مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

الجوع يداهم مناطق في جنوب السودان بانتظار مواسم الحصاد

صورة النقطت في 30 ايار/مايو للرضيع اكول ري الذي يعاني سوء نغذية حادة في اويل بجنوب السودان afp_tickers

لم تضرب الحرب الأهلية التي استؤنفت في نهاية 2013 مناطق شمال غرب دولة جنوب السودان، ومع ذلك يعاني سكانها من الجوع الذي يداهمهم في هذه الفترة من كل سنة، بانتظار الموسم الجديد للحصاد، وبعد نفاذ المخزونات الغذائية من الموسم السابق.

وعلى بعد نحو 800 كلم شمال غرب جوبا، تشهد ولاية شمال بحر الغزال مستويات سوء تغذية تعد من الاعلى في البلاد. وصنفت الامم المتحدة اثنتان من مناطقها الخمسة في وضعية طوارىء غذائية، وهي المرحلة التي تسبق المجاعة التي اعلنت في شباط/فبراير في جيبين في شمال البلاد.

وفترة “السنوات العجاف” تبدأ هذه الايام وتتزامن مع نفاذ محاصيل العام الماضي في المنازل وبداية البذر والزرع للموسم المقبل الذي لن يؤتي ثماره الا في ايلول/سبتمبر، هذا اذا كانت الاحوال الجوية مواتية واستمر استقرار الوضع الامني.

وفي الحقول بين مدينة اويل وبلدة بانتو على بعد نحو 60 كلم، يعمل الكبار والصغار على تمهيد الارض الموحلة نتيجة امطار اليوم الفائت، مستخدمين عصا خشبية طويلة يثبتون في طرفها نصل من المعدن.

والمشهد في هذه المناطق ليس صحراويا على الاطلاق، فالارض تتوزع فيها الاشجار والبساتين واكواخ من الطين اعدت بعناية، لكن مزيجا من المحاصيل السيئة والتضخم المتسارع اغرق مليون ساكن في الولاية في وضع نقص غذائي حاد.

-اسهال وتقيؤ-

والاشد تضررا من نقص الغذاء هم الاطفال وخصوصا الاقل من خمس سنوات، على غرار نيبول لوال لوال الطفلة البالغة من العمر عامين ونصف عام.

وتقول امها اشول ايوب التي لا تعرف سنة ميلادها “نقلت ابنتي الى مركز الصحة لانها كانت تعاني من اسهال وتقيؤ وكان وضعها يزداد تدهورا”.

واضافت “لدي خمسة اطفال. في العام الماضي حاولت الزرع لكن الفيضانات جرفت مزروعاتي. ولا شيء الان في الحديقة. وحين لا يجود الجيران علي بالطعام اقتات من اوراق شجرة” لالوب وهي شجرة معروفة في المنطقة تتيح اوراقها الحصول على وهم شبع لكنها ضعيفة الفائدة غذائيا.

وتتغذى نيبول منذ ثلاثة اسابيع بحصص منتظمة من “بولومبي نوت” وهي عجينة طاقة مكونة اساسا من الفول السوداني توزعه منظمة غير حكومية في بانتو. لكن بالنسبة لباقي الاسرة الوضع لا يبدو انه تحسن.

وتقول جودي جورو مايكل المكلفة برامج الغذاء في اليونسيف انه بانتظار المحاصيل مطلع ايلول/سبتمبر، يبقى مصير السكان مرتهنا بسعر المواد الغذائية بسبب ارتفاع نسبة التضخم النتيجة المباشرة للحرب الاهلية في البلاد.

-الجوع والملاريا-

واذا كان سكان مدينة اويل يتدبرون امرهم بالتي هي احسن، فان العدد الاكبر من السكان في الارياف يعتمدون بشكل اساسي على محاصيلهم الزراعية. والازمة الغذائية الحالية ستنضاف اليها قريبا ازمة اخرى سنوية ايضا هي فترة انتشار الملاريا.

وفي مستشفى اويل تستعد الفرق الطبية لمنظمة اطباء بلا حدود، لاستقبال الاطفال الاشد تأثرا بالمرض وخصوصا من يحتاجون الى نقل دم بسبب معاناتهم من فقر الدم.

وتكتظ الوحدة التابعة لهذه المنظمة منذ الان بالمرضى خصوصا من الاطفال الذين يعانون من سؤ التغذية وضيق تنفس حاد او اسهال.

وفي العام الماضي اضطرت المنظمة الى توفير 120 سريرا اضافيا لمواجهة تدفق المرضى خلال فترة الذروة لانتشار الملاريا.

واوضحت الين سيرين منسقة مشروع اطباء بلا حدود في المكان “ان الاطفال الذين يصابون بالملاريا غالبيتهم يكونون من الذين يعاون اكثر من غيرهم من سؤ التغذية”.

وبحسب العديد من العاملين الانسانيين في المكان، فان الاشهر القادمة ستكون مجددا بالغة الصعوبة في ولاية شمال بحر الغزال، واقصى طموحهم هو “جعل الوضع مستقرا”.

فال/حال/ج ب

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية