الاعصار ايرما يلحق أضرارا جسيمة بجزيرتين في الكاريبي وبهدد بورتوريكو
عصف الإعصار ايرما بقوة “غير مسبوقة في المحيط الأطلسي” الأربعاء جزيرتي سان بارتيليمي الفرنسية وسان مارتان الفرنسية الهولندية في الكاريبي متسببا بهيجان البحر واقتلاع اسقف المباني وطمر سيارات، وبات الآن يهدد الجزر العذراء وبورتو ريكو.
ويتجه الإعصار المصنف في الفئة 5، الأعلى ضمن سلم قوة الأعاصير، الان الى الجزر العذراء البريطانية “التي سيصلها هذا المساء” بحسب الارصاد الجوية.
وبقيت عين الإعصار البالغ قطرها حوالى 50 كلم عند سان بارتيليمي حوالى ساعة ونصف الساعة قبل أن تطال سان مارتان حيث تسبب في اضرار “هائلة” رغم انه “من غير الممكن تقديرها” حتى الان بحسب وزير الداخلية الهولندي رونالد بلاستيرك.
و لا تملك السلطات حتى الان انباء عن خسائر بشرية والاتصالات صعبة.
وأعلنت الأرصاد الجوية الفرنسية أن البحر “يتدفق بعنف بالغ” على السواحل وأن “المياه تغمر قسما كبيرا من مناطق الساحل المنخفضة”. وبلغت سرعة الرياح بحسب مركز رصد الاعاصير الاميركي 360 كلم في الساعة.
-انقطاع الكهرباء والاتصالات الهاتفية-
وتحدث مراسلا وكالة فرانس برس في سان مارتن وسان بارتيميلي المتحصنين في منزليهما عن طوفان يرافقه وميض البرق واشجار مقتلعة وانقطاع التيار الكهربائي والاتصالات الهاتفية.
وظهرت في مشاهد فيديو سيارات غمرت نصفها المياه ومراكب جانحة.
وعلق صحافي من إذاعة “إر سي إي” الدولية ينزل في أحد فنادق ماريغو في سان مارتان، على موقع فيسبوك واصفا “وضعا كارثيا”.
وتوقع الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الاربعاء ان تكون الحصيلة المتوقعة للاعصار “ثقيلة وقاسية” مشيرا الى “ضحايا”.
وقال اثر زيارة خلية ازمة في وزارة الداخلية “من المبكر جدا تقديم حصيلة بالارقام. يمكنني ان اقول ان هذه الحصيلة ستكون ثقيلة وقاسية وسيكون هناك ضحايا (…) والاضرار المادية في الجزيرتين (الفرنسيتين) كبيرة”.
وكانت وزيرة مقاطعات ما وراء البحار الفرنسية أنيك جيراردان قالت إن الأضرار المادية “جسيمة منذ الآن”، متحدثة عن “اسقف اقتلعت” وابدت “أقصى درجات القلق” على الجزيرتين حيث رفض حوالى سبعة آلاف شخص الاحتماء في ملاجئ.
واضافت “نحن نفكر في الاسوأ ونستعد لذلك”.
وأعلنت الوزيرة على تويتر أنها ستغادر مساء الأربعاء إلى غوادولوب مع “تعزيزات بشرية ومادية جديدة للمنطقة”.
وكان الإعصار الذي أرغم الطائرة التي تقل البابا فرنسيس إلى كولومبيا على تغيير مسار رحلتها، عصف بجزيرة بربادوس في وقت مبكر الأربعاء مصحوبا برياح عاتية بلغت سرعتها 295 كلم في الساعة بحسب المركز الأميركي لمراقبة الأعاصير.
لكن يبدو أن جزيرة غوادولوب الفرنسية الواقعة جنوبا في الأنتيل نجت من الإعصار الذي يوازي حجمه مساحة فرنسا، وقد رفع فيها الإنذار الأحمر صباح الأربعاء.
-بورتو ريكو تستعد-
وبحسب الأرصاد الجوية الفرنسية، فإن إيرما “إعصار تاريخي (…) لا سابق لشدته في المحيط الأطلسي”. ويعتبر الاعصار ايرما أشدّ من الاعصار لويس الذي ضرب جزيرة سان مارتان عام 1995، والإعصار هوغو الذي أسفر عن مقتل 15 شخصا في غوادولوب عام 1989، والإعصار هارفي الذي ضرب تكساس ولويزيانا في الآونة الأخيرة وأدى الى مقتل 42 شخصا متسببا بأضرار مادية بأكثر من مئة مليار دولار.
وبعد الجزر العذراء البريطانية يمر الاعصار شمال بورتو ريكو التي تهطل عليها امطار غزيرة، بحسب مركز الاعاصير. وتم اجلاء السكان من بعض المناطق واحصي حتى الان 799 لاجىء وتوقف التيار الكهربائي عن العمل في بعض المناطق.
وقالت كاتيا رومان في بورتو ريكو “نحن معتادون على الامر من خلال عيشنا هنا على موسم اعاصير يمتد ستة اشهر، لكن انها المرة الاولى التي نختبر فيها اعصارا من هذه الفئة”، في حين طفق السكان يحمون نوافذ منازلهم بالواح.
وأعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب حال الإنذار في الجزر العذراء الأميركية وبورتو ريكو وفلوريدا، فيما بدأت عملية إخلاء جزر كي وست في أقصى جنوب فلوريدا.
وفي مساره يتوقع ان يتفادى الاعصار هايتي والدومينيك ثم كوبا بحسب الارصاد الفرنسية. ويتوقع ان يقترب الاحد من فلوريدا.
وفي ميامي تشكلت طوابير طويلة امام محطات البنزين ونشرت صور على مواقع التواصل الاجتماعي تظهر اقبالا كبيرا على التزود من المتاجر. وحذرت السلطات انها ستلاحق التجار الذين قد يرفعون الاسعار.
في الاثناء أعلن الملياردير ريتشارد برانسون أنه مصمم على ملازمة جزيرته الخاصة “نيكر آيلاند” في الجزر العذراء البريطانية.
وكتب على تويتر “سنحتمي في قبو الخمر الإسمنتي تحت المنزل” مضيفا مازحا “اتوقع ان يقل فيه الخمر عند مغادرتنا”.
