مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

الجيش السوري يقترب من محاصرة الجهاديين في دير الزور بعد عبور الفرات

صورة لجندي روسي في 15 ايلول/سبتمبر في احد شوارع دير الزور خلال جولة نظمها الجيش الروسي للاعلام. afp_tickers

عبر الجيش السوري بغطاء جوي روسي الاثنين الى الضفة الشرقية لنهر الفرات، وفق ما اعلنت موسكو، في خطوة يهدف من خلالها الى فرض حصار كامل على تنظيم الدولة الاسلامية داخل الاحياء الشرقية في مدينة دير الزور.

وأعلنت وزارة الدفاع الروسية في بيان “اجتازت القوات الحكومية السورية مدعمة من اللواء الرابع مدرعات وبغطاء جوي روسي اليوم الضفة الشرقية لنهر الفرات في دير الزور” الواقعة على ضفته الغربية.

وطرد الجيش السوري، وفق البيان، مقاتلي تنظيم الدولة الاسلامية من قرى عدة على الضفة الشرقية و”يواصل هجومه غربا لتوسيع منطقة سيطرته”.

وتسعى القوات السورية الى حصار مقاتلي التنظيم في الجزء الشرقي من المدينة.

وقال مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس ان عبور القوات السورية يأتي في اطار سعيها “حصار مقاتلي التنظيم داخل الاحياء الشرقية في مدينة دير الزور”، غداة تمكنها من تطويق الجهاديين فيها من ثلاث جهات.

وبحسب المرصد، بدأت رحلة العبور بارسال قوات استطلاع من قرية الجفرة الواقعة جنوب شرق دير الزور باتجاه قرية مراط على الضفة الشرقية المقابلة.

وافادت وكالة الانباء السورية (سانا) عن هبوط “اول طائرتي نقل تابعتين لسلاح الجو في مطار دير الزور (…) بعد تأمين محيط المطار العسكري بشكل كامل”، بعد ان كانت القوات السورية تمكنت من فك حصار الجهاديين للمطار قبل نحو اسبوع وتأمين المنطقة المحيطة به تمهيدا لاعادة تشغيله.

وقال عبد الرحمن “عاد العمل الى المطار العسكري بعدما توقف في ايلول/سبتمبر العام 2016” نتيجة المعارك وتضييق الجهاديين الخناق حوله.

وتشكل محافظة دير الزور في الوقت الراهن مسرحاً لعمليتين عسكريتين، الاولى يقودها الجيش السوري بدعم روسي لطرد التنظيم من مدينة دير الزور وضفاف الفرات الغربية، والثانية تخوضها قوات سوريا الديموقراطية بدعم من التحالف الدولي بقيادة واشنطن ضد الجهاديين على الضفة الشرقية.

وحققت قوات سوريا الديموقراطية منذ بدء العملية تقدماً سريعاً وباتت على بعد نحو ستة كيلومترات من الضفة الشرقية للفرات مقابل مدينة دير الزور.

وكانت قوات سوريا الديموقراطية أكدت اثر اعلانها بدء حملة “عاصفة الجزيرة” في شرق الفرات في التاسع من ايلول/سبتمبر، عدم وجود اي تنسيق مع الجيش السوري وحليفته روسيا.

وقال المتحدث باسم التحالف الدولي الكولونيل راين ديلون الاثنين لفرانس برس “بقدر ما يقترب الجيش السوري وقوات سوريا الديموقراطية من بعضهما، بقدر ما تصبح الحاجة الى التيقظ أكبر”.

كما شدد التحالف في وقت سابق على أهمية احترام خط فض الاشتباك مع الروس في المعارك الجارية ضد الجهاديين في شرق سوريا.

واتفق الطرفان على إنشاء خط فض اشتباك يمتد من محافظة الرقة على طول نهر الفرات باتجاه محافظة دير الزور المحاذية، لضمان عدم حصول أي مواجهات بين الطرفين اللذين يتقدمان على حساب التنظيم.

ونادرا ما تحصل حوادث بين الطرفين او القوات التي تدعمانها، الا ان قوات سوريا الديموقراطية اتهمت السبت الجيش الروسي باستهداف قواتها شرق الفرات، الامر الذي نفته موسكو واكده التحالف الدولي.

وقال رئيس الاركان الاميركي جو دانفورد الاحد ان الطائرات الحربية الروسية كانت تلاحق جهاديين عبروا الفرات لكن غاراتهم طالت مواقع قريبة من قوات سوريا الديموقراطية ما اسفر عن اصابة مقاتلين.

وأكد “اجرينا اتصالات على كل المستويات لاعادة الفرات منطقة خفض توتر”، مبديا اسفه لهذا الحادث الذي يشكل “فشلا” لمساعي خفض التوتر.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية