مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

التحقيق في التدخل الروسي يتسارع مع توجيه اتهامات لمعاوني ترامب

بول مانافورت في 16 تشرين الاول/اكتوبر 2017 في نيويورك afp_tickers

دخل التحقيق في التدخل الروسي في الانتخابات الاميركية في 2016 مرحلة جديدة محفوفة بالمخاطر للبيت الابيض بعد توجيه اتهامات لثلاثة من مساعدي الرئيس دونالد ترامب في الحملة الرئاسية بينهم مدير سابق للحملة، فيما نفت روسيا وجود “اي دليل” على تدخل لها في تلك الانتخابات.

ومثل المدير السابق للحملة بول مانافورت ومساعد آخر لترامب هو ريتشارد غيتس امام المحكمة ورفضا تهمة التواطؤ ضد الولايات المتحدة وغسيل الاموال وعدد آخر من التهم، بعد نشر عريضة الاتهام المتعلقة بالتدخل الروسي.

واطلق سراح الرجلين بكفالتين بقيمة عشرة ملايين دولار وخمسة ملايين دولار على التوالي، وفرضت عليهما الاقامة الجبرية.

وغداة توجيه الاتهامات صرح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الثلاثاء انه “ليس هناك اي دليل” على تدخل موسكو في الانتخابات الاميركية. واضاف في مؤتمر صحافي في موسكو “”يتهموننا بلا اي دليل بالتدخل في الانتخابات، ليس في الولايات المتحدة وحدها بل وفي دول اخرى”.

وفي خطوة منفصلة، اعترف عضو سابق في فريق ترامب هو جورج بابادوبولوس بأنه كذب على محققي مكتب التحقيقات الفدرالي (اف بي آي) بشأن اتصالاته مع شخص مرتبط بالكرملين، بحسب صفقة مع الادعاء كشف عنها الاثنين.

وهذه اول اتهامات يوجهها المحقق الخاص روبرت مولر الذي يرئس تحقيقا في التدخل الروسي بعد اشهر من التكهنات والتشويش بشأن تواطؤ محتمل بين حملة ترامب وموسكو.

وفيما لم تقدم التهم ادلة دامغة على مؤامرة من أعلى المستويات، إلا انها تشير الى نهج محتمل لكبار معاوني ترامب للتطلع نحو روسيا وحلفائها لتحقيق مكاسب سياسية ومالية.

واتُهم مانافورت (68 عاما) وريتشارد غيتس (45 عاما) باخفاء ملايين الدولارات التي كسباها من العمل مع الرئيس الاوكراني السابق فيكتور يانوكوفيتش وحزبه السياسي الموالي لموسكو.

واعترف بابادوبولوس، المستشار السابق لترامب في شؤون السياسة الخارجية، أنه حاول التستر على اتصالاته باستاذ جامعي مرتبط بموسكو عرض الكشف عن “فضائح” تتعلق بمنافسة ترامب الديموقراطية هيلاري كلينتون.

واثار الكشف عن التهم ردا غاضبا من ترامب، الذي رفض الاتهامات بالتواطؤ وطالب أن يتركز التحقيق على كلينتون.

– لا تواطؤ –

كتب ترامب على تويتر “عفوا، لكن هذه تعود لسنوات خلت، قبل ان يصبح بول مانافورت جزءا من الحملة الانتخابية. ولكن لماذا لا يتم التركيز على المحتالة هيلاري والديموقراطيين؟”.

لكن التهم تؤذن بمرحلة جديدة في تحقيق مولر، محفوفة بالمخاطر بالنسبة لرئاسة ترامب.

فقد كشف بابادوبولوس انه أبلغ ترامب وسواه شخصيا بأنه يمكن ان يرتب للقاء بين المرشح آنذاك والرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

وقال المستشار السابق لمكتب التحقيقات الفدرالي ان “مستشارا في الحملة” لم يسمه طلب منه ان يلتقي مسؤولين روس “بشكل غير رسمي” اذا كان ذلك “ممكنا”.

وتشمل اتصالاته بمصادر روسية ابنة شقيق بوتين والسفير الروسي في لندن.

وقالت المتحدثة باسم البيت الابيض سارة هاكابي ساندرز ان الرئيس لا يذكر “التفاصيل المحددة للقاء” وان بابادوبولوس كان له “دور محدود” فقط. واضافت “كان دورا محدودا للغاية، كان متطوعا. أكرر، لم يحصل اي نشاط بصفته الرسمية نيابة عن الحملة بهذا الخصوص”.

وتوصلت وكالات الاستخبارات الاميركية الى ان بوتين أمر القيام بحملة واسعة للتأثير على الحملة وضمان فوز ترامب، بينها قرصنة ونشر رسائل الكترونية للحزب الديموقراطي وحملة كلينتون.

ومع تقدم تحقيق مولر، تكثف وسائل الاعلام المتعاطفة مع ترامب مثل “فوكس نيوز” دعواتها المطالبة بمساءلة استقلالية المدير السابق للاف بي آي.

والديموقراطيون — الذين يرفضون الاتهامات المضادة لمولر وكلينتون ويصفونها بالمحاولة الصارخة لتحويل الانتباه — طالبوا بحماية المحقق الخاص.

وقال السناتور الديموقراطي في مجلس الشيوخ تشاك شومر “على الرئيس أن لا يتدخل تحت أي ظرف كان في عمل المحقق الخاص بأي شكل من الاشكال”.

– تركيز على اوكرانيا –

اضاف شومر “اذا فعل ذلك، على الكونغرس الرد بسرعة وبشكل لا لبس فيه ومن الحزبين لضمان مواصلة التحقيق”.

مانافورت كان احد المشاركين في اجتماع في التاسع من حزيران/يونيو 2016 في برج ترامب (ترامب تاور) مع محامية على صلة بالكرملين، مما اثار شكوكا ازاء تواطؤ بين الحملة الانتخابية وموسكو.

ونظم الابن البكر لترامب، دونالد جونيور اللقاء على أمل الحصول على معلومات تضر بكلينتون.

غير ان التهم الموجهة لمانافورت لا تذكر تدخلا روسيا في الحملة الاميركية، بل ركزت على علاقاته السابقة باوكرانيا.

وانضم مانافورت الى الحملة في آذار/مارس 2016 لحشد كبار الناخبين المؤيدين لترامب في مؤتمر الحزب الجمهوري.

ثم عينه ترامب في حزيران/يونيو مديرا للحملة، مكان كوري ليفاندوفسكي الذي اقاله.

لكن مانافورت استقال في آب/اغسطس الماضي في اعقاب قيام المحققين في مسالة علاقاته بقضية فساد في اوكرانيا بنشر وثائق تظهر دفعات كبيرة الى شركات مانافورت، ليتضح فيما بعد انه بات يخضع للتحقيق في الولايات المتحدة حول ذلك.

وذكرت تقارير ان مسؤولي تطبيق القانون الفدراليين على علم بتحويلات مالية مرتبطة بمانافورت تعود الى 2012 عندما بدأوا تحقيقات بشأنه تتعلق بتهرب ضريبي او ما اذا ساعد النظام الاوكراني، الذي كان في ذلك الوقت مقربا من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في غسيل الاموال.

ويأتي توجيه الاتهامات قبل ايام على الذكرى السنوية الاولى لانتخاب ترامب — في 08 تشرين الثاني/نوفمبر 2016 — وعشية جلسات استماع في الكونغرس لمدراء تنفيذيين من فيسبوك وغوغل وتويتر في اطار تحقيقات حول محاولات روسية للتأثير على نتيجة التصويت من خلال مواقع التواصل الاجتماعي ومواقع الكترونية اخرى.

وسيستمع الكونغرس من فيسبوك ان حوالى 126 مليون مستخدم في الولايات المتحدة، يمثلون شريحة هائلة محتملة من الناخبين الاميركيين، قد يكون اطلعوا على روايات او تعليقات او محتويات اخرى من مصادر روسية، بحسب ما ذكره مواقع “ريكود” لاخبار التكنولوجيا وصحيفة وول ستريت جورنال، ووسائل اعلام اميركية اخرى.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية