مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

الامم المتحدة تدين مقتل اربعة من عناصرها في أسوأ يوم لها في افريقيا الوسطى

جنود سنغاليون من قوة مينوسكا يقومون بدورية في ضواحي بانغي في 10 كانون الاول/ديسمبر 2015 afp_tickers

دانت الامم المتحدة مقتل اربعة من جنود حفظ السلام التابعين لها في هجوم نسب الى مسلحين من حركة “انتي-بالاكا” في جمهورية افريقيا الوسطى، في أسوأ هجوم يطال بعثتها في البلد منذ انتهاء العملية العسكرية الفرنسية “سانغاريس” في تشرين الاول/اكتوبر 2016.

وقال الامين العام للمنظمة الدولية انطونيو غوتيريش انه يدين “بحزم” الهجوم الذي “تسبب بموت اربعة من جنود حفظ السلام بينما جرح عشرة آخرون ونقلوا الى بانغي”.

واشار الى ان “الهجمات على جنود الامم المتحدة لحفظ السلام يمكن ان تشكل جريمة حرب”، داعيا سلطات جمهورية افريقيا الوسطى الى “اجراء تحقيق لمحاسبة المسؤولين (عن الهجوم) بسرعة امام القضاء”.

وقال الناطق باسم بعثة الامم المتحدة ايرفيه فيرهوسيل “للاسف انه الهجوم الذي ادى الى اكبر عدد من القتلى من جنود السلام التابعين للبعثة”.

وانشئت بعثة الامم المتحدة (مينوسكا) بشكلها الحالي في نيسان/ابريل 2014 بقرار من مجلس الامن الدولي في اوج المجازر بين المجموعات المسلحة التي يشكل المسلمون غالبيتها “سيليكا” وميليشيا “انتي-بالاكا” المسيحية بمعظمها.

وبعد مقتل اثنين من جنود حفظ السلام المغاربة في بداية السنة الجارية، ومعارك ضد مسلحين حول بامباري (وسط) في شباط/فبراير الماضي، منيت قوة الامم المتحدة باكبر الخسائر في هذا العام مساء الاثنين على بعد 470 كلم شرق بانغي بالقرب من الحدود مع جمهورية الكونغو الديموقراطية.

وقتل جندي كمبودي في هذه القوة اولا في تبادل لاطلاق النار بعد مهاجمة مسلحين دورية مشتركة للجيش والشرطة بين بلدتي رافاي وبانغاسو، بحسب ما أفادت البعثة في بيان الثلاثاء.

وفقد اربعة جنود آخرين — ثلاثة كمبوديين ومغربي — بعدما اسرهم المهاجمون.

وقالت البعثة في بيانها انها “تؤكد بأسف ان ثلاثة من الجنود الاربعة الذي فقدوا منذ هجوم امس (الاثنين) عثر عليهم مقتولين”، مشيرة الى ان الجندي “الرابع ما زال مفقودا”.

واضافت انه خلال تبادل اطلاق النار “قتل ثمانية من عناصر انتي-بالاكا”.

– نزع الاسلحة مستحيل –

سادت الفوضى في افريقيا الوسطى في 2013 بعد الاطاحة بالرئيس السابق فرنسوا بوزيزيه من قبل متمردي “سيليكا” الذي ادى الى هجوم مضاد لميليشيا “”انتي-بالاكا”.

وسمح التدخل العسكري لفرنسا (كانون الاول/ديسمبر 2013 – تشرين الاول/اكتوبر 2016) والامم المتحدة بانتخاب الرئيس فوستان ارشانج تواديرا وعودة الهدوء الى بانغي، ولكن ليس داخل البلاد حيث تواصل المجموعات المسلحة القتال بينها للسيطرة على الثروات من ذهب والماس وماشية وغيرها.

ودانت فرنسا، القوة المستعمرة السابقة، الهجوم مؤكدة ضرورة “تحديد المسؤولين لمحاكمتهم”. وقال بيان ان “فرنسا تؤكد دعمها الكامل للعمل الذي تقوم به بعثة الامم المتحدة وقواتها لاحلال الاستقرار في جمهورية افريقيا الوسطى وحماية المدنيين”.

وفي غياب جيش لهذا البلد تحاول بعثة من الاتحاد الاوروبي اعادة بنائه. ويواجه جنودها البالغ عددهم 12 الفا و500 وحدهم مجموعات “سيليكا” و”انتي-بالاكا” منذ انتهاء العملية الفرنسية “سانغاريس”.

وعلى الرغم من الدعوات العديدة التي اطلقها الرئيس تواديرا الى الجماعات المسلحة لتسليم اسلحتها، لا يزال نشاطها يعرقل توصيل المساعدات الانسانية الضرورية في البلد الذي يعد من افقر دول العالم، ويضم 900 الف لاجئ او نازح بينما لا يتجاوز عدد سكانه 4,5 ملايين نسمة.

وكان مكتب تنسيق العمليات الانسانية التابع للامم المتحدة (اوشا) قال مطلع الشهر الجاري ان “العنف الذي ساد في الفصل الاول من 2017 بات يؤثر بشكل مباشر على الجهات الفاعلة في القطاع الانساني”.

واضاف ان “اربع منظمات انسانية كبرى اتخذت قرار تعليق نشاطاتها مؤخرا في المناطق حيث بلغت التهديدات لها ذروتها”.

وقالت البعثة في بياناتها ان الهجوم على جنودها هو “جريمة حرب”.

ويفترض ان تبدأ محكمة جنائية خاصة، تضم قضاة من افريقيا الوسطى واجانب، اعمالها قريبا.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية