مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

الاف السوريين يحتفلون في حلب بالذكرى الاولى لاستعادة النظام السيطرة على المدينة

سوريون يسيرون تحت صور للرئيس بشار الاسد خلال احتفال بالذكرى الاولى لاستعادة مدينة حلب في 21 كانون الاول/ديسمبر 2017 afp_tickers

لا تزال نهيدة حزينة على ابنها الذي قتل في تفجير استهدف احد حواجز الجيش السوري، لكن ذلك لم يمنعها من مشاركة اهالي حلب احتفالهم الخميس بالذكرى الاولى لاستعادة النظام سيطرته على كامل المدينة.

وتقول ربة المنزل نهيدة تورون (49 عاما) “الثمن كان غاليا ولكن مهما قدمنا فهو يرخص للبلد”.

وتضيف “خسرنا اولادنا ورغم الدمار الذي حل فان فرحتنا بالانتصار لا تعوض”.

وقفت نهيدة ترتدي وشاحا اسود ومعطفا بنيا طويلا حاملة صورة ابنها لتشارك مئات من اهالي حلب احتفالات نظمتها المدينة لمناسبة مرور عام على استعادة الجيش السيطرة عليها وخروج الفصائل المقاتلة من احيائها الشرقية.

وبعد عملية اجلاء لالاف من المدنيين والمقاتلين، استعاد الجيش السوري في 22 كانون الأول/ديسمبر 2016 كامل مدينة حلب التي بقيت مقسمة طوال أربع سنوات بين أحياء شرقية تسيطر عليها الفصائل المعارضة واخرى غربية تحت سيطرة قوات النظام.

وتمت عملية الاجلاء بعد عملية عسكرية واسعة للجيش على الأحياء الشرقية، وبموجب اتفاق رعته تركيا، الداعم الرئيسي للمعارضة، وايران وروسيا، ابرز حلفاء دمشق.

وشكلت السيطرة على مدينة حلب أبرز انتصارات الجيش وأكبر انتكاسة للفصائل المعارضة منذ بدء النزاع الدامي في 2011.

– القدس ايضا حاضرة –

على بعد امتار من نهيدة في ساحة سعد الله الجابري التي كانت خط تماس بين الاحياء الشرقية والغربية، تجمع الاف من اهالي حلب وسط جو ضبابي شتوي للتعبير عن فرحتهم ب”الانتصار” حاملين صورا للرئيس السوري بشار الاسد والعلم السوري ولافتات ضخمة كتبت عليها عبارات تشيد بالجيش.

وتوسطت الساحة صورة عملاقة لقلعة حلب الاثرية الى يسارها صورة للاسد والعلم السوري كتب عليها “حلب في عيوني”.

وحمل المحتفلون من نساء ورجال لافتات كتب عليها “الجيش العربي السوري رمز الوطنية والشرف والاخلاص” و”ستبقى سوريا بقيادة الاسد عنوان المقاومة والانتصار”. وذكرت اللافتات ايضا بان “القدس العاصمة الابدية لفلسطين”.

ويقول جمعة صبوح (55 عاما) حاملا صورة لابنه ابراهيم الذي قتل في احدى المواجهات العسكرية في حلب “من المؤكد انني حزنت على ولدي ابراهيم لكن الفرحة بالانتصارات غطت على الحزن”.

واضاف الرجل الذي خطت التجاعيد وجهه الاسمر ويخدم ابناؤه الاخرون في الجيش “قدمنا الكثير من الشهداء لكي نصل الى الامان”.

تضمن الاحتفال استعراض عسكري تلاه مسيرة لمئات الاهالي حاملين صورا لابنائهم الذي قتلوا خلال النزاع يرتدي معظمهم البزة العسكرية.

وتقول نهيدة انها تمكنت الان “من التجول ليلا في احياء حلب” بعدما افتقدت ذلك لسنوات عدة.

ووسط صخب الاغاني الوطنية والزغاريد وقف عبد الرزاق مهنا (28 عاما) حاملا صورة لاشقائه الثلاثة الذين فقدهم خلال النزاع.

ويشير مهنا الى الصورة قائلا “كان لدى والدي اربعة ابناء، زكريا وحيدر وتوفيق وانا، ولكن لم يبق سواي”.

واضاف “الانتصار ليس سهلا، تلزمه تضحية ودماء ومعاناة”.

– مشاركة رغم القذائف –

كان عدد سكان حلب 2,5 مليون قبل النزاع، لكنه تراجع الى نحو 1,5 مليون نسمة، حوصر 250 الفاً منهم في شرق حلب قبل بدء هجوم قوات النظام.

وفقد مهنا الذي يعمل في احدى ورش الالبسة شقيقا كان جنديا في الجيش فيما قتل الاخران بقذائف اطلقتها الفصائل المعارضة.

وقبيل الاحتفال، سقطت قذائف على المدينة ادت الى “ارتقاء شهيدين وإصابة 4 مدنيين نتيجة اعتداء إرهابي على شارع النيل في حلب” بحسب ما اوردت وكالة الانباء الرسمية (سانا).

ونادرا ما تشهد المدينة سقوط قذائف منذ سيطرة القوات الحكومية عليها واستعادتها الحياة وان ببطء وخصوصا في الأحياء الشرقية، بعد إصلاحات أجريت على شبكات المياه والكهرباء، وإزالة جبال الركام من شوارع عديدة واعادة تعبيدها.

واصر رسلان الحاج حسين (52 عاما) على المشاركة رغم سقوط القذائف.

وقال بحماسة “الدم يرخص فداء للوطن (…) عانينا الكثير في المدينة من القذائف ورغم ذلك قاومنا وذهبنا الى اعمالنا”.

وتمنى الحاج حسين الا ينتهي هذا العام “الا وقد انتصرت البلاد وتحرر كل شبر منها”.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية