مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

الجيش الفنزويلي يؤكد دعمه لمادورو قبل تظاهرات جديدة

الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو يحيي المشاركين في الذكرى السابعة لتأسيس "الميليشيا البوليفارية" في كراكاس في 17 نيسان/ابريل 2017 afp_tickers

قبل يومين من تظاهرة جديدة كبيرة للمعارضة في فنزويلا، حصل الرئيس الاشتراكي نيكولاس مادورو على دعم “غير مشروط” من الجيش، اللاعب الاساسي على الساحة السياسية في هذا البلد الذي يشهد ازمة سياسية واقتصادية.

وقال قائد الجيش ووزير الدفاع فلاديمير بادرينو لوبيز في تجمع لآلاف من مؤيدي مادورو المسلحين الذين يطلق عليهم اسم “الميليشيا البوليفارية” ان “القوات المسلحة الوطنية البوليفارية (…) تؤكد ولاءها غير المشروط للسيد الرئيس”.

واضاف الجنرال بادرينو لوبيز الذي كان يتحدث بحضور مادورو أمام القصر الرئاسي ميرافلوريس في كراكاس ان “القوات المسلحة تكن اعجابا عميقا للرئيس التشافي (نسبة الى الرئيس الراحل هوغو تشافيز الذي حكم البلاد من 1999 الى 2013)”.

وبذلك ازال قائد الجيش الانقسامات التي ظهرت في الأسابيع الماضية في معسكر الرئيس وخصوصا الانتقادات الحادة التي وجهتها النائبة العامة لمادورو.

وعبر مادورو الذي كان يعتمر قبعة عسكرية عن امتنانه لهذه الثقة. وقال امام الحشد الذي صفق له بحرارة ان “الولاء يقابل بالولاء”.

وتضم “الميليشيا البوليفارية” التي انشأها تشافيز في 2010 حوالى خمسين الف شخص اليوم.

قبيل ذلك، اعلن مادورو عن نشر جنود في جميع انحاء البلاد قبل تظاهرات جديدة مقررة الاربعاء في ذكرى ثورة 1810 التي افضت الى استقلال فنزويلا.

– “ام التظاهرات” و”مسيرة المسيرات” –

قررت المعارضة التي تشكل أغلبية في البرلمان ويعزز الاستياء الشعبي موقفها، انتهاز فرصة هذه المناسبة للدعوة الى “أم التظاهرات” من اجل المطالبة بانتخابات مبكرة. اما الحكومة فقد دعت الى “مسيرة للمسيرات” مما يثير مخاوف من مواجهات جديدة.

قال الرئيس الفنزويلي “لقد ولى زمن الخونة والخيانات، ولى زمن التردد وليحدد كل شخص موقفه: اما ان نكون مع الوطن او ضده”.

اما المعارضة فتعد بان تكون تظاهرة الاربعاء “بداية نهاية” تيار تشافيز الذي تريد اخراجه من السلطة معتبرة انها الوسيلة الوحيدة لإنهاء الازمة السياسية والاقتصادية.

وطلب 11 بلدا اميركيا لاتينيا الاثنين من فنزويلا “ضمان” حق التظاهر سلميا. وردت الحكومة الفنزويلية بوصف هذه الدعوة “بالتدخل الفاضح”.

وكتبت وزيرة الخارجية الفنزويلية ديلسي رودريغيز على تويتر ان “سياسة الكيل بمكيالين هذه التي تتبعها هذه الحكومات للمصادقة على العنف التخريبي للمعارضة سوقية”. واضافت “انها تنتهك القوانين الدولية لتبرر نزعتها التدخلية”.

– “شراء” الولاءات؟ –

بدأت موجة الاحتجاجات هذه في الاول من نيسان/ابريل بقرار للمحكمة العليا المعروفة بقربها من مادورو، تولي صلاحيات البرلمان مما أثار موجة احتجاج دبلوماسي دفعها الى التراجع عن قرارها بعد 48 ساعة.

ورأت المعارضة انها محاولة انقلابية، لكن قائد الجيش اتهمها الاثنين بالاعتماد على مجموعات من “اليمين المتطرف” لتنفيذ “برنامج إجرامي” يشمل “أعمالا إرهابية وأعمال شغب ونهب وتخريب وأشكالا مختلفة من العنف”.

والجيش الفنزويلي الذي يضم 165 الف رجل و25 الف جندي إحتياطي، لاعب أساسي في ميزان القوى السياسية في البلاد، كما يدل وزنه داخل الحكومة. فمن أصل 32 وزارة يتولى عسكريون حاليون او سابقون 11 حقيبة.

وترى المعارضة ان الجيش هو الداعم الاساسي الذي يسمح لمادورو بالبقاء في السلطة.

وقال المحلل لويس فيسينتي ليون لوكالة فرانس برس ان “تشافيز أشرك العسكريين في ادارة الحكومة وهذا التوجه تعزز مع مادورو”.

ويشرف الجيش على انتاج وتوزيع المواد الغذائية الاساسية بينما تشهد البلاد نقصا خطيرا في السلع، وكذلك على شركة نفطية ومحطة تلفزيونية ومصرف ومصنع لتجميع السيارات وشركة بناء.

وقال المحلل بينينيو الاركون ان الحكومة الاشتراكية التي لم تعد تتمتع باي شعبية “اشترت ولاء” العسكريين الذين يتيحون لها البقاء بالسلطة “بالقوة”.

وكانت السلسلة السابقة من التظاهرات التي هزت فنزويلا في 2014، أسفرت عن سقوط 43 قتيلا حسب الحصيلة الرسمية.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية