الفوز بولاية ثانية في البانيا

موظفون يتسلمون صناديق الاقتراع بعد انتهاء عمليات التصويت في احد مراكز الاقتراع في تيرانا في 25 حزيران/يونيو 2017 afp_tickers

يتجه رئيس الوزراء الاشتراكي ايدي راما نحو الفوز بولاية ثانية في الانتخابات ألالبانية الاثنين، ما قد يشكل فرصة له ليفتتح مفاوضات الانضمام الى الاتحاد الأوروبي.

وبعد فرز الاصوات في نصف مراكز الاقتراع، حصل الحزب الاشتراكي على نصف الاصوات، متقدما على الحزب الديموقراطي (يمين) بزعامة لولزيم باشا الذي حصل على 28% من الاصوات.

وقد لا يحتاج راما (53 عاما) الذي يحكم البانيا منذ 2013 الى حليفه الحالي حركة التكامل الاشتراكي (15 في المئة) للحكم، فحصوله على الغالبية المطلقة (71 نائبا) من اصل 140 بات في متناول اليد.

واذا كان المسؤولون يلتزمون عدم التعليق في انتظار النتائج الرسمية مساء، الا ان وسائل الإعلام الألبانية لا تتوخى الحذر مشيدة ب”انتصار الاشتراكيين” حسب صحيفة “غازيتا شكيبتار” حتى ان منافستها “تيما” ذكرت ان ايدي راما “فاز بولاية ثانية مع غالبية ساحقة في البرلمان”.

ورغم ان راما لم يعلن فوزه، لكنه واجه صعوبة في إخفاء ارتياحه سواء لدى مغادرته مكتبه مبتسما او على فيسبوك.

– “فشل ذريع لليمين” –

وقال المحلل المستقل ألكسندر سيبا ان “رئيس الوزراء ايدي راما نجح في اقناع ألالبان انه بحاجة الى ولاية ثانية لكي ينفذ الإصلاح القضائي وفرض سيادة القانون”.

وهذه شروط اساسية وضعتها بروكسل من اجل فتح مفاوضات الانضمام. وألبانيا رسميا مرشحة للاتحاد الاوروبي منذ العام 2014.

واضاف سيبا، ان راما استفاد أيضا من “الفشل الذريع للمعارضة اليمينية، حتى في معاقلها التقليدية”، واعاد ذلك جزئيا الى “ضعف زعيما الجديد”، لولزيم باشا (43 عاما).

وفشل هذا المحامي بالحلول مكان الشخصية السياسية البارزة سالي بريشا (72 عاما).

واعتبر دريتان تولا ممثل البعثة الوطنية لمراقبة الانتخابات ان عملية الاقتراع “كانت هادئة” وبعض “التجاوزات المحدودة” التي تم رصدها “لا يبدو انها تؤثر في نوعية العملية الانتخابية”.

واكد المراقبون الدوليون في منظمة الامن والتعاون في اوروبا ان “الحريات الاساسية تم احترامها” و”تمكن المرشحون من خوض حملاتهم بحرية”، رغم انها اسفوا “للتسييس المستمر للادارات الانتخابية والمؤسسات” اضافة الى “انتشار مزاعم عن شراء اصوات وضغط على الناخبين”.

ولكن لا يمكن مقارنة هذه الامور مع ما شهدته البانيا منذ انهيار الشيوعية في بداية تسعينات القرن الفائت. وهو تحسن مرحب به لاقناع بروكسل بفتح طريق المفاوضات.

وقالت الناخبة ديلبيري كاني (60 عاما) في تيرانا “لم نتعرض لاي ترهيب لقد صوتنا بحرية. امل فعلا بان يرتسم مستقبل افضل لابنائنا”.

وعلق غنتيان ريزي وهو محام في التاسعة والثلاثين “امل بان تبدأ البانيا هذا العام عملية اندماجها مع الاتحاد الاوروبي”.

بالنسبة لايدي راما، فان البلاد تشق طريقها باتجاه أوروبا منذ توليه مقاليد الامور “شيء واحد مؤكد هو بدء علاج السرطان الذي ياخذ البانيا رهينة” في اشارة إلى إصلاح النظام القضائي الفاسد.

لكن المفوضية الأوروبية كشفت مرة أخرى في تقريرها في تشرين الثاني/نوفمبر 2016 أن “الفساد لا يزال مستشريا”.

بالنسبة لكثير من الألبان، فان التنمية الاقتصادية تشكل اولوية. وخيبة الأمل في هذا القطاع يمكن تفسيرها بمشاركة بلغت نسبتها اقل من 50% خصوصا وأن الحزبين الرئيسيين قدما برامج اجتماعية واقتصادية مشابهة تستلهم الليبرالية.

والبانيا احد أفقر البلدان في أوروبا، ويبلغ متوسط الراتب 340 يورو.كما تشكل البطالة التي تصيب واحدا من كل ثلاثة شبان دافعا الى الهجرة.

ومن اصل 2,9 مليون شخص في البلاد، هاجر 1,2 مليون من الألبان.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية