مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

الجيش السوري وحلفاؤه يدخلون البوكمال قرب الحدود العراقية

صورة تعود الى 28 تشرين الاول/اكتوبر 2017 تظهر حجم الدمار في مدينة الرقة السورية afp_tickers

تمكّن الجيش السوري وحلفاؤه الأربعاء من دخول احياء في مدينة البوكمال قرب الحدود العراقية في شرق البلاد والتي تعد آخر المدن التي ما زال يسيطر عليها تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا.

وأفادت وكالة الأنباء الرسمية (سانا) أن”وحدات الجيش والقوات الحليفة كسرت دفاعات إرهابيي داعش ودخلت إلى مدينة البوكمال وتخوض حاليا اشتباكات عنيفة مع إرهابيي التنظيم التكفيري في المدينة التي تعد آخر المعاقل الرئيسة لهم في ريف دير الزور الجنوبي الشرقي تمهيدا لتطهيرها بالكامل” من تنظيم الدولة الاسلامية.

واضافت سانا ان هذا “التقدم تم بعد التقاء وحدات من الجيش وحلفائه مع القوات العراقية عند الحدود بين البلدين بعد تطهير المنطقة من فلول إرهابيي داعش المنهارة حيث تم عزل مساحات واسعة ينتشر فيها ارهابيو التنظيم بين الأراضي السورية والعراقية”.

وكانت سانا افادت في وقت سابق الاربعاء ان أن “وحدات الجيش والقوات الحليفة أحكمت الطوق على أوكار إرهابيي داعش في مدينة البوكمال بشكل كامل وبدأت عمليات مكثفة لاجتثاث آخر بؤرهم من المدينة”.

وتقع البوكمال على الضفة الغربية للنهر الذي يقسم محافظة دير الزور إلى قسمين.

وقال مصدر ميداني من القوات الحليفة للجيش السوري لفرانس برس إنّ “قوات كبيرة من حزب الله (اللبناني) تقدمت لتصل إلى أطراف جنوب البوكمال، ثم عبر جزء منها إلى الجهة العراقية بمساعدة من قوات الحشد الشعبي العراقي لتلتف حول البوكمال وتصل إلى أطرافها الشمالية”.

ويشدد الحشد الشعبي على أن قواته لم تدخل الاراضي السورية.

وانكفأ تنظيم الدولة الإسلامية خلال الأيام الماضية إلى مدينة البوكمال التي من المتوقع أن تشهد آخر أهم المعارك ضد الجهاديين بعدما خسروا غالبية مناطق سيطرتهم في سوريا والعراق.

وطردت القوات العراقية الأسبوع الماضي تنظيم الدولة الإسلامية من قضاء القائم المقابل للبوكمال على الجهة العراقية.

ولفتت سانا إلى أن التقدّم الأخير باتجاه البوكمال “تحقق بعدما التقت وحدات من الجيش وحلفائه مع القوات العراقية عند الحدود بين البلدين” وتم عبر هذا الالتقاء “عزل مساحات واسعة ينتشر فيها داعش” بين الدولتين.

وتقدمت القوات السورية باتجاه البوكمال، التي تقع على الضفاف الغربية لنهر الفرات، آتية بشكل اساسي من المحور الجنوبي.

– عدد كبير من النازحين –

سيطر تنظيم الدولة الإسلامية منذ صيف 2014 على أجزاء واسعة من محافظة دير الزور الحدودية مع العراق وعلى الاحياء الشرقية من المدينة، مركز المحافظة.

إلا أنه على وقع هجمات عدة، خسر التنظيم المتطرف خلال الأسابيع الماضية الجزء الأكبر من المحافظة، وطرد بشكل كامل من مدينة دير الزور، مركز المحافظة.

ورغم أن مدينة البوكمال أصغر من دير الزور، لكن من شأن طرد تنظيم الدولة الإسلامية منها أن يُفقده آخر معقل له في سوريا.

وأجبرت المعارك المستمرة باتجاه البوكمال منذ أسابيع نحو 120 ألف شخص على النزوح من المدينة، وفق تقديرات الأمم المتحدة.

ورغم الخسائر الميدانية الكبيرة خلال الأشهر الأخيرة، لا يزال التنظيم المتطرف يحتفظ بقدرته على الحاق اضرار جسيمة من خلال هجمات انتحارية وتفجيرات وخلايا نائمة.

وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس الأحد أنه تمكن من توثيق مقتل “75 نازحاً مدنياً على الأقل بينهم أطفال، وإصابة أكثر من 140 آخرين بجروح” جراء استهداف تنظيم الدولة الإسلامية بعربة مفخخة تجمعاً للنازحين الفارين من المعارك المحتدمة في محافظة دير الزور.

ويسعى العديد من المدنيين الذين وقعوا فريسة العنف، إلى الفرار من المناطق التي يسيطر عليها تنظيم الدولة الإسلامية، حتى إنّ بعضهم يتوه في المناطق الصحراوية حيث تنعدم الاتصالات، وفق عبد الرحمن.

وذكرت منظمة “سيف ذي تشيلدرن” الانسانية ان “نحو 350 ألف شخص بينهم 175 ألف طفل عرضوا حياتهم للخطر خلال الأسابيع الأخيرة من اجل إيجاد ملاذ والهرب من تصاعد العنف في دير الزور”.

وتسبّب النزاع السوري منذ اندلاعه في آذار/مارس 2011 بمقتل أكثر من 330 الف شخص ونزوح وتشريد أكثر من نصف السكان داخل البلاد وخارجها.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية