مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

الحملة الدولية للقضاء على الاسلحة النووية تفوز بجائزة نوبل للسلام للعام 2017

رئيسة لجنة نوبل النروجية بيريت رايس اندرسون تعلن الفائز بجائزة نوبل للسلام في 6 تشرين الاول/اكتوبر 2017 afp_tickers

منحت جائزة نوبل للسلام للعام 2017 الجمعة الى منظمة “الحملة الدولية للقضاء على الاسلحة النووية” (آيكان) التي سارعت الى التحذير من ان ادارة الرئيس الاميركي دونالد ترامب ما هي الا دليل على مدى خطورة الاسلحة النووية.

وقررت لجنة نوبل النروجية مكافأة هذه المنظمة على جهودها لمكافحة اسلحة الدمار الشامل في الوقت الذي يلوح فيه ترامب بالانسحاب من الاتفاق النووي الايراني ويتبادل فيه الاتهامات مع الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ اونغ حول برنامج بيونغ يانغ النووي.

وصرحت بياتريس فين مديرة المنظمة امام صحافيين في جنيف ان “انتخاب ترامب يشعر عددا كبيرا من الناس بالقلق لأنه يملك لوحده صلاحية استخدام السلاح النووي”، ولانه يميل الى “عدم الاصغاء الى الخبراء”.

ونالت الحملة التي تضم مئات المنظمات غير الحكومية الجائزة بفضل جهودها من اجل توقيع معاهدة تاريخية لحظر الاسلحة النووية هذا العام.

وصرحت رئيسة لجنة نوبل النروجية بيريت رايس اندرسون “نعيش في عالم اصبح فيه خطر استخدام الاسلحة النووية اكبر بكثير مما كان عليه منذ فترة طويلة”. واضافت ان “بعض الدول تطور ترسانتها النووية والخطر فعلي بان يتزود عدد اكبر من الدول بالسلاح النووي، كما تظهر كوريا الشمالية”.

بعد 72 عاما على هيروشيما وناغازاكي، تبنت 122 دولة في 7 تموز/يوليو 2017 في الامم المتحدة معاهدة تحظر للمرة الاولى تطوير وتخزين الاسلحة النووية والتهديد باستخدامها.

لكن ابعادها تبقى رمزية بعد رفض القوى النووية العظمى التسع الانضمام اليها. كما ان الحلف الاطلسي والنروج عضو فيه، ندد بالمعاهدة مشيرا خصوصا الى “التهديد الخطير” الذي تمثله كوريا الشمالية.

وشددت ريس اندرسون على ان الجائزة “تشجيع” للدول التي لم توقع المعاهدة حتى تعمل ايضا من اجل ازالة الاسلحة النووية من العالم.

– “ترامب غبي”-

ويتوقع ان يعلن ترامب قبل 15 تشرين الاول/اكتوبر امام الكونغرس موقفه من الاتفاق النووي التاريخي الموقع مع ايران في 2015 والذي يفرض قيودا صارمة على البرنامج النووي الايراني لقاء رفع العقوبات الدولية عند هذا البلد.

وتوقعت صحف أن يعلن الأسبوع المقبل سحب الاقرار بالاتفاق ما يفسح المجال امام اعادة فرض عقوبات على ايران وبالتالي افشال الاتفاق.

وردا على سؤال عما اذا كانت الجائزة تنطوي على انتقاد لترامب، قالت رايس اندرسون ان “الجائزة ليست موجهة ضد احد”.

لكن فين تحدثت الأربعاء بلهجة أقل دبلوماسية عندما كتبت في تغريدة “دونالد ترامب غبي”، لكنها عادت وقالت أنها نادمة على ذلك.

وقالت فين الجمعة “نعيش في اجواء من التوتر الدولي الشديد يمكن ان تؤدي فيه الخطب النارية بسهولة وبشكل لا يمكن تفاديه الى فظائع لا يمكن وصفها. عاد التهديد باندلاع نزاع نووي ماثلا بقوة من جديد. وعلى الامم ان تعلن الان معارضتها دون التباس للاسلحة النووية”.

– آلاف الرؤوس النووية –

ويشعر الدبلوماسيون بالقلق من التبعات السلبية التي يمكن ان تنجم عن تغيير مفاجئ في الموقف الاميركي ازاء الملف في الوقت الذي لا تزال الاسرة الدولية تأمل فيه حمل كوريا الشمالية على العودة الى طاولة المفاوضات والعدول عن طموحاتها النووية.

وشهدت الاسابيع الماضي تراشقا في الاتهامات والشتائم بين ترامب والزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ اون بعد التجربة النووية السادسة لبيونغ يانغ في 3 ايلول/سبتمبر وقيامها باطلاق صواريخ. واعتبر ترامب الذي هدد كوريا الشمالية ب”دمار شامل” الاحد ان المفاوضات “مضيعة للوقت”.

منذ تشكيلها في العام 2007، تشدد “آيكان” على ان استخدام الاسلحة النووية سيؤدي الى عواقب كارثية ما يجعل القضاء عليها امرا لا بد منه.

وشددت الجمعة على ان “نزع الاسلحة ليس حلما بل ضرورة انسانية ملحة”.

وتحظى هذه المنظمة بدعم ناشطين وايضا بفائزين قبلا بجائز نوبل للسلام من بينهم ديسموند توتو والدالاي لاما وشخصيات على غرار يوكو اونو ومارتن شين.

مع ان عدد الرؤوس النووية تراجع بشكل كبير على مدى ثلاثين عاما وانتقل من نحو 64 الفا في 1986 الى اكثر بقليل من تسعة الاف في 2017، بحسب نشرة العلماء الذريين لكن عدد الدول التي تملكها ازداد في المقابل.

وبات هناك في العالم تسع دول تمتلك هذا النوع من اسلحة الدمار الشامل هي الولايات المتحدة وروسيا وفرنسا وبريطانيا والصين والهند وباكستان وكوريا الشمالية واسرائيل.

واشاد الامين العام للامم المتحدة انطونيو غوتيريش بمنح الجائزة الى “آيكان” قائلا “نحن بحاجة الان اكثر من اي وقت مضى الى عالم خال من الاسلحة النووية”.

وأعلن الكرملين انه “يحترم” قرار لجنة نوبل وجدد الالتزام بسياسته حظر انتشار الاسلحة النووية. وقال الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف “انه قرار لجنة نوبل ويجب احترامه”.

في المقابل، تعامل الحلف الاطلسي بفتور مع اعلان فوز “آيكان”. وصرح الامين العام للحف ينس ستولتنبورغ ان “الخلف ملتزم الحفاظ على السلام ويريد ايجاد الظروف لعالم خال من الاسلحة النووية”، لكنه “اعرب عن الاسف لكون الظروف من اجل نزع السلاح النووي غير مؤاتية حاليا”.

كما اشاد ناجون من هيروشيما وناغازاكي بمنح الجائزة الى الحملة. وقال ناج في ال92 “سنواصل الحملة من اجل عالم خال من السلاح الذري”.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية