مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

الرئيس الارجنتيني في طريقه لتعزيز تحالفه في انتخابات منتصف الولاية

صورة مركبة يبدو فيها الرئيس الارجنتيني ماكري يلقي خطابا في 17 تشرين الاول/اكتوبر 2017 ، وكريستينا كيرشنر تلقي خطابا في ستاد خوان دومينغو بيرون في بوينوس ايرس، في 16 تشرين الأول/ اكتوبر. afp_tickers

يخوض الرئيس الارجنتيني ماوريسيو ماكري الذي اجرى اصلاحات اقتصادية لا تتمتع بالشعبية، الانتخابات التشريعية لمنتصف ولايته من موقع قوة، في اقتراع يرجح ان يدخل الرئيسة السابقة كريستينا كيرشنر الى مجلس الشيوخ.

ومنذ انتخابه قبل سنتين، ادخل ماكري تغييرات على ثالث اقتصاد في اميركا اللاتينية عبر تحريره، في سياسة كانت لها آثار سلبية في البداية قبل ان ينتعش النمو الذي بلغت نسبته 1,6 بالمئة في النصف الاول من 2017 ويتوقع ان تبلغ 3 بالمئة هذه السنة.

وسيجدد الناخبون الارجنتينيون البالغ عددهم نحو 33 مليونا من اصل 41 مليون نسمة، الاحد نصف مجلس النواب وثلث مجلس الشيوخ. وبما ان التصويت الزامي، يتوقع ان تكون نسبة المشاركة مرتفعة.

وستفتح مراكز الاقتراع ابوابها عند الساعة 18,00 (21,00 ت غ). اما النتائج الرسمية الاولية فيفترض ان تصدر اعتبارا من الساعة 21,00 (00,00 ت غ الاثنين).

وقد القى ماكري بكل ثقله الحملة الانتخابية بهدف تعزيز موقع تحالفه في البرلمان. وفي لقاء انتخابي، قال الرئيس “نحن في مستهل طريق طويلة”، ملمحا بذلك الى الاصلاحات الاقتصادية المؤلمة التي تجرى منذ كانون الاول/ديسمبر 2015.

ولا تتوافر في الوقت الراهن لتحالف “لنغير” (كامبيموس، يمين وسط) الذي يتولى الحكم منذ كانون الاول/ديسمبر 2015، الا اكثرية نسبية (87 مقعدا نيابيا من اصل 254، و15 من اصل 72 في مجلس الشيوخ). لكنه تمكن من ان يحكم عبر تشكيل تحالفات دقيقة.

– حصانة لكيرشنر –

اما كيرشنر التي لم تترشح للانتخابات الرئاسية 2015 لانه لا يسمح باكثر من ولايتين رئاسيتين متتاليتين، فقد ترشحت في الاقتراع الذي يجري الاحد لمنصب برلماني. ويرى كثيرون ان ترشحها لمقعد في مجلس الشيوخ مرتبط بالمشاكل التي تواجهها مع القضاء.

وتسمح الحصانة البرلمانية التي يتمتع بها اعضاء مجلسي الشيوخ والنواب بعدم سجنها في حال ادانتها. وتواجه كيرشنر حاليا اتهامات في عدد من قضايا الفساد.

وتشير استطلاعات الرأي الى ان كيرشنر ستسجل نتائج جيدة وستحصل على نحو ثلث الاصوات في منطقة يوينوس آيرس حيث يتركز نحو اربعين بالمئة من الناخبين.

وفي حملة ابتعدت عن الصخب، دعت كيرشنر ناخبيها الى “كبح” عمل الحكومة التي خفضت الدعم المالي للكهرباء والمياه والغاز والنقل المشترك وجمعت اموالا من الاسواق الدولية لتمويل سياستها الاقتصادية.

اما ماكري، فقد انتقد ادارة كيرشنر الزوجين اللذين حكما الارجنتين من 2003 الى 2015، بعد الازمة الاقتصادية التي جرت في 2001.

وقال الخبير السياسي روسيندو فراغا ان “فوزا لماكري سيكون مؤشرا على الخروج من الشعبوية وعلى استمرار التوجه الاقتصادي”.

وماكري (58 عاما) مهندس ونجل الملياردير الايطالي فرانكو ماكري الذي صنع ثروته في الارجنتين. وبعدما امضى سنوات في ادارة شركات عائلته وبحكم عمله ابرم صفقات مع دونالد ترامب خلالها، اصبح ماكري رئيسا لنادي بوكا جونيور لكرة القدم الاكثر شعبية في البلاد.

وبعد ذلك اصبح رئيسا لبلدية بوينوس آيرس.

– ترحيب بادارة ماكري –

في 2015 هزم ماكري في الانتخابات الرئاسية امام دانيال سكيولي مرشح كيرشنر. لكن التحالف الذي شكله مع الاتحاد المدني الراديكالي سمح له في نهاية اللمطاف بانتزاع السلطة من كيرشنر.

ولقيت ادارة ماكري ترحيبا من قبل الولايات المتحدة وقادة دول الاتحاد الاوروبي والمنظمات المالية الدولية.

وتتابع الشركات الاجنبية التي تنوي الاستثمار في الارجنتين نتائج الاقتراع بدقة. وقد ارجأ عدد منها هذا الاستثمار لمعرفة التوجه السياسي الاقتصادي القادم. ويفترض ان يشكل فوز لماكري مصدر اطمئنان لها.

واذا كانت النتيجة ايجابية الاحد، سيتمكن الرئيس من الاعتماد على هذا النجاح لمواصلة الاصلاحات التي بدأها في كانون الاول/ديسمبر 2015.

اب/اا/س ع

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية