مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

الحكومة الفنزويلية تتهم ترامب بتهديد استقرار اميركا الجنوبية

تحدث الرئيس الاميركي دونالد ترامب عن خيار عسكري ممكن في فنزويلا حيث وعد الرئيس نيكولاس مادورو الذي تقوم الاسرة الدولية بعزله، قبل يوم واحد بالرد على اي عدوان اميركي afp_tickers

اتهمت الحكومة الفنزويلية السبت الرئيس الاميركي دونالد ترامب بالسعي الى تهديد استقرار اميركا الجنوبية عبر “تهديده الوقح” ب”خيار عسكري” على وقع الازمة التي تشهدها البلاد.

وصرح ترامب لصحافيين الجمعة في نيوجرسي حيث يمضي عطلة “لدينا خيارات كثيرة لفنزويلا، بما في ذلك خيار عسكري ممكن اذا لزم الامر”.

ولم يرد الرئيس الاميركي بشكل واضح على سؤال عن تفاصيل هذا الاعلان الذي يأتي في اوج توتر مع كوريا الشمالية.

وقال ترامب الذي كان محاطا بوزير الخارجية ريكس تيلرسون والسفيرة الاميركية في الامم المتحدة نيكي هايلي “لدينا قوات في كل انحاء العالم وفي اماكن بعيدة جدا. فنزويلا ليست بعيدة جدا والناس يعانون ويموتون”. واضاف ان “الخيار العسكري هو بالتأكيد طريق يمكن ان نسلكه”.

وفي بيان تلاه باسم الرئيس نيكولاس مادورو، قال وزير الخارجية خورخي اريازا السبت ان “التهديد الوقح للرئيس دونالد ترامب يهدف الى دفع اميركا الجنوبية والكاريبي الى نزاع سيضر في شكل دائم بالاستقرار والسلام والامن في منطقتنا”.

ورفض البيان “في شكل نهائي وحازم التصريحات المعادية” للرئيس الاميركي.

بدورها، اعلنت الجمعية التأسيسية الفنزويلية دعمها لمادورو في مواجهة “التهديدات الوقحة” لنظيره الاميركي.

وكتبت رئيسة الجمعية ديلسي رودريغيز على حسابها على موقع تويتر “نرفض التهديدات الجبانة والوقحة والمخزية” لترامب “ضد سيادة فنزويلا”.

واضافت ان الجمعية التأسيسية التي تضم 545 عضوا ينتمون جميعا الى الحزب الحاكم “ستتحرك لمواكبة” مادورو “في الدفاع” عن البلاد.

وادى انتخاب هذه الجمعية التي ترفضها المعارضة الفنزويلية الى زيادة التوتر في العلاقات بين كراكاس وواشنطن، علما بان لا علاقات دبلوماسية بين البلدين منذ 2010.

وفرضت الولايات المتحدة مطلع آب/اغسطس عقوبات على الرئيس الفنزويلي الذي وصفته ب”الديكتاتور”.

وثبتت الجمعية التأسيسية التي تنتقدها الدول الغربية، بالاجماع مادورو في منصبه “كرئيس لجمهورية فنزويلا البوليفارية”.

ومن النادر جدا ان تفرض الولايات المتحدة عقوبات على رئيس دولة اجنبية يمارس مهامه. ومادورو هو الرئيس الرابع الذي تفرض عليه عقوبات من قبل واشنطن بعد الرئيس السوري بشار الاسد والزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ اون ورئيس زيمبابوي روبرت موغابي.

– “نظام غير مقبول” –

وفرضت مجموعة جديدة من العقوبات الاميركية هذا الاسبوع على ثمانية مسؤولين فنزويليين شاركوا في انشاء الجمعية التاسيسية التي وصفت ب”غير الشرعية”.

وقال وزير الخزانة الاميركي ستيفن منوتشين ان “هذا النظام غير مقبول والولايات المتحدة تقف في صف المعارضة (التي تتصدى) للاستبداد الى ان تعيد فنزويلا ديموقراطية مزدهرة وسلمية”.

وكان مادورو صرح الخميس انه يريد اجراء “محادثة” مع ترامب عبر الهاتف او وجها لوجه في نيويورك حيث تنعقد في ايلول/سبتمبر اجتماعات الجمعية العامة للامم المتحدة. وقال الرئيس الفنزويلي “إذا كان (ترامب) مهتما إلى هذا الحدّ بفنزويلا، فأنا هنا. سيّد دونالد ترامب، هذه يدي”.

وكشف البيت الابيض ان مادورو طلب فعلا اجراء محادثة مع ترامب الجمعة، لكنه اوضح ضمنا ان طلبه رفض.

وقال البيت الابيض في بيان ان “الولايات المتحدة تقف مع الشعب الفنزويلي في مواجهة القمع الدائم الذي يمارسه نظام مادورو”. واضاف ان “الرئيس ترامب سيتحدث طوعا مع رئيس فنزويلا عندما يتم احلال الديموقراطية”.

وكان مادورو اكد انه يتمنى اقامة “علاقات طبيعية” مع الولايات المتحدة، لكنه حذر ترامب الخميس من ان بلاده “سترد وسلاحها بيدها” على اي اعتداء محتمل.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية