مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

البابا فرنسيس يستبعد رئيس مجمع العقيدة والايمان

البابا فرنسيس خلال احتفال في الفاتيكان، في 29 حزيران/يونيو 2017 afp_tickers

استبدل البابا فرنسيس السبت الكاردينال غيرهارد لودفيغ مولر، رئيس مجمع العقيدة والايمان، الشخصية الواسعة النفوذ في الفاتيكان، برئيس اساقفة اسباني ينتمي مثله الى الرهبانية اليسوعية.

وقد وصل الكاردينال الالماني المحافظ (69 عاما) الى نهاية ولايته التي استمرت خمس سنوات، في رئاسة مجمع العقيدة والايمان، المسؤول عن عقيدة الكنيسة.

وعينه في 2012 البابا الالماني بنديكتوس السادس عشر. وهو اول رئيس لهذا المجمع يتخلى عن هذه المهمة قبل سن التقاعد القانونية المحددة نظريا ب 75 عاما، كما كشفت السبت وكالة اي.ميديا المتخصصة بشؤون الفاتيكان.

وكان الكاردينال مولر اظهر خلافات مع البابا فرنسيس، خصوصا حول رغبة الحبر الاعظم في اعتماد خط يتسم بمزيد من المرونة حيال المطلقين الذين تزوجوا من جديد. وفي الوقت نفسه، وجهت الى مجمع العقيدة والايمان، في وقت سابق هذه السنة، تهمة مقاومة معاقبة الكهنة الذين يستغلون الاطفال جنسيا.

والكاردينال مولر خلفه رئيس الاساقفة الاسباني لويس فرنشيسكو لاداريا فيرير (73 عاما) الذي كان امين سر المجمع. وقد عينه في هذا المنصب في تموز/يوليو 2008 البابا بنديكتوس السادس عشر. وفي آب/اغسطس 2016، عينه البابا فرنسيس رئيسا للجنة البحوث حول سيامة النساء كهنة.

وينتمي المونسنيور لاداريا فيرير المتحدر من مايوركا في اسبانيا، الى الرهبانية اليسوعية، على غرار البابا فرنسيس.

سيم كاهنا في 1973، واصبح في 1984 استاذا للاهوت العقائدي في الجامعة الغريغورية الحبرية في روما. وفي 1995، عين مستشارا لدى مجمع العقيدة والايمان.

-“استعراض اعلامي”-

ولدى شكره الكاردينال مولر، لم يقدر البابا فرنسيس على ما يبدو “استعراضه الاعلامي” و”مداخلاته التي كانت تبدو في كل مرة متناقضة مع توجهات البابا”، كما قال السبت الخبير الفاتيكاني اندريا تورينللي على موقع فاتيكان اينسايدر.

وكان الكاردينال الالماني، حارس العقيدة، تميز مرارا عن الارشاد الرسولي “اموريس ليتيتيا” الذي اصدره البابا فرنسيس في 2016 واتاح في بعض الحالات امكان المناولة للمطلقين الذين تزوجوا من جديد. ولا يغير هذا النص الذي املاه البابا عقيدة الكنيسة التي تمنع هؤلاء الاشخاص من الحصول على الاسرار المقدسة، كما قال.

ويعتبر التقليديون في الكنيسة الكاثوليكية ان لا تراجع عن الزواج المسيحي. لذلك لا يمكن اي زواج جديد يلي الطلاق ان يكون إلا بمثابة زنى يحظر اي امكان للحصول على اسرار الكنيسة ومنها المناولة.

ووجه اربعة كرادلة محافظون رسالة الى البابا فرنسيس عبروا فيها عن “قلقهم” بعد نشر هذا الارشاد الرسولي. ولم يوقع الكاردينال مولر هذه الرسالة، لكنه اعترف بشرعية التحرك الذي قام به نظراؤه. وفي شباط/فبراير، ذكر بأن الزواج “سر” وبأن لا قوة على الارض كما في السماء، ولا حتى الملائكة او البابا نفسه، “تستطيع تغيير ذلك”.

وصدرت نداءات الى استقالته من دوائر كاثوليكية اصلاحية، معتبرة ان مجمع العقيدة والايمان يتلكأ في انشاء محكمة لمحاكمة الاساقفة المتهمين بحماية الكهنة الذين يعتدون جنسيا على الاطفال.

وكانت الايرلندية ماري كولينز التي انسحبت من لجنة حماية القاصرين التي انشأها البابا فرنسيس، اتهمت بذلك صراحة مجمع العقيدة والايمان الذي يقوده الكاردينال مولر، والمسؤول ايضا عن قضايا التجاوزات الجنسية التي يرتكبها افراد في الاكليروس.

ورد الكاردينال مولر آنذاك بأن هذه المحكمة ليست سوى “مشروع” قد يشكل ازدواجية مع مؤسسات اخرى موجودة لمحاكمة هؤلاء الاساقفة.

من جانبه، قال الخبير الفاتيكاني كريستوفر لامب “في ثلاثة ايام، استقال كاردينالان مهمان في الفاتيكان من منصبيهما” بعد “الاجازة” التي اخذها الكاردينال الاسترالي جورج بل الذي اتهم الخميس بتجاوزات جنسية في بلاده.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية