مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

الامم المتحدة تعلن تأجيل المحادثات اليمنية لغياب المتمردين

يمنيون يتظاهرون للتنديد بالنزاع عشية محادثات الكويت، في تعز الاحد 17 نيسان/ابريل 2016 afp_tickers

قررت الامم المتحدة تاجيل المفاوضات بين الاطراف اليمينية التي كان مقررا اجراؤها الاثنين في الكويت الى اجل غير مسمى بسبب غياب وفد المتمردين الذين حضتهم على عدم اضاعة فرصة البحث عن حل للنزاع.

وكان من المؤمل ان يتم التوصل خلال المباحثات بين حكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي المدعوم من التحالف العربي بقيادة السعودية، والحوثيين وحلفائهم من الموالين للرئيس السابق علي عبدالله صالح، الى حل للنزاع المستمر منذ اكثر من عام، والذي استغلته التنظيمات الجهادية لتعزيز نفوذها.

وكان مصدر مقرب من الوفد الحكومي افاد في وقت سابق اليوم ان وفد المتمردين “متأخر”، وان هؤلاء “يماطلون”.

وفي صنعاء، اكد مصدر مقرب من المتمردين عدم مغادرة الوفد، عازيا ذلك الى “استمرار العدوان السعودي على اليمن”.

وقال رئيس “اللجنة الثورية العليا” محمد علي الحوثي أن “حضورنا إلى الكويت يتطلب الوقف الكامل للعدوان ولا يمكن القبول بشروط ومطالب قبل الوصول إلى حل سياسي يتبعه تفاهم وحوار على التفاصيل وضمان عدم انتهاك الطائرات سيادة الجمهورية اليمنية وألا يستمر العدوان في دعم المرتزقة والإرهابيين في اليمن”.

واستبقت المباحثات بوقف لاطلاق النار بدأ تطبيقه منتصف ليل الاحد الاثنين الماضي، وشابته خروقات عدة رغم تعهد الاطراف احترامه.

كما اعلن موفد الامين العام للامم المتحدة الى اليمن اسماعيل ولد الشيخ احمد انه “نظرا لبعض المستجدات التي حصلت في الساعات الاخيرة، طرأ تأخير على موعد انطلاق مشاورات السلام اليمنية – اليمنية”، دون تحديد مدة زمنية ذلك.

اضاف في بيان لمكتبه “اشكر وفد حكومة اليمن الذي التزم بموعد المباحثات ووصل في الوقت المحدد، واتمنى على ممثلي انصار الله (الحوثيون) والمؤتمر الشعبي العام (الحزب الذي يتزعمه صالح) الا يضيعوا هذه الفرصة التي قد تجنب اليمن خسارة المزيد من الارواح”.

واكد الموفد الدولي “نحن نعمل على تخطي تحديات الساعات الاخيرة ونطلب من الوفود اظهار حسن النية والحضور الى طاولة الحوار من اجل التوصل الى حل سلمي”، مؤكدا ان “الساعات المقبلة حاسمة وعلى الاطراف تحمل مسؤولياتهم الوطنية والعمل على حلول توافقية وشاملة”.

وكان الموفد الدولي اكد امس وجود “توتر كبير” رغم وقف اطلاق النار الذي تعرض لخروقات من الجانبين خلال الايام الماضية.

وافادت وكالة “سبأ” التابعة للحوثيين مساء الاحد ان طيران التحالف “واصل خروقاته لوقف اطلاق النار في العاصمة صنعاء وعدد من المحافظات لليوم السابع على التوالي”.

الى ذلك، افادت مصادر عسكرية اليوم عن مقتل ضابط برتبة عقيد واثنين من جنوده “في هجوم للحوثيين في غرب محافظة مأرب” شرق صنعاء.

كما تواصلت المواجهات في منطقة نهم شمال شرق صنعاء، والتي كانت من ابرز المناطق التي شهدت مواجهات خلال الاسبوع الماضي.

وتهدف المباحثات للبحث عن حل للنزاع الذي اودى منذ آذار/مارس 2015، الى مقتل زهاء 6400 شخص نصفهم تقريبا من المدنيين، وتهجير قرابة 2,8 مليوني شخص، واوضاع انسانية صعبة.

وقال ولد الشيخ الجمعة ان البحث عن الحل سيكون “بما ينسجم والقرار الدولي رقم 2216” الصادر عن مجلس الامن العام الماضي والذي ينص في ما ينص على انسحاب المتمردين من المدن وتسليم الاسلحة الثقيلة.

– مباحثات غير سهلة –

ويشكل تطبيق القرار مطلبا اساسيا للحكومة اليمنية والتحالف، وكان احدى نقاط التباين في جولة المباحثات الاخيرة التي اجريت في سويسرا في كانون الاول/ديسمبر، دون تحقيق اي نتيجة.

لكن تطبيق المتمردين للقرار قد يعتبر هزيمة لهم، كونه يتطلب خروجهم من صنعاء الواقعة تحت سيطرتهم منذ ايلول/سبتمبر 2014.

وقد مكن التحالف القوات الحكومية من استعادة السيطرة على خمس محافظات جنوبية ابرزها عدن. الا ان الحكومة تواجه صعوبة في بسط نفوذها بالكامل في الجنوب، حيث افادت الجماعات الجهادية كتنظيم القاعدة وتنظيم الدولة الاسلامية من الوضع الامني لتعزيز نفوذها.

وفي دليل اضافي على تعقيدات الوضع اليمني، تجمع الآلاف من انصار “الحراك الجنوبي” في عدن الاحد للمطالبة بفصل جنوب البلاد عن شمالها، وعودة اليمن الجنوبي الذي كان دولة مستقلة حتى العام 1990.

– تظاهرة في الجنوب-

ودعي الى اجراء هذه المظاهرة وهي الثانية خلال يومين، مع عقد محادثات السلام اليمنية في الكويت والتي ارجاتها الامم المتحدة بسبب غياب المتمردين الحوثيين الذين كانوا سيجرون محادثات مع الحكومة.

وتحت شعار “الاستقلال خيارنا” تجمع الاف الاشخاص في احد ساحات عدن ورددوا شعارات انفصالية ورفعوا علم اليمن الجنوبي السابق الذي كان دولة مستقلة حتى 1990، بحسب شهود العيان.

وردد المتظاهرون “لا للوحدة” وقد انضم اليهم خصوصا محافظ عدن عيدروس الزبيدي الذي يعتبر مقربا من الحراك الجنوبي.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية