مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

الرئيس الاوكراني مستعد لاتفاق سلام مع بوتين

الرئيس الاوكراني بترو بوروشنكو يلقي كلمة امام مجلس اوروبا في ستراسبورغ في 26 حزيران/يونيو 2014 afp_tickers

قال رئيس اوكرانيا بترو بوروشنكو الخميس انه مستعد لابرام اتفاق سلام مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين لانهاء تمرد انفصالي موال للروس في شرق اوكرانيا وذلك قبل ساعات من انقضاء فترة هدنة هشة.

وقال الرئيس الاوكراني ردا على سؤال بشان امكانية التوصل لاتفاق سلام مع بوتين وذلك اثناء مقابلة بثتها مساء الخميس قناة سي ان ان الاميركية، “انا مستعد للسلام مع الجميع” مضيفا “اكره فكرة عدم اغتنام ادنى فرصة لاستعادة السلام في المنطقة”.

تزامنا افرج متمردو شرق اوكرانيا الموالون للروس عن اربعة مراقبين لمنظمة الامن والتعاون في اوروبا وقد وصلوا ليل الخميس الجمعة الى فندق في دونيتسك، معقل الموالين للروس في شرق اوكرانيا.

وقال الكسندر بوروداي “رئيس وزراء جمهورية دونيتسك” التي اعلنها الانفصاليون من طرف واحد “لقد تم اطلاق سراحهم بدون شروط. يتعلق الامر بدنماركي وتركي وسويسري واستوني اذا لم اكن مخطئا”.

وفي الوقت الذي تنتهي فيه الهدنة الجمعة عند الساعة 19,00 تغ وعشية توقيع اتفاق تجاري مهم بين كييف والاتحاد الاوروبي لا تنظر اليه موسكو بعين الرضى، صعد الغربيون لهجتهم ضد روسيا.

ومع ذلك استمر ممثلو كييف ومتمردين انفصاليين جولة ثالثة من المفاوضات غير المباشرة في دونيتسك يمكن ان تؤدي الى تمديد الهدنة.

واستمرت المعارك (اكثر من 400 قتيل منذ نيسان/ابريل) في الايام الاخيرة في الحوض الصناعي الناطق بالروسية في دونباس رغم اعلان وقف اطلاق النار من كييف وقبوله من قيادي متمرد.

وكانت واشنطن امهلت الخميس موسكو “ساعات” لتثبت انها تعمل على نزع سلاح المتمردين الموالين لروسيا في شرق اوكرانيا وذلك عشية انتهاء مهلة وقف هش لاطلاق النار.

وجاء التحذير الاميركي على لسان وزير الخارجية جون كيري بعد مباحثات بباريس مع نظيره الفرنسي لوران فابيوس.

وتريد الدول الغربية انقاذ اتفاق وقف اطلاق النار المؤقت والمفاوضات الحديثة التي وافق الانفصاليون بداية الاسبوع الحالي عليها.

في الاثناء وتحت الضغط من كل حدب وصوب نددت روسيا ب “محاولات مبسطة” لتحميلها “المسؤوية الكاملة” عن الوضع ونددت بتصريحات مصدرها الحلف الاطلسي بشان غياب نتائج ملموسة من جهة موسكو وسخرت هذه الاخيرة من “القوالب الجاهزة التي تعود الى الحرب الباردة”، بحسب بيان للخارجية الروسية.

وكان الرئيس الاميركي باراك اوباما هدد مساء الاربعاء بفرض عقوبات جديدة على روسيا اذا لم تتخذ “اجراءات ملموسة فورية لوقف ارسال الاسلحة والناشطين عبر الحدود”.

من جهته اكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للمستشارة الالمانية انغيلا ميركل انه يدعم بشكل كامل تمديد وقف اطلاق النار واستئناف الحوار المثمر بين الاطراف المتنازعة. وبحث بوتين وميركل “الحاجة لتمديد الهدنة، وعقد محادثات دورية، والافراج عن المعتقلين”.

ومساء الخميس هاجم نحو 200 متمرد في وسط دونيتسك ثكنة للحرس الاوكراني بعد منحهم مهلة للاستسلام. وردت قوات الحرس الهجوم.

وتحث الدول الغربية اوكرانيا على اجراء تعديلات دستورية والاتجاه نحو اللامركزية. وترى واشنطن في نظام مماثل اكثر فعالية، وتامل في ان يهدئ القادة المحليون والمواطنون الناطقون بالروسية ليتراجعوا عن مطالبهم الانفصالية.

اما روسيا فترى ان النظام الفدرالي هو الانسب حيث يصبح بامكان كل منطقة تحديد سياستها التجارية الخارجية.

وقدم بوروشنكو الخميس الى البرلمان تعديلات دستورية تمنح المناطق المزيد من السلطات من خلال انتخاب حكام من قبل نائبين محليين (وليسوا معينين من قبل كييف) وتوسيع نطاق استخدام اللغة الروسية في التعليم والمؤسسات.

الا ان هذه الجهود ومع انها تسعى نحو اللامركزية الا انها لا تذهب حتى تطبيق الهيكلية الفدرالية كما تطالب بها روسيا، بحسب محللين في مجموعة اوراسيا الاستشارية.

وقال هؤلاء ان “منح هذا القدر من السلطات للمناطق امر مستحيل بالنسبة لبوروشنكو، الذي عليه ان يبرهن لناخبيه انه… وفي حين تبدو العلاقات مع روسيا متوترة الا ان الاستسلام لضغوط الكرملين مرفوض”.

ويهدف اتفاق الشراكة الذي ستوقعه كييف مع بروكسل خصوصا الى الغاء الحواجز الجمركية بين اوكرانيا ودول الاتحاد الاوروبي.

وحذرت روسيا الاربعاء بانها ستتخذ “اجراءات وقائية” في حال تبين ان اتفاق الشراكة الذي سيوقع الجمعة بين الاتحاد الاوروبي واوكرانيا ومولدافيا وجورجيا سيسيء الى اقتصادها.

واعتبر محللون من مجموعة اوراسيا ان “حدة التوتر ستزداد” بعد توقيع الاتفاق.

واضاف المحللون “في ما يتعلق بروسيا، من الضروري ابقاء العلاقات التجارية والاقتصادية المميزة مع شرق اوكرانيا والحؤول دون ان تصبح اوكرانيا التي تعتمد نظام تبادل حر مع روسيا، نقطة دخول لمنتجات اوروبية الى روسيا”.

واعتبر الخبراء انه “من المحتمل” ان يتم فرض عقوبات اقتصادية بحلول نهاية العام “بينما الجهود الدبلوماسية تراوح مكانها والعنف مستمر في شرق البلاد”.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية