مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

الاف الاشخاص ينزلون الى شوارع باريس للاحتاج على قصف غزة متحدين منعهم من التظاهر

متظاهر يحرق العلم الاسرائيلي في ساحة روبابليك في باريس afp_tickers

رغم الحظر والتحذيرات نزل الاف الاشخاص السبت الى الشارع في وسط باريس للتعبير عن تضامنهم مع الفلسطينيين في تظاهرة محظورة تخللتها حوادث شغب بعد اسبوع من تظاهرات محظورة سابقة شهدت اعمال عنف.

وبعد نحو ساعة ونصف الساعة من الصدامات المحدودة بين قوات الامن والمتظاهرين عاد الهدؤ الى المكان. واستنادا الى معلومات اولية القي القبض خلال التظاهرة على نحو 50 شخصا وضع 30 منهم في الحبس الاحتياطي.

في الوقت نفسه جرت تظاهرات اخرى مؤيدة للفلسطينيين في هدؤ في العديد من المدن الفرنسية الاخرى كما يحدث في كل نهاية اسبوع منذ بدء الهجوم الاسرائيلي على غزة.

وكان القضاء الفرنسي اكد ظهر اليوم قرار حظر تظاهرة باريس الذي اتخذته مديرية شرطة العاصمة التي اعتبرت انها قد تخل بالنظام العام.

ودعا وزير الداخلية برنار كازينوف منظمي التظاهرة الى العدول عنها محذرا من انهم سيكونوا هم “المسؤولين عن اي تجاوزات محتملة يمكن ان تعرضهم لعقوبات جنائية”.

لكن في حوالي الساعة 16,00 (14,00 ت غ) تجمع نحو خمسة الاف شخص في ساحة لا ريبوبليك (الجمهورية) المكان المقرر لانطلاق التظاهرة المحظورة دون السعي الى تنظيم مسيرة. وعلى الاثر القى بعض المتظاهرين مقذوفات على قوات الامن التي ردت باطلاق الغاز المسيل للدموع. وتم تدمير موقف للحافلات والقيت حجارة على المتاجر.

وقامت اعداد كبيرة من قوات الامن بتطويق الساحة مع حشد اكثر من الفي من عناصر الشرطة والدرك في العاصمة. وفي منتصف النهار قامت هذه القوات بايقاف 15 شخصا كاجراء احتياطي عثر مع واحد منهم على الاقل على قبضة حديدية.

وحمل المتظاهرون الاعلام الفلسطينية والرايات الحمراء للحزب الجديد لمناهضة للراسمالية (اقصى اليسار) الذي دعا الى تحدي الحظر.

وهتف المتظاهرون “يجب ان ترحل اسرائيل من فلسطين، انتهى عهد الاستعمار” “اسرائيل قاتلة، هولاند متواطىء” “نحن جميعا فلسطينيون”.

واطلق شبان تسلقوا عمود نور العاب نارية بالوان علم فلسطين واحرقوا العلم الاسرائيلي وسط تصفيق الجماهير.

وذكرت مصادر في الشرطة ان قوات الامن تلقت “تعليمات بالتزام الحزم” والتدخل “بسرعة كبيرة والقيام باعتقالات” وخاصة في حال ترديد “هتافات معادية للسامية”.

ويقول هوغو وهو ناشط شاب في الحزب الجديد لمناهضة الراسمالية الذي كان زعيمه البارز اوليفييه بيزانسينو في الساحة ان “هذه التظاهرة غير شرعية لكنها بالنسبة لنا اكثر من شرعية. انها تعبير عن تضامنا مع شعب يتعرض للذبح”.

وتقول سارة (19 سنة) التي كانت ترتدي قميصا مطبوع عليه عبارة “فلسطين للفلسطينيين” لفرانس برس “نريد ان ندافع عن وجهة نظرنا لاننا لا نستطيع التحرك من اجل فلسطين سوى بالكلام والتظاهر”.

وفي وقت سابق اعتبر الان بوجولا العضو في الحزب الجديد ان “اي تجاوز يحدث اليوم سيكون بالنسبة لنا نتيجة حظر مديرية الشرطة لتظاهرة كنا على استعاد تام لتنظيمها في هدؤ”.

وكان الرئيس فرنسوا هولاند شدد في 14 تموز/يوليو على انه “ليس من الوارد استيراد النزاع الاسرائيلي الفلسطيني” الى فرنسا وذلك غداة تجاوزات بالقرب من كنيس يهودي في حي الباستيل الباريسي عقب تظاهرة مصرح بها. وقد انتقدت بعض الاصوات في البلاد خطه الدبلوماسي الذي اعتبر مؤيدا للفلسطينيين.

ومساء الجمعة وجه رئيس الوزراء مانويل فالز رسالة تهدئة الى مسلمي فرنسا بالتوجه الى مسجد في الضاحية الجنوبية لباريس حيث تناول الافطار مع المصلين الذين اكد لهم “عدم اتباع سياسة الكيل بمكيالين” على حسابهم.

وخلافا لتظاهرات اخرى مؤيدة للفلسطينيين في اوروبا لم تثر اي جدل او خلاف ففي فرنسا ترافقت المعارضة للهجوم الاسرائيلي مع جدل بشان منع السلطات بعض التجمعات وتصاعد النزعة المعادية للسامية.

وفي مواجهة انتقادات اليسار وقسم من المعارضة اليمنية لحظر التظاهرات دافع الرئيس فرنسوا هولاند عن قراره معتبرا انه من الضروي “العمل على احترام النظام الجمهوري ورفض الشعارات التي تعبر عن الكراهية”.

وفي نهاية الاسبوع الماضي جرت تظاهرتين غير مصرح بهما في حي باربيس، شمال باريس، ومدينة سارسيل، شمال العاصمة، جرى خلالهما نهب وتخريب متاجر ومحل بقالة كاشير يهودي.

واعربت منظمتا العفو الدولية وهيومن رايتس ووتش عن قلقهما للقيود التي تفرض على “حرية التجمع”.

وقتل اكثر من الف فلسطيني ، اغلبيتهم الساحقة من المدنيين، واصيب حوالى ستة الاف شخص في قطاع غزة منذ بداية الهجوم الاسرائيلي في 8 تموز/يوليو ، بحسب اجهزة الاسعاف المحلية السبت.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية