مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

الجهاديون يحاولون التسلل الى الرقة القديمة وقوات سوريا الديموقراطية بالمرصاد

الدخان يتصاعد من مدينة الرقة في 3 ايلول/سبتمبر مع تقدم قوات سوريا الديموقراطية. afp_tickers

بعد طردهم من المدينة القديمة في الرقة، لا ينفك مقاتلو تنظيم الدولة الاسلامية عن محاولة التسلل اليها، لكن قوات سوريا الديموقراطية وقناصتها المتمركزين في الطوابق العلوية يحبطون تحركاتهم بدعم من التحالف الدولي بقيادة اميركية.

في أحد شوارع المدينة القديمة، يتجول مقاتلون من قوات سوريا الديموقراطية مدججين بالسلاح بين أبنية مدمرة واخرى تصدعت طوابقها العلوية، فيما تملأ المكان رائحة منبعثة من جثث ملقاة على الطريق تعود لجهاديين قتلوا خلال المعارك.

وداخل عربة عسكرية من طراز هامر، يقول القائد الميداني أردلان حسكة باللغة الكردية وهو يرافق فريق وكالة فرانس برس في جولة داخل احياء الرقة القديمة الاحد “كل قوتهم كانت هنا، حاولوا مراراً وتكراراً الهجوم علينا بأعداد كبيرة لاستعادتها لكن رفاقنا تصدوا لهم بقوة وكسروا هجماتهم”.

ويضيف “كانت (المدينة القديمة) تعد مركزهم الاستراتيجي ويتمركز فيها عناصرهم من جنسيات اجنبية”.

وأعلنت قوات سوريا الديموقراطية، تحالف فصائل كردية وعربية تدعمها واشنطن، الجمعة سيطرتها على المدينة القديمة في الرقة، بعدما دافع عنها مقاتلو التنظيم بشراسة طوال شهرين.

وتخوض هذه القوات منذ حزيران/يونيو بدعم من التحالف الدولي، معارك عنيفة داخل مدينة الرقة لدحر الجهاديين من معقلهم الابرز في سوريا. وباتت تسيطر على اكثر من ستين في المئة من مساحة المدينة.

داخل أحد الابنية، يفترش قياديون من قوات سوريا الديمقراطية الارض، ويمسك احدهم لوحاً الكترونياً يحددون عليه بعض نقاط تمركز مقاتلي التنظيم في شارع مقابل لسور الرقة القديم من جهة الجنوب. ويقومون بعدها بارسال مجموعات من المقاتلين الى خطوط الجبهة الامامية.

وفي العديد من أبنية المدينة القديمة، يتمركز مقاتلو قوات سوريا الديموقراطية في الطوابق العلوية المطلة على باقي احياء الرقة.

على احدى النوافذ، يثبّت أحد المقاتلين رشاش قنص معدل يطلق عليه اسم “زاغروس”، ثم يستعد لاطلاق الرصاص بعد رصده تحركات عناصر من التنظيم المتطرف قرب أحد ابراج خطوط الاتصالات الخلوية على اطراف المدينة القديمة.

– “التحالف يقصفهم” –

وبعد دقائق من ضربة جوية نفذها التحالف الدولي، تسببت بتصاعد سحابة من دخان كثيف، يشرح القيادي الكردي في قوات سوريا الديموقراطية أركيش سيامند لفرانس برس وهو يراقب المكان المستهدف من نافذة مرتفعة “نقوم بتمشيط الشوارع المحيطة بالرقة القديمة وهاجم داعش اليوم (الاحد) بعض نقاطنا لكننا تصدينا لهم وطيران التحالف قصفهم”.

ويتوقع هذا القيادي أن يحاول التنظيم “تكرار الهجوم مجدداً في محاولة لاستعادة المدينة القديمة التي تحظى بأهمية استراتيجية”.

ومع سيطرتها على المدينة القديمة في الرقة، باتت قوات سوريا الديموقراطية تشرف على المربع الامني الذي يتحصن فيه مقاتلو التنظيم في وسط المدينة حيث الاحياء السكنية الاكثر كثافة.

وكانت هذه القوات دخلت الى المدينة القديمة بعدما احدثت طائرات التحالف قبل شهرين ثغرتين في السور العباسي الذي يحيط بها ويعرف بسور الرافقة.

وعاين مراسل وكالة فرانس برس اضراراً لحقت ببعض اجزاء السور القديم نتيجة الاشتباكات وقصف الطيران، وشاهد بالقرب منه سيارات متضررة مركونة على مداخل الشوارع الفرعية المكسوة بطلقات رصاص فارغة شاهدة على ضراوة المعارك التي دارت في المكان.

وفي احياء اخرى من المدينة القديمة، يمكن مشاهدة ستائر زهرية واخرى بنية اللون معلقة في الشوارع الرئيسية لصد قناصي التنظيم وتوفير هامش اوسع لتحركات قوات سوريا الديموقراطية.

وتعد صوامع الحبوب الواقعة على بعد نحو كيلومتر من المدينة القديمة الهدف المقبل لقوات سوريا الديموقراطية. ويقول المقاتل أحمد العيسى (25 سنة) وهو يشير بيده اليها “سنتجه بإذن الله الى الصوامع لتحريرها من داعش الارهابي”.

وفي مبنى قريب، تتركز قناصات من قوات حماية المرأة الكردية ويراقبن تحركات عناصر التنظيم قرب الصوامع.

وتقول المقاتلة العشرينية بيريتان جودي وهي تضغط اصبعها على زناد سلاحها الملقى على وسادة مزخرفة من احدى النوافذ “نراقب عناصر داعش ونقنصهم اذا حاولوا التقدم”.

وتضيف بفخر “نتمركز في هذا المكان الاستراتيجي وننتظر الفريسة من الدواعش لنحطم رؤوسهم”.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية