مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

الحوثيون يحكمون قبضتهم على صنعاء وايران تندد ب”المعتدين”

صورة ملتقطة في 5 كانون الأول/ديسمبر 2017 بعد غارة على القصر الرئاسي في صنعاء نسبت الى التحالف العسكري الذي تقوده السعودية afp_tickers

أحكم المتمردون الحوثيون المدعومون من إيران سيطرتهم على مدينة صنعاء بعد القضاء على حليف الأمس الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح، فيما أعلن الرئيس الإيراني حسن روحاني أن اليمنيين سيجعلون “المعتدين” السعوديين يندمون على أفعالهم.

وبعد أن كان الحوثيون يتقاسمون السيطرة على العاصمة اليمنية مع قوات المؤتمر الشعبي العام بزعامة صالح الذي انقلب عليهم، أتاح مقتل الاخير الاثنين في كمين جنوب صنعاء، للحوثيين الانفراد فيها.

واعلنت مصادر أمنية سيطرة الحوثيين على جميع المواقع التي كانت خاضعة لانصار صالح بعد ساعات قليلة من مقتله.

وتسببت المعارك في صنعاء بمقتل 234 شخصا وإصابة 400 آخرين بجروح منذ الاول من كانون الاول/ديسمبر، بحسب اللجنة الدولية للصليب الاحمر.

وقالت المتحدثة باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر في اليمن سمية بلطيفة لوكالة فرانس برس “لدينا الآن حصيلة 234 قتيلا و400 جريح” سقطوا خلال مواجهات بين الحوثيين وحلفائهم السابقين.

وبدأت المعارك الاربعاء، لكنها احتدمت منذ الجمعة الاول من كانون الاول/ديسمبر.

وبعد أن تحالف معهم لثلاث سنوات، انقلب علي عبدالله صالح على الحوثيين ومد يده للسعودية مبديا استعداده لفتح “صفحة جديدة” معها السبت.

على صعيد اخر، دعا مجلس الامن الدولي “جميع الاطراف” في اليمن الى خفض مستوى العنف والالتزام بدون شروط بالعملية السياسية التي تقودها الامم المتحدة من اجل وقف دائم لاطلاق النار.

واكد المجلس انه “متحد في قلقه العميق ازاء الوضع الانساني الرهيب الذي ما زال يتدهور في اليمن” الذي بات “على شفا مجاعة كارثية”.

بدورها، عبرت القمة الخليجية في الكويت في بيانها الختامي عن “قلقها البالغ ازاء التطورات المؤسفة” في اليمن منددة ب”الميليشيات الارهابية المدعومة من ايران وما تمارسه من تنكيل وغدر وتصفيات جسدية بشعة ذهب ضحيتها المئات، وبينهم الرئيس السابق علي عبدالله صالح”.

واعتبرت ان اليمن دخل في “منعطف حاسم وخطير يتطلب التفاف وتكاتف الجميع (…) للتخلص من الميليشيات الحوثية”.

وكانت الرياض اعربت عن املها في أن يتخلص اليمن من “الميليشيات الحوثية الطائفية الإرهابية المدعومة من إيران”، في أول تعليق بعد مقتل صالح.

وتم استهداف قصر الرئاسة الواقع في وسط صنعاء في قلب حي مكتظ بالسكان سبع مرات على الأقل فيما خلت شوارع المدينة من المارة خشية من القصف. ولم يعرف ما اذا أدت هذه الضربات إلى وقوع ضحايا.

وقد طلب التحالف العسكري بقيادة السعودية الإثنين من المدنيين في صنعاء “الابتعاد عن آليات وتجمعات” الحوثيين ما “لا يقل عن 500 متر” من المواقع الخاضعة لسيطرتهم، في مؤشر إلى تكثيف غاراته.

– تهديد ايراني –

وأعلن رئيس المكتب السياسي لحركة انصار الله التابعة للحوثيين صالح الصماد انتهاء العمليات الأمنية في صنعاء.

وأكد بطريقة غير مباشرة شنّ حملة قمع ضد مقربين من علي عبدالله صالح معلنا أنه أمر الأجهزة الأمنية “اتخاذ الإجراءات والتدابير اللازمة” بحق من قام “بأي أعمال تخريبية (…) باقتحام البيوت والممتلكات الخاصة والعامة”. وقال “في حال رصدت أي انتهاكات خارج القانون فسيتم التعامل بحزم مع مقترفيها ومن تواطأ معهم”.

وما لبثت طهران أن أعلنت موقفها على لسان روحاني الذي أكد الثلاثاء أن “اليمن سيحرر من أيدي المعتدين وشعب اليمن المخلص سيجعل المعتدين يندمون”.

من جهته، ندد قائد الحرس الثوري الايراني اللواء محمد علي جعفري بـ”النظام السعودي الخائن الذي دخل في صراع مع الدول المسلمة الأخرى في المنطقة، بهدف زعزعة الأمن (…) وهو يثير التفرقة بين المسلمين بأوامر أميركا وإسناد الكيان الصهيوني”.

وتابع جعفري ان السعوديين “کانوا بصدد تنفيذ انقلاب ضد المجاهدین وأنصار الله، وقد أحبطت هذه المؤامرة في المهد”.

ولا يزال الوضع في صنعاء غير مستقر. فقد انتشرت شائعات حول توقيفات غير مؤكدة لعدد من الشخصيات المهمة المؤيدة لصالح.

وتظاهر الالاف من مؤيدي المتمردين الحوثيين الثلاثاء في صنعاء احتفالا، حسب قولهم، ب”فشل مؤامرة” صالح، من دون اطلاق شعارات معادية للرئيس السابق.

وهتف المتظاهرون الذين تجمعوا قرب المطار الدولي في شمال العاصمة، شعارات مثل “صنعاء حرة” او “اليمن شعب واحد”.

وانتهت المسيرة بكلمة لاحد قادة التمرد محمد علي الحوثي الذي اكد ان “اليمن انتصر لقضيته وللجميع ولم ينتصر لحزب أو مذهب”.

واضاف “اليوم، نحن في واقع جديد ويمن جديد، يمن يتغلب فيه الشعب على كل المؤامرات”.

مثل القذافي –

وكان صالح نجا من هجمات ومؤامرات عدة خلال مسيرته السياسية على امتداد 33 عاما من الحكم قبل تنحيه عام 2012 لصالح الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي.

وأفاد مصدر عسكري أن صالح وقع في كمين مسلح نصبه الحوثيون في جنوب العاصمة.

ونشر الحوثيون شريط فيديو يظهر جثة صالح مصابة بالرأس، يحملها مسلحون على بطانية حمراء ووضعوها في الجزء الخلفي من شاحنة صغيرة. كما ظهرت آثار دماء على قميص القتيل.

يذكّر هذا المشهد بمقتل الديكتاتور الليبي السابق معمر القذافي الذي قتله متمردون وهو يهرب من العاصمة طرابلس عام 2011.

ولا يعرف مكان جثة صالح وما اذا كانت ستقام مراسم دفن.

وكتبت منظمة “هيومن رايتس ووتش” الحقوقية الثلاثاء في بيان ان الرئيس اليمني السابق يترك خلفه ارثا “قاتما” بسبب “الانتهاكات الخطرة” و”الجرائم” المرتكبة خلال عهده.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية