مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

البابا فرنسيس يحض كولومبيا على تجنب “الانتقام” في سعيها للسلام

الرئيس الكولومبي خوان مانويل سانتوس يتحدث الى البابا فرنسيس في القصر الرئاسي في بوغوتا، الخميس 7 ايلول/سبتمبر 2017 afp_tickers

حض البابا فرنسيس الكولومبيين الخميس على تجنب السعي الى “الانتقام” بسبب المعاناة التي لحقت بهم خلال نصف قرن من النزاع الدامي في بلادهم والعمل على تحقيق سلام دائم.

وكان البابا الارجنتيني البالغ من العمر 80 عاما يتحدث الى جانب الرئيس الكولومبي خوان مانويل سانتوس، الذي رعى مؤخرا جهودا مثيرة للجدل لتحقيق السلام مع مجموعات متمردة مسلحة.

وقال الحبر الأعظم ان “الخطوات التي اتخذت تحيي الامل في الايمان بأن السعي للسلام مهمة لا نهاية لها، مهمة لا تتراجع وتتطلب التزاما من الجميع”.

واضاف “عسى ان يساعدنا هذا الاصرار على الهرب من إغراء الانتقام والاكتفاء بتحقيق مصالح الطرفين على المدى القصير”.

وصل البابا الاربعاء الى كولومبيا في زيارة تستمر خمسة ايام يلتقي خلالها ضحايا النزاع.

والرئيس الكولومبي حائز جائزة نوبل للسلام عام 2016 لدوره في التوصل لاتفاق سلام مع القوات المسلحة الثورية الكولومبية (فارك).

لكن عملية السلام تواجه انقسامات.

فمنتقدو الاتفاق مع فارك يقولون ان المتمردين لم ينالوا قسطهم من العقاب، مع منحهم العفو وعقوبات بديلة.

ورفض الكولومبيون اتفاق السلام مع فارك العام الماضي بفارق ضئيل.

وسعى البابا فرنسيس دون جدوى للتوسط بين سانتوس وأكبر معارضي الاتفاق الزعيم المحافظ الفارو اوريبي.

واعيدت صياغة الاتفاق وتم تمريره في الكونغرس رغم مقاومة اوريبي.

وبحضور سانتوس امام القصر الرئاسي احتضن البابا اطفالا بلباس ابيض فيما كانت جوقة تنشد ترتيلة سلام.

ويلتقي البابا في وقت لاحق الاساقفة ويترأس قداسا في الهواء الطلق لالاف المصلين في الدولة التي يدين غالبية سكانها بالكاثوليكية.

ومن المتوقع وصول 660 ألف شخص بعد ظهر الخميس إلى حديقة بوليفار غرب بوغوتا لحضور أول قداس من اصل اربعة خلال زيارة البابا.

وقبل مغادرته الفاتيكان، قال في رسالة مصوّرة “السلام هو ما تبحث عنه كولومبيا منذ وقت طويل، وما تعمل لتحقيقه. سلام ثابت دائم ليلتقي الناس ويتعاملوا كإخوة وليس كأعداء”.

– أمل الضحايا –

ويعقد ضحايا النزاع الكولومبي آمالا كبيرة على زيارة البابا لبلدهم.

وتأمل نوبيا دياز (69 عاما) التي قتل مسلحون من ميليشيا شبه حكومية ذات توجهات يمينية متطرفة زوجها وابنتها، أن تصل رسالة الحبر الأعظم إلى كل الكولومبيين.

واعربت لمراسل وكالة فرانس برس عن أملها بأن يحصل تغيير مع هذه الزيارة بحيث يتوقف العنف والقتل.

وتاتي زيارة البابا إلى كولومبيا بعد يومين على توقيع حكومتها اتفاقا الاثنين مع ميليشيا “جيش التحرير الوطني” آخر الجماعات المتمردة في هذا البلد. وسبق أن أيّد الحبر الأعظم الاتفاق التاريخي الذي وقعته بوغوتا في تشرين الثاني/نوفمبر مع ميليشيا “القوات المسلحة الثورية الكولومبية” التي ألقت السلاح وانخرطت في الحياة السياسية.

– مصالحة –

أسفر صراع الإخوة في كولومبيا على مدى خمسين عاما عن مقتل 260 ألف شخص وفقدان أكثر من ستين ألفا، وتهجير سبعة ملايين ومئة ألف، وانخرطت في هذا النزاع حوالى ثلاثين جماعة مسلحة.

وقال نستور بونغوتا مراسل الإذاعة الكولومبية “دبليو راديو” في الفاتيكان لوكالة فرانس برس إن رسالة البابا “هي القول إن السبيل الوحيد لخروج كولومبيا (من النزاع) هو المصالحة، ليس مع فارك وجيش التحرير فحسب، بل بين كل اطياف المجتمع”.

وسيلتقي البابا أيضا أساقفة من فنزويلا المجاورة، وسبق أن دعا إلى الصلاة من أجل “الحوار” في هذا البلد الذي يمرّ بأزمة حادة سياسيا واقتصاديا.

وأثناء هذه الزيارة التي يتوقع أن تجذب أربعة ملايين و700 ألف مؤمن، يلتقي البابا ضحايا للنزاع وبعض أطرافه. ومن المقرر أن يعود الى روما مساء الأحد.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية