الجيش المصري يطلق عملية شاملة ضد “الارهاب” في سيناء
أعلن الجيش المصري صباح الجمعة حالة التأهب القصوى مع اطلاق عملية شاملة للقضاء على “العناصر الإرهابية” في شمال سيناء وبعض مناطق الدلتا.
وأفاد الجيش في بيان “بدأت صباح اليوم قوات انفاذ القانون تنفيذ خطة المجابهة الشاملة للعناصر والتنظيمات الارهابية والإجرامية بشمال ووسط سيناء وبمناطق أخرى في دلتا مصر والظهير الصحراوي غرب وادي النيل”.
وأكد المتحدث باسم القوات المسلحة أن القوات المسلحة والشرطة قامت “برفع حالة التأهب القصوى” لتنفيذ هذه العملية “سيناء 2018” التي قال ان الهدف منها كذلك هو “احكام السيطرة على المنافذ الخارجية” و”تطهير المناطق التي يتواجد بها بؤر ارهابية”.
وتأتي هذه العملية الشاملة، بحسب المتحدث العسكري، بناء على تكليف من رئيس الجمهورية للقوات المسلحة والشرطة المصرية.
وفي 24 تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، شهدت منطقة شمال سيناء مجزرة مروعة اذ سقط اكثر من 300 قتيل داخل مسجد بلدة الروضة (جنوب العريش) في اعتداء هو الاكثر دموية في تاريخ مصر الحديث. وتشير كل العناصر الى ان الاعتداء نفذه جهاديون مع ان اي جهة لم تعلن مسؤوليتها بعد.
وبعد هذا الاعتداء، كلف الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس هيئة الاركان اعادة فرض الامن في سيناء في غضون ثلاثة اشهر، مع استخدام “كل القوة الغاشمة”.
ومنذ اطاح الجيش بالرئيس الاسلامي محمد مرسي في 2013 بعد احتجاجات شعبية ضده، تخوض قوات الامن المصرية وخصوصا في شمال سيناء مواجهات عنيفة ضد مجموعات جهادية متطرفة، بينها الفرع المصري لتنظيم الدولة الاسلامية (ولاية سيناء).
وأسفرت هذه المواجهات عن مقتل المئات من الطرفين.
ونشر السيسي الذي من المرجح فوزه بولاية ثانية في الانتخابات الرئاسية في اذار/مارس المقبل، على صفحات التواصل الاجتماعي في فيسبوك وتويتر “أتابع بفخر بطولات أبنائي من القوات المسلحة والشرطة لتطهير أرض مصر الغالية من العناصر الإرهابية أعداء الحياة”.
في غضون ذلك، أصدرت مشيخة الأزهر بيانا يدعم العملية الشاملة بواسطة الجيش والشرطة.
وافاد البيان إن الازهر يدعو “كافة أبناء الشعب المصري إلى دعم قواتنا المسلحة الباسلة ورجال الأمن الشجعان في مواجهتهم تلك العناصر الإرهابية والإجرامية، حتى تتطهر مصر من دنس تلك العصابات”.
-تحركات أمنية مكثفة-
وكان الجيش اصدر بيانا اخر صباح الجمعة يفيد ببدء العملية الشاملة المشار اليها، إذ “قامت عناصر من قواتنا الجوية باستهداف بعض البؤر والأوكار ومخازن الأسلحة والذخائر التي تستخدمها العناصر الإرهابية كقاعدة لاستهداف قوات إنفاذ القانون والأهداف المدنية بشمال ووسط سيناء”.
وأفاد البيان ان القوات البحرية قامت “بتشديد إجراءات التأمين على المسرح البحري بغرض قطع خطوط الإمداد عن العناصر الإرهابية”، وكذلك تأمين المنافذ الحدودية وقناة السويس بواسطة قوات حرس الحدود والشرطة.
كما اغلقت السلطات المصرية معبر رفح الجمعة بسبب الاوضاع الامنية في سيناء بعيد مغادرة رئيس المكتب السياسي لحماس اسماعيل هنية الى القاهرة على رأس وفد من الحركة في اطار التشاور مع مصر، على ما أكد صالح الزق مدير عام الشؤون المدنية في قطاع غزة فرانس برس.
وأكد شهود عيان ومصادر أمنية لفرانس برس الجمعة أن هناك تحركات أمنية مكثفة بدأت في شمال سيناء.
وقال مصدر أمني إن العملية ستعتمد على “قصف الطائرات للمناطق التي تختبئ فيها عناصر تنظيم الدولة الاسلامية مع بدء عمليات على الارض باستخدام الدبابات والمدرعات واعداد كبيرة من القوات”.
وأفاد التليفزيون الرسمي بتعليق الدراسة في شمال سيناء لحين إشعار اخر نظرا لما تمر به المحافظة من “ظروف استثنائية”.
ومن جهتها أعلنت وزارة الداخلية الجمعة مقتل ثلاثة عناصر تابعة لحركة سواعد مصر “حسم” في القاهرة بعد تبادل اطلاق النار معهم من جانب قوات الأمن.
واكد البيان “رصد قطاع الأمن الوطني صدور تكليفات من قيادات الجماعة الإرهابية (الاخوان المسلمون) لعناصرها المنتمين لما تسمى بحركة حسم إحدى الأجنحة المسلحة للجماعة لتنفيذ سلسلة من العمليات العدائية المتزامنة تجاه المنشآت والمرافق الهامة والحيوية والقوات المسلحة والشرطة خلال الفترة المواكبة لبدء إجراءات الانتخابات الرئاسية”.
وأضافت الوزارة انه تم القبض على 14 من عناصر “حسم” بعد اعداد “خطة أمنية موسعة لتطويق مسارات تحركاتهم” في عدد من محافظات مصر.
وفي ايلول/سبتمبر 2015 بدأ الجيش المصري عملية شاملة في شمال سيناء لمواجهة العناصر الارهابية باسم “حق الشهيد” اسفرت عن مقتل العشرات من “التكفيريين”.
وكانت صحيفة “نيويورك تايمز” الاميركية نقلت هذا الأسبوع عن مسؤولين أميركيين وبريطانيين أن إسرائيل شنت أكثر من 100 غارة جوية تستهدف تنظيم الدولة الاسلامية في شمال سيناء بموافقة السلطات المصرية طوال اكثر من عامين، الأمر الذي نفاه المتحدث العسكري باسم الجيش المصري مؤكدا أن العمليات في سيناء ضد العناصر الارهابية تقوم بها القوات المسلحة المصرية فقط.
