مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

الالاف يتظاهرون في العاصمة الارمنية ضد سركيسيان

قوات الشرطة الأرمينية الخاصة تقفل أحد الشوارع خلال تجمع للمعارضة في وسط يريفان في 17 نيسان/أبريل 2018. afp_tickers

تجمع 16 الف شخص على الاقل مساء الاربعاء في العاصمة الارمنية يريفان في تظاهرة جديدة مناهضة للرئيس السابق سيرج سركيسيان الذي بات رئيسا للوزراء مع مزيد من السلطات.

وقال النائب وزعيم المعارضة نيكول باشينيان امام الحشد في ساحة الجمهورية بوسط يريفان ان “ثورتنا المخملية تتسع”.

ووضع المتظاهرون الذين هتف بعضهم “ارمينيا من دون سيرج” وقرعوا الطبول، علما لارمينيا بطول ثلاثين مترا في الساحة تعبيرا عن وحدتهم، وفق مراسلة فرانس برس.

من جهتهم، دعا منظمو التظاهرة الى حملة “عصيان مدني” وطنية.

وكان نحو اربعين الف شخص تظاهروا في يريفان ضد سركيسيان الثلاثاء حين انتخبه البرلمان رئيسا للوزراء، وذلك تلبية لدعوة نيكول باشينيان.

وبتوليه رئاسة الوزراء، يبقى سركيسيان في الحكم في الجمهورية السوفياتية السابقة في القوقاز بعدما ترأس البلاد منذ 2008 وانتهت ولايته الرئاسية الثانية والاخيرة، فيما اصبحت صلاحيات الرئيس بروتوكولية بعد تعديل دستوري مثير للجدل.

وقالت احدى المتظاهرات اناهيد اروستوميان (42 عاما) لفرانس برس ان “الوضع في ارمينيا يحض على الثورة. اذا ازداد عدد المحتجين فان سركيسيان سيجبر على الاستقالة”.

ودعا متظاهر اخر هو شافاريش فاردانيان (31 عاما) الى “تغييرات سياسية جدية وحتى جذرية”.

– “بداية ثورة” –

وطوق حوالى الف من المتظاهرين فترة وجيزة في وقت مبكر الأربعاء مقر اقامة سيرج سركيسيان في وسط العاصمة الأرمنية، قبل ان يسيروا في انحاء المدينة على وقع هتافات “ارمينيا من دون سيرج”، منظمين تجمعات في امكنة مختلفة في العاصمة.

ودعت وزارة الداخلية الأرمنية من جانبها في بيان “منظمي التظاهرات الى وقف هذه التحركات غير الشرعية”، محذرة من انهم سيضطرون الى “تحمل مسؤولياتهم” اذا ما تدخلت الشرطة.

واعتقل اكثر من 70 شخصا الاربعاء، كما اعلنت الشرطة.

من جانبه، هنأ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين نظيره الارمني بانتخابه. وقال ديمتري بيسكوف، المتحدث باسم الرئيس الروسي “نرصد الاحداث الجارية في أرمينيا ونأمل في أن يبقى كل شيء في اطار القانون”.

وقد ادخل سركيسيان الذي يعتبر مواليا لروسيا، بلاده في الاتحاد الاوروبي-الاسيوي، وهو اتحاد اقتصادي وجمركي ترأسه موسكو.

وكان باشينيان اعلن الثلاثاء “بداية ثورة مخملية سلمية” داعيا انصاره الى تشكيل “لجان ثورية” في مختلف انحاء البلاد.

وفي تصريح لوكالة فرانس برس، قال المحلل السياسي غويلا فاسادزي، ان “اكثرية ساحقة من الأرمن تريد تغييرات سياسية”. واضاف ان “فرص تحول التظاهرات الى ثورة، ضعيفة، لكن اذا ما اخفقت السلطات في الاستجابة لمطلب الشعب، فلن يتأخر انفجار ثورة”.

من جهته، اعتبر المحلل الآخر ستيبان سفايان ان “حجم التظاهرات يثبت ان الغضب قد ازداد في السنوات الأخيرة”، لكن “المعارضة تفتقر الى الامكانات السياسية لارغام سركيسيان على الاستقالة”.

وتؤكد المعارضة ان التعديل الدستوري هدف فقط الى ابقاء سيرج سركيسيان، الضابط السابق في الجيش والموالي لروسيا، رئيسا منذ 2008 بعدما كان رئيسا للوزراء في 2007-2008.

واقسم الرئيس الجديد ارمين سركيسيان، الذي لا تربطه صلة قرابة بسلفه، اليمين الاسبوع الماضي.

وبدأت التظاهرات الجمعة في يريفان وامتدت منذ ذلك الوقت الى ثاني اكبر مدينتين ايضا في ارمينيا، غيومري وفانادزور.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية