مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

الحوثيون يرسلون تعزيزات عسكرية جديدة الى جنوب اليمن

قوات موالية للرئيس عبد ربه منصور هادي في عدن، الاثنين 23 آذار/مارس 2015 afp_tickers

ارسل الحوثيون الاثنين تعزيزات عسكرية جديدة الى جنوب اليمن مصعدين ضغوطهم على مدينة عدن التي لجأ اليها الرئيس اليمني المعترف به دوليا عبدربه منصور هادي، فيما سجلت اشتباكات بينهم وبين مسلحي القبائل المناهضة لهم، بحسب مصادر امنية.

ويأتي ذلك غداة دعوة زعيمهم عبدالملك الحوثي الى “التعبئة العامة”، بعد ايام من تصعيد القوات المتحالفة معه والموالية للرئيس السابق علي عبدالله صالح من ضغوطها على مدن الجنوب وصولا الى عدن.

ودارت اشتباكات ليل الاحد الاثنين بين مسلحين قبليين والحوثيين الذين كانوا ينقلون التعزيزات العسكرية الى محيط مدينة تعز (جنوب غرب) التي سيطروا على مطارها ويحاولون السيطرة عليها بشكل تام بحسب مصادر متطابقة.

وواجه الحوثيون مقاومة شديدة من القبائل في هيجة العبد والمقاطرة الواقعتين جنوب تعز باتجاه عدن، واضطروا الى التراجع بحسب مصادر امنية وقبلية.

كما ذكرت مصادر محلية وعسكرية لوكالة فرانس برس ان الحوثيين نقلوا “حوالى خمسة الاف رجل وثمانين دبابة الى منطقة القاعدة” في محافظة اب القريبة من تعز.

وتمركزت هذه التعزيزات في مدارس بلدة القاعدة التي تبعد حوالى 30 كيلومترا شمال شرق تعز والتي تم تحويلها الى ثكنات عسكرية.

وتظاهر الالاف في تعز الاثنين ايضا امام معسكر قوات الامن الخاصة الموالية للرئيس السابق والحوثيين للمطالبة برحيل قياداتهم من المدينة.

ومساء الاثنين، اصيب اربعة متظاهرين بالرصاص خلال محاولة لتفريق تظاهرة جديدة، وفق شهود.

وكان الحوثيون اطلقوا الاحد النيران على المتظاهرين في تعز ما اسفر عن مقتل شخص واصابة خمسة آخرين.

وتعد تعز وهي من اكبر مدن اليمن، بوابة عدن التي لجأ اليها هادي بعد سيطرة الحوثيين على صنعاء ما يعزز المخاوف من انتقال القتال الى مشارف المدينة الجنوبية التي باتت عاصمة مؤقتة للبلاد.

وانتشر نحو 300 مسلح حوثي بثياب عسكرية مع جنود الاحد في حرم مطار تعز فيما قامت مروحيات بنقل تعزيزات عسكرية من صنعاء الواقعة على بعد 250 كيلومترا شمالا، بحسب مصادر ملاحية.

وزار وزير الدفاع اليمني محمود الصبيحي الذي انشق عن الحوثيين والتحق بالرئيس اليمني في عدن، الاثنين مواقع القوات الموالية للرئيس في منطقة كرش على الحدود بين محافظة تعز ومحافظة لحج الجنوبية.

وحض الوزير القوات المنتشرة في المكان على “التصدي لاي محاولة لتقدم الحوثيين”، بحسب مصادر شيوخ قبليين كانوا يرافقون الوزير في جولته.

وفي محافظة مأرب شرق صنعاء، تمكنت قبائل سنية من صد قافلة للحوثيين اثر معارك عنيفة خلفت “عشرات القتلى” بينهم ستة من افراد القبائل بحسب مصادر قبلية. وتعذر تأكيد هذه الحصيلة.

ويحظى الحوثيون المدعومون من قبل ايران، بدعم على الارض من القوات الموالية لصالح الذي يحتفظ بنفوذ كبير في المؤسسة العسكرية رغم تنحيه عن الرئاسة في 2012 بعد 33 سنة في السلطة.

واقام صالح تحالفا مع الحوثيين ضد هادي الذي يحظى بدعم دول الخليج والمجتمع الدولي.

والاثنين، قال وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل ان “الحل لا يمكن الوصول اليه (في اليمن) الا بالانصياع للاجماع الدولي برفض الانقلاب وكل ما ترتب عليه بما في ذلك الانسحاب الحوثي المسلح من كافة مؤسسات الدولة وتمكين الحكومة الشرعية من القيام بمهامها الشرعية”.

واكد اهمية “الاستجابة العاجلة للدعوة التي اطلقها الرئيس اليمني المعترف به دوليا عبدربه منصور هادي وتبناها مجلس التعاون لعقد مؤتمر يمني في الرياض “تحضره جميع الاطياف السياسية الراغبة في الحفاظ على امن واستقرار اليمن”.

واصدر مجلس الامن الدولي الاحد بيانا باجماع اعضائه اكد دعم الرئيس اليمني في مواجهته مع الحوثيين الشيعة، وتمسكه بوحدة اليمن.

وفي اعلان اصدرته في نهاية اجتماع طارئ الاحد، لوحت الدول ال15 الاعضاء في المجلس بفرض عقوبات ضد الحوثيين، كما سبق وفعلت مرارا من دون اي نتيجة منذ بداية الازمة اليمنية.

كما جدد الاعضاء “التزامهم الكامل بوحدة وسيادة” اليمن.

وخاطب موفد الامم المتحدة الى اليمن جمال بنعمر اعضاء مجلس الامن بواسطة دائرة فيديو مغلقة من قطر قائلا ان البلاد تتجه نحو “حرب اهلية” ويمكن ان “تتفتت”.

واكد مجلس الامن في البيان “دعمه لشرعية الرئيس عبد ربه منصور هادي” ودعا كل اطراف هذه الازمة الى “الامتناع عن اي عمل يضر بهذه الشرعية” وبوحدة اليمن.

من ناحيته، دعا الحوثي الاحد الى “التعبئة العامة” لمواصلة الهجوم الذي تشنه قواته باتجاه جنوب اليمن، ويستهدف بحسب قوله تنظيمي القاعدة والدولة الاسلامية.

وقال في خطاب متلفز نقله تلفزيون المسيرة التابع للحوثيين “ادعو شعبنا العظيم في اليمن للتحرك بكل فئاته في كل المجالات للتعبئة العامة (…) ورفد المعسكرات واللجان الشعبية بالمقاتلين”.

الى ذلك، تبنى تنظيم الدولة الاسلامية الاثنين اعدام 29 عنصرا من قوات شرطة النجدة في محافظة لحج الجنوبية التي اعلنها ثاني “ولاية” له في اليمن بعد صنعاء، وذلك في دليل على النشاط المتزايد للتنظيم المتطرف في اليمن الذي يعد في الاساس معقل تنظيم “قاعدة الجهاد في جزيرة العرب”.

ونشر التنظيم المتطرف الاثنين على الانترنت صورا لخمسة انتحاريين موضحا ان اربعة منهم يتحدرون من اب في جنوب اليمن والخامس من صنعاء.

وكان تنظيم الدولة الاسلامية المعروف ب”داعش” تبنى للمرة الاولى عدة هجمات انتحارية استهدفت الجمعة مساجد في صنعاء يرتادها موالون للحوثيين، ما اسفر عن مقتل 142 شخصا.

على صعيد آخر، اصدرت “اللجنة الثورية” التابعة للحوثيين والتي تمسك بزمام السلطة في صنعاء، قرارا يسمح لنائب الرئيس اليمني السابق المقيم في المنفى علي سالم البيض الذي يعد من ابرز قادة الحراك الجنوبي المطالب بالانفصال عن الشمال، بالعودة الى اليمن.

ونص القرار على “الغاء كافة الموانع السياسية والإجراءات الإدارية التي تحول دون منح المواطنين اليمنيين في الخارج جوازات سفر … ويمنح الأستاذ علي سالم البيض جواز سفر دبلوماسيا بصفته نائبا سابقا لرئيس الجمهورية”.

والبيض متهم من قبل خصومه بتلقي الدعم من ايران.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية