مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

الجيش السوري وحلفاؤه يسيطرون على مدينة البوكمال

مبنى في دير الزور خلال عملية عسكرية للقوات السورية ضد تنظيم الدولة الاسلامية في 4 تشرين الثاني/نوفمبر 2017 afp_tickers

سيطر الجيش السوري والمقاتلون الموالون له الخميس على مدينة البوكمال قرب الحدود العراقية في شرق البلاد، وباتت المعركة مع الجهاديين تنحصر في جيوب محدودة على جانبي نهر الفرات في سوريا والعراق.

وبذلك يكون تنظيم الدولة الاسلامية قد فقد كل المدن التي كان يسيطر عليها اكان في سوريا او العراق، منذ اعلان “الخلافة” عام 2014.

وأعلن الجيش السوري الخميس في بيان بثه الاعلام الرسمي أن “وحدات من قواتنا المسلحة بالتعاون مع القوات الرديفة والحليفة تحرر مدينة البوكمال فى ريف دير الزور، آخر معاقل تنظيم داعش الارهابي في المنطقة الشرقية” وذلك “بعدما خاضت معارك عنيفة” ضد الجهاديين.

وتقوم وحدات هندسة في الجيش السوري حالياً “بتفكيك العبوات الناسفة والمفخخات من أحياء المدينة”.

وكان تنظيم الدولة الإسلامية، وفي مواجهة هجمات ضده على طرفي الحدود، انكفأ الى مدينة البوكمال.

وافاد الاعلام الرسمي السوري مساء الأربعاء عن دخول الجيش السوري والقوات الموالية له مدينة البوكمال بعد تطويقها بالكامل.

من جانبه أكد مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن أن “حزب الله اللبناني والحرس الثوري الايراني ومقاتلين عراقيين يشكلون عماد المعركة لطرد تنظيم الدولة الإسلامية من البوكمال”.

وكان مصدر ميداني من القوات الحليفة للجيش السوري قال لفرانس برس مساء الاربعاء إنّ “قوات كبيرة من حزب الله تقدمت لتصل إلى أطراف جنوب البوكمال، ثم عبر جزء منها إلى الجهة العراقية بمساعدة من قوات الحشد الشعبي العراقي لتلتف حول البوكمال وتصل إلى أطرافها الشمالية”.

ويشدد الحشد الشعبي على أن قواته لم تدخل الاراضي السورية.

وطردت القوات العراقية وقوات الحشد الشعبي الأسبوع الماضي تنظيم الدولة الإسلامية من قضاء القائم المقابل للبوكمال من الجهة العراقية.

وتحقق التقدم السريع نحو البوكمال، وفق الاعلام الرسمي السوري، “بعدما التقت وحدات من الجيش وحلفائه مع القوات العراقية عند الحدود بين البلدين” وتم عبر هذا الالتقاء “عزل مساحات واسعة ينتشر فيها داعش” بين الدولتين.

– “انجاز استراتيجي” –

وأفاد المرصد السوري أن مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية في البوكمال “انسحبوا باتجاه ريف دير الزور الشرقي” حيث تخوض قوات سوريا الديموقراطية (فصائل كردية وعربية) عملية عسكرية منفصلة ضدهم بدعم من التحالف الدولي بقيادة واشنطن.

وتتيح سيطرة الجيش السوري على البوكمال، وفق البيان العسكري، تأمين “طرق المواصلات بين البلدين الشقيقين”.

وأكد الجيش السوري في بيانه أن “الانجاز الاستراتيجي” بطرد تنظيم الدولة الإسلامية من البوكمال يشكل “منطلقاً للقضاء على ما تبقى من التنظيمات الإرهابية بمختلف مسمياتها على امتداد مساحة الوطن”.

وسيطر تنظيم الدولة الإسلامية منذ صيف 2014 على أجزاء واسعة من محافظة دير الزور الحدودية مع العراق وعلى الاحياء الشرقية من المدينة، مركز المحافظة.

إلا أنه على وقع هجمات عدة، خسر التنظيم المتطرف خلال الأسابيع الماضية الجزء الأكبر من المحافظة، وطُرد بشكل كامل من مركزها مدينة دير الزور.

وينحصر تواجد التنظيم المتطرف في سوريا اليوم في منطقة محدودة في محافظة دير الزور، وفي جيوب صغيرة في محافظة حمص وقرب دمشق وفي جنوب البلاد.

وقالت المتحدثة باسم وزارة الدفاع الروسية ماريا زاخاروفا الخميس “بدعم من القوات الجوية الروسية، توشك القوات المسلحة السورية على القضاء على التنظيم الارهابي في الارضي السورية”.

ولم يعد أمام القوات العراقية من جهتها سوى استعادة قضاء راوة المجاور ومناطق صحراوية محيطة من محافظة الأنبار، ليعلن استعادة كل الأراضي التي سيطر عليها تنظيم الدولة الإسلامية عام 2014.

لكن برغم الخسائر الميدانية الكبيرة خلال الأشهر الأخيرة، لا يزال التنظيم المتطرف يحتفظ بقدرته على الحاق اضرار جسيمة من خلال هجمات انتحارية وتفجيرات وخلايا نائمة.

– “ثمن هائل” –

وأجبرت المعارك باتجاه البوكمال منذ أسابيع نحو 120 ألف شخص على النزوح من المدينة، وفق المتحدثة باسم مكتب تنسيق الشؤون الانسانية التابع للأمم المتحدة في سوريا ليندا توم.

وأفاد عبد الرحمن بدوره أن مدينة البوكمال “خالية من المدنيين”.

ويسعى العديد من المدنيين الذين وقعوا فريسة العنف، إلى الفرار من المناطق التي يسيطر عليها تنظيم الدولة الإسلامية، حتى إنّ بعضهم يهيم في المناطق الصحراوية حيث تنعدم الاتصالات.

وقال يان ايغلاند رئيس مجموعة العمل الانسانية التابعة للامم المتحدة لسوريا ان ثمن الحرب ضد تنظيم الدولة الإسلامية كان “هائلاً” على المدنيين.

وتتحسن إمكانية الوصول إلى المدنيين، وفق ايغلاند، لأن “بمجرد استعادة السيطرة على مناطق يسيطر عليها تنظيم الدولة الإسلامية، نستطيع نحن العاملون في الاغاثة أن نتحرك، وأن نصل إلى مدنيين”.

وأضاف “لكن الثمن كان هائلاً، إن كان في الرقة أو حالياً في منطقة دير الزور”، متسائلاً “هل كان من الضروري أن ينزح الجميع لتحريرهم”.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية