مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

الحشود تستقبل البابا في مناطق تنشط فيها المافيا

البابا يتحدث الى الاطفال في منطقة سكامبيا الفقيرة afp_tickers

تجمع عشرات الآلاف من الاشخاص السبت لاستقبال البابا فرنسيس الذي توجه الى مناطق تنشط فيها المافيا وزار سجناء وفقراء في نابولي وسط اجراءات امنية مشددة.

ووصل البابا الى منطقة سكامبيا الفقيرة في مدينة نابولي في “البابا موبيلي” التي سرعان ما غرقت وسط حشد من الاولاد والشباب نجح اثنان منهم في التقاط صورة ذاتية مع الحبر الاعظم.

وقال البابا متوجها للسكان ان “الفساد شر. المجتمع الفاسد سيء” مضيفا “لدينا جميعا القدرة على الفساد والاجرام”.

ويتوقع ان يتجمع حوالى 800 الف شخص خلال النهار في مدينة نابولي الجنوبية لاستقبال البابا الارجنتيني الذي اعلن العام الماضي الحرب على الجريمة المنظمة من خلال “اقصاء” كافة اعضاء المافيا من الكنيسة الكاثوليكية.

وكانت الاجراءات الامنية مشددة بمناسبة هذه الزيارة اذ ان البابا اضافة الى امكانية تعرضه لعمل ثأري من العصابات الاجرامية، تلقى تهديدات من تنظيم الدولة الاسلامية والزيارات خارج دولة الفاتيكان تشكل فرصا لاغتياله.

فبعد مجزرة متحف باردو في تونس هذا الاسبوع التي اعلن التنظيم المتطرف مسؤوليته عنها، ستتركز كافة الجهود لضمان سلامة البابا مع نشر ثلاثة الاف رجل شرطة اضافي على طول الطريق التي سيسلكها وقناصة على اسطح المباني.

وقبل وصوله الى سكامبيا بدأ البابا يومه في مدينة بومباي القديمة.

ويتوقع ان يقيم قداسا في ساحة ديل بليبيشيتو في وسط نابولي التاريخي قرب خليج نابولي قبل ان يزور سجن بوجو ريالي المكتظ حيث يعتقل 2500 شخص في حين يمكنه استيعاب 1400 سجين.

وسيتناول الحبر الاعظم الغداء مع تسعين سجينا بينهم 12 متحولا جنسيا ومثليا ومصابا بالايدز وفقا لقناة تي في 2000 الكاثوليكية.

وفي كاتدرائية نابولي سيصلي البابا امام ذخائر قديس المدينة الذي يسيل دمه المخزن في انبوب صغير بشكل عجائبي ثلاث مرات في السنة وفقا للرواية الشعبية.

وتختتم الزيارة بحفل موسيقي يتم احياؤه خصيصا للبابا على الواجهة البحرية للمدينة.

ويتوقع ان يلقي البابا كلمة يتحدث فيها عن مشاكل المنطقة من الفساد المستشري الى ادمان المخدرات والبطالة المرتفعة والتلوث البيئي في مساحة تحرق فيها النفايات السامة بشكل غير مشروع.

وسيوجه البابا كلاما قاسيا الى مافيا نابولي الشهيرة التي كتب عنها الصحافي روبيرتو سافيانو في كتابه “كامورا” الذي نال جائزة وانتج عنها فيلم في 2008.

والعام الماضي طرد البابا فرنسيس من الكنيسة كل اعضاء المافيا غير التائبين وقال انهم سيحرقون في نار جهنم في خطوة اشاعت مخاوف من اعمال انتقامية من الشبكة الاجرامية.

وخلال زيارة للمنطقة التي تسيطر عليها مافيا دارنغيتا في كالابريا بجنوب ايطاليا وصف البابا المافيا “بانها تعبد الشر وتحتقر الخير”.

واضاف “علينا القضاء على هذا الشر” داعيا الى قطع العلاقات بين الجريمة المنظمة والكنيسة ويتوقع ان يكرر هذه الدعوة في نابولي.

ويحارب العديد من القساوسة شبكات المافيا الثلاث الرئيسية في ايطاليا كوزا نوسترا في صقلية ودارنغيتا في كالابريا وكامورا في نابولي، واحيانا يتعرضون للاغتيال.

وكان اعضاء في المافيا يحضرون القداديس وتقام لهم جنازات مهيبة ويقدمون انفسهم على انهم من فاعلي الخير للكنيسة الكاثوليكية اذ يساعدون السكان المحليين الذين تخلت عنهم الدولة.

وقال الاب لويجي شوتي الذي كرس حياته لمحاربة المافيا ان زيارة البابا مهمة جدا لمدينة وصفها بانها “رائعة لكنها حزينة، كريمة وتحمل جراحا كثيرة”.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية