مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

الحملة على الفساد في السعودية تثير قلق الحليف الاميركي

صورة من الأرشيف لوزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون في واشنطن afp_tickers

بدأت الحملة غير المسبوقة التي تنفذ في السعودية تحت عنوان مكافحة الفساد تثير “قلق” واشنطن بعد أيام من اعلان الرئيس دونالد ترامب تأييده الكامل لهذه العملية.

واعتقل أكثر من 200 شخص في 4 تشرين الثاني/نوفمبر في اطار حملة تطهير استهدفت أمراء ووزراء حاليين وسابقين ورجال أعمال، ونفذت بعد تشكيل لجنة لمكافحة الفساد برئاسة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان الذي يعزز سلطاته ونفوذه.

وقالت النيابة العامة ان الموقوفين المحتجزين في مكان لم يُفصح عنه سيخضعون للمحاكمة.

وقال وزير الخارجية الاميركي ريكس تيلرسون الجمعة ان حملة التوقيفات غير المسبوقة في السعودية تثير “بعض القلق”.

وصرح تيلرسون على متن الطائرة في طريقه الى فيتنام “لقد تحدثت الى وزير الخارجية السعودي عادل الجبير للحصول على توضيحات وأعتقد بالاستناد الى هذه المحادثة ان النوايا جيدة”.

واشار تيلرسون من جهة ثانية الى ان الجبير ابلغه بان رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري اتخذ قراره بالاستقالة “من تلقاء نفسه”.

وقال تيلرسون انه “لا يملك دليلا” على ان الحريري محتجز في السعودية ضد ارادته، مضيفا ان الولايات المتحدة تشجعه على العودة الى لبنان لتقديم استقالته رسميا.

غير ان الامين العام لحزب الله حسن نصرالله اتهم الجمعة في كلمة له السعودية ب”احتجاز” الحريري، مضيفا ان السعوديين “أجبروه” على اعلان استقالته من الرياض، ثم “منعوه” من العودة الى لبنان.

وعاد تيلرسون مساء الجمعة واصدر بيانا حذر فيه من استخدام لبنان مسرحا لخوض “نزاعات بالوكالة”.

وقال في بيان إن “الولايات المتحدة تحث كل الاطراف اكانوا في داخل لبنان او خارجه على احترام وحدة واستقلال المؤسسات الوطنية الشرعية في لبنان، ومن ضمنها الحكومة والقوات المسلحة. وفي هذا الاطار نكن الاحترام لرئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري بصفته شريكا قويا للولايات المتحدة”.

واضاف تيلرسون في تحذير موجه الى ايران وحزب الله “لا يوجد مكان ولا دور شرعي في لبنان لقوات او مليشيات او عناصر مسلحة اجنبية غير قوات الامن الشرعية التابعة للدولة اللبنانية التي يجب ان يتم الاعتراف بها على انها السلطة الوحيدة المخولة حفظ الامن في لبنان”.

– ابتلعوا ثروات البلد –

وكان الرئيس الاميركي دونالد ترامب عبر عن دعمه للاجراءات التي تتخذها السعودية، وقال الاثنين ان لديه “ثقة كبيرة” بالحملة.

وكتب ترامب على تويتر أن الملك سلمان وولي العهد “يعرفان تماما ماذا يفعلان” وان “بعضا ممن يعاملونهم بقسوة كانوا يبتلعون ثروات البلد منذ سنوات”.

هذا التأييد الصادر عن الرئيس الأميركي للقادة السعوديين الذين يؤازرهم في الوقوف في وجه ايران، العدو المشترك، يقلق في المنطقة المراقبين والخبراء الذين يعدونه مجازفة.

ومنذ الأسبوع الماضي ارتفعت حدة تبادل الاتهامات بين طهران والرياض، وفي قلب التوتر الجديد مصير لبنان وكذلك اليمن الغارق في حرب طاحنة عدا عن أن سكان هذا البلد الذي يعد من الأفقر في العالم يواجهون أخطر أزمة انسانية في العالم، وفق الأمم المتحدة.

واتهمت السعودية التي تقود تحالفا عسكريا لمحاربة الحوثيين الشيعة وحلفائهم منذ آذار/مارس 2015 في اليمن، الأربعاء ايران بشن “عدوان مباشر” عليها بعد اطلاق الحوثيين صاروخا السبت باتجاه مطار الملك خالد في الرياض.

– “حر في تنقلاته” –

وقال وزير الخارجية الفرنسية جان ايف لودريان الجمعة أن رئيس الوزراء اللبناني المستقيل سعد الحريري الموجود حاليا في السعودية، “حر في تنقلاته” وانه من المهم “ان يقوم بنفسه بخياراته”.

وقال لودريان لاذاعة “اوروبا 1” ردا على شائعات بفرض قيود على تنقلات الحريري، “لقد توجه الى ابوظبي (الاربعاء) عشية قدوم (الرئيس الفرنسي ايمانويل) ماكرون، وبالتالي نعتقد أنه حر في تنقلاته ومن المهم ان يقوم بنفسه بخياراته”.

وقال متحدث باسم الخارجية الفرنسية ان فرنسا تأمل في “ان يملك كامل حريته في الحركة وان يكون بامكانه تماما ان يقوم بدوره الاساسي في لبنان”.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية