مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

البيت الابيض: انسحاب القوات الاميركية من سوريا رهن بالقضاء على الجهاديين

ترامب في البيت الابيض خلال لقاء مع قادة دول البلطيق الثلاثاء في الثالث من نيسان/ابريل 2018 afp_tickers

اعلن البيت الابيض الاربعاء أن انسحاب القوات الاميركية من سوريا رهن بالقضاء نهائيا على التنظيم الجهادي في سوريا، وكذلك ايضا بـ”نقل” المسؤوليات التي تتولاها القوات الاميركية حاليا الى “القوات المحلية”، التي ستواصل الولايات المتحدة تدريبها، لضمان ان التنظيم الجهادي “لن يعود للظهور مجددا”.

وقالت المتحدثة باسم البيت الابيض سارة ساندرز للصحافيين “نريد التركيز على نقل (المسؤوليات) الى القوات المحلية لضمان عدم عودة ظهور تنظيم الدولة الاسلامية، وقد حققنا بعض التقدم”.

وأضافت انه “كما قال الرئيس منذ البداية فهو لن يضع جدولا زمنيا عشوائيا. هو يقيّم الوضع من منظار الفوز بالمعركة وليس من منظار مجرد اطلاق رقم عشوائي، بل التأكد من اننا ننتصر، ونحن نفعل”.

وشددت المتحدثة على ان “الهدف هو حتما هزيمة تنظيم الدولة الاسلامية، وما ان يتحقق هذا الامر بالكامل – وقد احرزنا تقدما كبيرا على هذا الصعيد – وما ان تزول الحاجة الى وجود قوات هناك ويصبح بامكاننا نقل (المسؤوليات) الى القوات المحلية” يمكن عندها سحب القوات الاميركية من سوريا.

واتى هذا التوضيح بعيد اعلان البيت الابيض في بيان ان “المهمة العسكرية” للقضاء على تنظيم الدولة الاسلامية في سوريا شارفت على الانتهاء، لكن من دون ان يشير الى اي جدول زمني محتمل لانسحاب القوات الاميركية من هذا البلد.

وقال البيت الابيض في بيانه التوضيحي الذي زاد في الواقع المسألة غموضا ان “المهمة العسكرية الهادفة الى القضاء على التنظيم المتطرف تقترب من نهايتها مع تدمير التنظيم بالكامل تقريباً”.

واضاف ان واشنطن مصممة مع شركائها على “القضاء على الوجود الصغير لداعش في سوريا (…) الذي لم يتم القضاء عليه بعد”.

وتابع “سنستمر في التشاور مع حلفائنا وأصدقائنا بشأن المستقبل”.

وقدمت الرئاسة في بيانها هذا الامر على انه “قرار” اتخذ الثلاثاء خلال اجتماع في البيت الابيض بحضور ترامب.

وتتوالى التوضيحات بشأن الوجود الاميركي في سوريا منذ ان اعرب ترامب تكرارا في الايام الاخيرة عن رغبته في انسحاب سريع لحوالى الفي جندي اميركي منتشرين في سوريا هم اساسا من القوات الخاصة موجودة لمحاربة تنظيم الدولة الاسلامية وتدريب القوات المحلية في المناطق التي تمت استعادتها من الجهاديين.

واستعاد ترامب في الاونة الاخيرة اللجهة التي استخدمها في حملته تحت شعار “اميركا اولا” للتنديد بالانفاق المكلف وغير المثمر في الشرق الاوسط على حساب اولويات دافعي الضرائب الاميركيين. ووعد باتخاذ قراره بالتنسيق مع حلفاء واشنطن.

وفي محادثة هاتفية اكد ترامب ونظيره الفرنسي ايمانويل ماكرون الاربعاء تصميمهما على “مواصلة العمليات ضمن التحالف الدولي” المناهض للجهاديين في العراق وسوريا “لمحاربة حتى النهاية” تنظيم الدولة الاسلامية و”منع ظهوره مجددا” و”التقدم نحو عملية انتقالية سياسية شمولية” بحسب الاليزيه.

وحذر مراقبون اميركيون ايضا من الانسحاب السريع الذي قد يفسح المجال في سوريا لحلفاء نظام الاسد، روسيا خصم الولايات المتحدة وايران العدو اللدود لادارة ترامب. ومثل هذه الخطوة قد تضر ايضا بالاكراد شركاء واشنطن في محاربة الجهاديين في الوقت الذي تقوم فيها تركيا بشن هجوم ضدهم متهمة اياهم ب”الارهاب” رغم كونها حليفة الاميركيين.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية