مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

الامم المتحدة تقترح وثيقة من اجل التمهيد لاعداد دستور جديد في سوريا

المتحدث باسم وفد الهيئة العليا للمفاوضات سالم المسلط في جنيف في 13 آذار/مارس 2016 afp_tickers

في اليوم الثاني من المحادثات غير المباشرة في جنيف، التقى موفد الامم المتحدة الخاص الى سوريا ستافان دي ميستورا الاربعاء وفدي النظام السوري والمعارضة، غداة اقتراح تقدم به يقضي بالعمل لاعداد دستور جديد في سوريا.

والتقى دي ميستورا الاربعاء وفد النظام برئاسة السفير السوري لدى الامم المتحدة بشار الجعفري، ووفد الهيئة العليا للمفاوضات التي تضم ابرز مجموعات المعارضة.

واضافة الى الوفدين السوريين التقى دي ميستورا الاربعاء هنري اينشر السفير الاميركي لدى المنظمات الدولية، ونائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف الذي كان التقاه ايضا الثلاثاء.

وبعد لقاءين عقدهما دي ميستورا الثلاثاء مع وفدي النظام والمعارضة قدم اليهما وثيقة تدعو الى بدء العمل على اعداد دستور جديد لسوريا.

واستمرت المحادثات حتى وقت متأخر مساء الثلاثاء.

وافاد مصدران للمعارضة لفرانس برس، ان دي ميستورا قدم وثيقة الى وفد المعارضة تقترح تشكيل فريق من الناشطين في المجتمع المدني والتكنوقراط يتم تكليفهم تمهيد الطريق أمام إعداد دستور جديد.

– “آلية تشاورية”-

وتنص الوثيقة على “آلية تشاورية” تعمل على “رؤى قانونية محددة وكذلك ضمان عدم وجود فراغ دستوري أو قانوني في أي وقت خلال عملية الانتقال السياسي الذي يتم التفاوض عليه”.

الا أن المتحدث باسم الهيئة العليا للانتخابات منذر ماخوس قال “لدينا تحفظات كثيرة” على الوثيقة وهي لا تزال قيد الدرس.

واضاف “لا تزال قيد النقاش… هذه الورقة كانت مفاجئة. لم تكن مبرمجة اصلا”.

وتجنب اعضاء الوفد الحكومي السوري التعليق على المعلومات بشأن هذه الوثيقة، الا ان مصدرا مقربا من الوفد اكد بانه تلقى ايضا نسخة من اقتراح دي ميستورا.

وهي الجولة السادسة من المفاوضات التي تجري بإشراف الامم المتحدة في محاولة جديدة من أجل التوصل الى حل سياسي لنزاع أوقع اكثر 320 الف قتيل.

وتركز محادثات جنيف على محاور أربعة : مكافحة الإرهاب، نظام الحكم، الدستور الجديد، وتنظيم انتخابات. لكن لم يتحقق أيّ تقدّم في هذه المجالات منذ تحديد هذه المواضيع الاربعة في الجولة السابقة التي عقدت في آذار/مارس.

ويتمسك وفد الهيئة العليا بمطلب تنحي الرئيس بشار الأسد عن السلطة في المرحلة الانتقالية، وهو ما ترفضه دمشق وتعتبره غير قابل للنقاش أصلاً.

وكانت لقاءات الثلاثاء مقتضبة ومنسجمة مع تعهد دي ميستورا ان تكون “شبيهة باجواء الاعمال وقصيرة”.

الا ان الآمال بتحقيق اختراق لا تزال ضئيلة، خصوصا بعد اتهام واشنطن لدمشق باحراق جثث في سجن صيدنايا شمال العاصمة.

وكشفت وزارة الخارجية الاميركية صورا التقطتها الاقمار الاصطناعية رفع طابع السرية عنها ويظهر فيها الثلج وهو يذوب على سطح مبنى وأجهزة تهوئة ضخمة في المجمع العسكري تدعم على ما يبدو تقارير سابقة لمنظمة العفو الدولية بان النظام يستخدم السجن لتصفية المعتقلين.

وسارعت دمشق الى النفي، وأعلنت وزارة الخارجية ان هذه “ادعاءات عارية عن الصحة… اعتادت (الادارة الاميركية) على اطلاقها قبيل اي جولة سياسية سواء في جنيف او استانا”.

وطالب المتحدث باسم وفد الهيئة العليا للمفاوضات سالم المسلط، بـ”خطوة” من جانب المجتمع الدولي.

وقال لفرانس برس “الأميركيون يعلمون ما يحصل في سوريا حاليا. يجب أن تكون هناك خطوة من جانب الولايات المتحدة، من جانب أصدقائنا، لإنقاذ الأرواح”.

وتطغى محادثات استانا، إضافةً الى إخفاقات الفصائل المعارضة العسكرية الاخيرة على الارض، على جولة المفاوضات الحالية.

وتسعى الامم المتحدة بكل الوسائل للاحتفاظ بدورها بعد الاتفاق المهم الموقع في استانا في 4 ايار/مايو لاحداث “مناطق تخفيف التصعيد” في سوريا للحد من اراقة الدماء.

واعتبر دي ميستورا الاثنين انه بعد هذا الاتفاق باتت مفاوضات جنيف “ملحة”، مؤكدا ان “تخفيف التصعيد” لا يمكن أن يطبق “بدون أفق سياسي”. وأضاف “نحن نعمل بالتكامل” مع مسار استانا.

وقال الاسبوع الماضي في جنيف ان جولة المفاوضات الجديدة ستكون “قصيرة” من اربعة ايام وذلك بهدف “طرق الحديد وهو حام”.

وكان الأسد وصف مفاوضات جنيف بأنها “لقاء اعلامي”.

وعلّق دي ميستورا الإثنين متسائلاً، ما الذي يدفع الأسد الى ارسال وفد “من 15 إلى 18 شخصا” إلى جنيف إذا لم يكن “مهتماً ومنخرطاً في العملية السياسية؟”

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية